المحتوى الرئيسى

"الدرج" واحدة من أبشع الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين

07/23 19:58

في منتصف ليله مثل هذا اليوم الثاني والعشرين من يوليو / تموز من عام 2002 اقترفت قوات الإحتلال الإسرائيلي واحده من ابشع جرائم الحرب بحق المدنيين الفلسطينيين ، عندما قصفت احدي طائراتها من طراز F16 مبني سكنياً وسط حي الدرج المكتظ بالسكان في مدينة غزة ، مما ادي الي استشهاد ( 18 ) مدنياً واصابه العشرات غالبيتهم من الاطفال والنساء . 

هذا الحي المكتظ بالسكان والذي خرَّج قاده عظام امثال الشهداء خليل الوزير ابو جهاد وصلاح خلف ابو اياد ، ويضم مواقع اثريه كالمسجد العمري الكبير ومسجد السيد هاشم وحمام السمره وقصر الباشا . وافخر بانني تربيت وترعرعت في احدي حاراته التي يُطلق عليها ( بني عامر ) ، وناضلت بجانب اخواني ورفاقي بين شوارعه وازقته وبيوته العتيقه ، وافخر بان علاقاتي لا زالت وستبقي قائمه مع ابنائه وسكانه وممن تقاسمنا سويا المعاناه والالم والنضال . 

حي الدرج .. ليس كباقي الاحياء من حيث الشكل والمكانه والتاريخ ، والجريمه البشعه التي اُقترفت فيه هي الاخري ليست كباقي الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين منذ احتلالها لفلسطين – وهي كثيره ولا حصر لها - . وبشاعتها تكمن في حجمها وطبيعتها والدمار الذي لحق بالمنطقه باكملها جراء نصف طن من المتفجرات سقطت علي عماره سكنيه مكونه من طابقين علي مساحه لا تزيد عن 200 متر مربع في منطقه قرقش بحي الدرج فالحقت دمارا بعشرات المنازل المجاوره ما بين دمار كلي واضرار جزئيه ، والابشع ان القصف استهدف اغتيال شخص واحد هو الشيخ ( صلاح شحادة ) احد قاده حركه حماس ، فيما المنطقه دمرت ، والضحايا بالعشرات ما بين شهيد وجريح وان غالبيتهم كانوا من الاطفال والنساء ، وجميعهم استشهدوا او اصيبوا وهم في منازلهم نيام . \nصلاح مصطفى محمد شحادة ( 49 عاماً ) .. من سكان بيت حانون شمال قطاع غزه ، واسير محرر امضي في سجون الاحتلال قرابه ( 14 ) عاماً ، وكان قد اعتقل للمره الاولي عام 1984 وقضي عامين ، ومن ثم اعتقل ثانيه في اغسطس عام 1988 بتهمه مسؤوليه الجهاز العسكري لـ " حركه حماس " واطلق سراحه في مايو 2000. وبعد تحرره لم يهدا او يستكين واصل نشاطه وقيادته للجهاز العسكري ، واتهمته سلطات الاحتلال بمسؤوليته عن تاسيس وقياده كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركه حماس والمسؤوليه عن تنفيذ العديد من العمليات الفدائيه . 

ووفقا لوسائل الاعلام الاسرائيليه فان رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك ( ارئيل شارون ) ووزير دفاعه ( بنيامين بن اليعازر ) اشرفا " شخصيا " علي عمليه الاغتيال واعتبرها " شارون " انها "احدي انجح العمليات" التي نفذها الجيش الإسرائيلي . والاهم ان جريمه اغتيال الشهيد ( صلاح شحاده ) وما لحق بحي الدرج من زلزال دمر والحق الاضرار بعشرات المنازل واستشهد واصيب عشرات المدنيين ، لم تمر مرور الكرام بالنسبه للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي مثَّل ضحايا هذه الجريمه البشعه ولا يزال يتابع هذه الجريمه علي المستوي الدولي والتفاصيل في هذا الشان كثيره . 

وفي هذا الصدد يًشير المركز الفلسطيني في اصداراته بان ملاحقه مجرمي الحرب من الاسرائيليين ، هي استراتيجيه بعيده الامد للمركز الفلسطيني لحقوق الانسان ، يهدف منها محاربه ثقافه الحصانه التي تهيمن علي صفوف مؤسسات اسرائيل العسكريه والسياسيه والقضائيه ولملاحقه مسئولين اسرائيليين كبار في جيش الاحتلال ممن ثبت تورطهم في اقتراف جرائم حرب ضد مدنيين فلسطينيين مع تاكيده دوماً بان جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم . 

وتبقي جريمه اغتيال الاسير المحرر / صلاح شحاده ، وما باتت تُعرف بقضيه " جريمه حي الدرج " شرق مدينه غزه واحده من ابشع الجرائم التي اقترفتها " اسرائيل " بحق المدنيين الفلسطينيين . 

اسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الاسري

مدير دائره الاحصاء بوزاره الاسري والمحررين في دوله فلسطين

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل