المحتوى الرئيسى

أكاذيب "نيرة"

07/31 16:31

اقرا ايضا: فليسقط الجميع‎ وسائدنا الخاليه الموت لامريكا الصلح خير بعد ان تضع الحرب اوزارها

في العاشر من اكتوبر لعام 1990، استمعت احدي المنظمات الحقوقيه غير الحكوميه في امريكا لشهاده امراه اكتفت بذكر اسمها الاول عن انتهاكات جيش الإحتلال العراقي لحقوق الانسان في الكويت. وفي شهادتها قالت "نيره" انها شهدت بام عينيها جنودًا عراقيين يقتحمون مستشفيات حكوميه ويُخرجون الاطفال الخدج (غير مكتملي النمو) من الحاضنات ويتركونهم للموت. وتم اعتماد تلكم الشهاده رغم عدم التيقن من صدقيتها، وتوكا عليها اعضاء مجلس الشيوخ ومن وراءهم الرئيس بوش لايجاد مسوغ اخلاقي لعاصفه الصحراء الخاطفه.

ولما تمكن الصحافيون والاعلاميون الامريكان من تفقد احوال المستشفيات الكويتيه عقب دحر القوات العراقية منها، ادركوا ان نيره كانت تكذب، وان المسئولين عن موت الخدج هم الاطباء والممرضون الذين فروا بجلودهم من الغزاه وتركوا اطفالهم لمصيرهم المحتوم.

وبعد عامين من الفريه، تم الكشف عن هويه نيره، وادرك المتعاطفون مع الحمله انه قد غرر بهم، وانهم كانوا ضحيه حمله اعلاميه قادتها شركه هيل اند نولتون الدعائيه بتمويل نفر من الاسره الحاكمه الكويتيه ومنهم والد نيره الشيخ سعود بن ناصر الصباح والذي كان يعمل سفيرًا لبلاده لدي الولايات المتحدة الإمريكية انذاك. وقد تم التعامل مع شهادة الزور تلك علي انها جزء من بروباجاندا وطنيه كانت تهدف الي تحرير الكويت من الغزو العراقي المباغت.

غايه المحتلين اذن تبرر الكذب والادعاء من اجل تحرير التراب الوطني من احذيه الطغاه ورائحه عرقهم، وعلي المعتدي تدور الاشاعات وتُبَرر وتُغتفر. وضرورات الحروب تبيح محظورات السلام، ففي الحرب كل شيء يباح حتي اكاذيب نيره التي كانت امضي علي قوات الغزو من ترسانه اسلحه متطوره انفقت عليها الكويت نسبه لا يستهان بها من دخلها القومي.

وقد اختلف الناس حول اخلاقيه سلاح الاكاذيب ابان الحروب واستخدام الاعلام كوسيله لتضليل الرأي العام وسوقه نحو رؤيه معينه، فمنهم من برره ودافع عنه علي اعتبار ان الغايه تبرر الكذب وان الدفاع عن الوطن يسوغ استخدام الحيل كافه، ومنهم من اعتبره خيانه اعلاميه لا تغتفر لا سيما من جهات يعتقد الناس في مصداقيتها لان ذلك من شانه ان يساهم في تجهيل الشعوب وخلق حاله من الشك وعدم الثقه في نفوس المشاهدين.

وقد تعلمت من شهاده نيره الا اصغي لشهادات الاعلاميين واصحاب الاقلام حتي تضع حرب الفضائيات اوزارها ويتضح الخيط الأبيض من الخيط الاسود من الدعاوي. وتعلمت ان اتابع برامج التوك شوك غير مكترث بما يروج له مقدمو البرامج او ضيوفهم وان اتعامل مع تصريحاتهم علي انها بلاغات مقدمه للتاريخ الذي لن يتاخر حتمًا في تصنيفها.

ولان الحملات الدعائيه ضد الرئيس المعزول محمد مرسي فاقت كل توقعاتي كمًا وحجمًا، فقد ظللت علي جمر الريبه منتظرًا ساعه الحسم حين تدخل قوي الاعلام المحايد ارض المعركه الاعلاميه وتميز غث الاخبار من سمينها. وحينما القي القبض علي الرجل، ادركت ان اكاذيب نيره علي وشك الافتضاح وانه لا يحول بين المتتبعين وحقيقه المشهد الا توجيه التهم والكشف الادله والقرائن.

لكنني اصدقك عزيزي القارئ انني شعرت بالصدمه والاهانه حين قرات نص التهم التي وجهت لرجل ثارت عليه ميادين مصر كافه وميدان التحرير خاصه، كونها لم تتناسب قوه ولا عددًا مع ما اتهم به الرجل في البرامج الحواريه من عديد جرائم. لماذا حيد النائب العام التهم الكبيره التي وجهت لمرسي ابان حكمه؟ الم يجد الرجل في ملفات التهم المؤجله غير فرار الدكتور مرسي من وادى النطرون والتخابر مع حماس؟ الم يبع الرجل الاهرامات وقناه السويس لقطر؟ الم يتخابر مع واشنطن ويبيعها بثمن بخس اربعين بالمائه من ارض سيناء؟ اين وثائق المصري اليوم وفيديوهات الابراشي ولميس وسعد وخيري وتامر وسيد علي وغيرهم من جوقه المدافعين عن مصرنه البلاد واعادتها من براثن الاحتلال الاخواني البغيض الي اهلها الطيبين؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل