المحتوى الرئيسى

هل لأننا مختلفون يجب أن نكون أعداءً؟

07/24 00:57

الاسلام هو ثوره الشرق التي سعت الي التحرر من التعصب والجزئيه والخصوصيه، ونظرت بانتباه وتفان مطلق الي الله، باعتباره الله الواحد رب العالمين كلهم، رب المسلم والكافر، رب الاصولي والعلماني، رب الجميع دون استثناء!

ولا يخرج الصيام من هذا المعني.. كيف؟!

قبل ان نجيب عن هذا السؤال، يجب ان نبدد بعض الاوهام، ومنها ان البعض لا يزال يظن ان الصيام عباده غايه في ذاتها، ويعتقد اخرون ان العباده من اجل العباده.

وهذا الاعتقاد وهم وخطا في فهم فلسفه الصوم في الاسلام، فالصوم عباده شرعها الله من اجل الانسان والمجتمع. واول غايه من غايات الصوم هي ان يتعلم الإنسان انكار الذات، وهذا هو اساس التسامح الاجتماعي وايضا التسامح السياسي، فالصيام جهد انساني يهدف الي التحرر من انانيه الجسد، بغيه تلاشي المسافه الفاصله بين الانا والاخرين. ويقوم الصوم علي انكار الذات ورفض الانانيه في الاكل والشرب وايضا في السياسه.

كما ان الزكاه محاوله للتحرر من انانيه الملكيه الفرديه والتعصب للذات. ولا يرتقي الروح الاسلامي فوق خصوصيه الجسد والملكيه الفرديه فحسب، بل انه يرتقي كذلك فوق خصوصيه العرق والمولد.

و«التسامح» هو العفو عن الاساءه، وهو ايضا رفض الممارسات والافعال التي تقوم علي التمييز الديني والعرقي، والتسامح الديني يعني قبول الاخرين مهما احتلفوا، كما يعني معامله طوائف الاقليات الدينيه معامله حسنه واعطاؤها الحريه في الاعتقاد وممارسه الشعائر وايضا في ممارسه السياسه!

وينص القران بشكل قاطع علي الحريه في الاعتقاد وحق اقامه المعابد وممارسه الشعائر؛ ولا شك في ان هذا مظهر من مظاهر المساواه في الحقوق والواجبات. ولا يوجد في القران والسنة النبوية اي نص يقيد حريه غير المسلمين في اقامه معابدهم الخاصه او يحول دون حقهم في اداء طقوسهم وشعائرهم.

  وقد اعطت الأمه الإسلاميه للاقليات حق اتباع وتنفيذ قوانينهم الخاصه المتعلقه بالاحكام الشخصيه واداره امورهم الدينيه وفقا لتشريعاتهم الدينيه حتي لو كانت متعارضه تعارضا تاما مع الشريعه الاسلاميه. وكانت الرابطه التي تربط كل الطوائف ببعضها البعض، هي الرابطه المدنيه القائمه علي اساس العقد الاجتماعي بين المسلمين وغيرهم. وبمقتضي هذا العقد كان لكل طائفه وضعها القانوني المتفرد، وكانت الطوائف مجتمعات مدنيه مصغره لها استقلالها الذاتي داخل المجتمع المدني الكبير الخاضع للسلطه الاسلاميه التي كانت لا تتدخل في شئون الطوائف الخاصه.

ومن البديهي ان الاديان بحكم انتمائها الي السماء، توصي بالتسامح والامن والسلم والسلام، وما كانت يوماً في حدِّ ذاتها عائقاً امام التعايش والتعارف والحوار، وانما العائق يكمن في الذين يتوهّمون انهم يمتلكون الحقيقه المطلقه ويستغلّون الاديان استغلالا سياسيا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل