المحتوى الرئيسى

اللاجئون السوريون أحدث ضحايا الصراع السياسي في مصر

07/22 16:47

بين مطرقه مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وسندان معارضيه، وجد السوريون انفسهم محاصرين باتهاماتِ بمحاباه الجبهه الاولي علي حساب الاخري والتدخل في الامن القومي المصري. تلك الازمه تبلورت في قرار من الدوله المصريه يمنع دخول السوريين الي مصر الا بعد الحصول علي تاشيره علي عكس ما كان معتاداً. كذلك تعرض بعض السوريون لمشكلات في الشارع المصري مؤخراً حسب روايات بعضهم نتيجه حمله التحريض القائمه ضدهم من بعض الاعلاميين.

"معامله المصريين لنا تغيرت واكثر ما المنا الخوض في الاعراض"

بدر الدين العابد، طالب جامعي ترك سوريا ليدرس في مصر منذ عشره اشهر بسبب الحرب الدائره في بلاده، يصف لـ DW عربيه المعامله التي تلقاها حين وصوله قائلاً: "كنت دائماً اُقابل بالترحيب والسؤال عن احوالي وعن سوريا". لكن الحال تغير بعد موجه التحريض مؤخراً ضد السوريين حسب قوله. ويضيف: "اصبحت اُقابل في الايام الاخيره بضحكات شامته، واصبح التعامل معنا به جمود غير مسبوق".

بدر الدين العابد طالب جامعي اضطر لمغادره سوريا

ويروي الشاب السوري موقفا تعرض له بعد موجه التحريض ضد السوريين: "كنت ناحيه الاتحاديه (بالقرب من القصر الرئاسي) وكانت هناك تظاهرات يومها وبينما كنت اسير انا وصديق سوري اخر فوجئنا بهجوم بعض الشباب علينا مدعين انهم في حاجه لسؤالنا عن بعض الاشياء". ويكمل: "عندما تحدثنا معهم وظهرت اللهجة السورية، فوجئنا باحدهم يقول لصديقي: انت سوري؟ ده انت اللي بندور عليه". ولم ينقذهم من ايدي هؤلاء الشباب، حسب روايه بدر الدين، الا احد اصدقائه المصريين الذي كان قريباً منهم.

ويشعر بدر الدين بالاضطهاد مؤخراً "فليس من العدل ان يتم معامله 160 الف سوري علي الاقل في مصر بهذا الشكل نتيجه مشاركه بعض السوريين مع هذا الطرف او ذاك". وتحدث شقيقه نور الدين لـ DW عربيه كذلك حيث اعرب عن اتفاقه مع كل ما قاله اخوه. ويري نور الدين ان السوريون اُقحموا في المعركه السياسيه المصريه دون ذنب. "المشكله بدات حينما اعلن الاخوان في ميدان رابعه العدويه ان السوريون معهم ويساندوهم"، يقول نور الدين.

ويواصل نور الدين وشقيقه حديثهم لـ DW بحسره والم شديدين حين يقولان ان "اكثر ما المهم هو الخوض في الاعراض"، في اشاره الي الاعلامي محمد الغيطي بقناه التحرير المصريه الذي اتهم بعض السوريات في مصر بممارسه ما وصفه بـ "جهاد النكاح في ميدان رابعه العدويه". وهو ما اعتذرت القناه عنه فيما بعد ونفاه الغيطي نفسه معتبرا "ان جزءا من كلامه قد اقتطع". وعن قرار منع دخول السوريون الي مصر الا بتاشيره عبَّر الاخوان (العابد) عن استيائهما منه وتقييده لحركه السوريين خاصه وان اهلهما يعيشون في دوله اخري. ويقول بدر الدين عن ذلك: "كنت اريد السفر لكن بعد القرار الغيت الفكره لانني قد لا استطيع الدخول مجدداً الي مصر".\nعزة البحرة: "لا يجب ان يؤخذ الشعب السوري بفعل بعض افراده"

المهندس السوري عبد الحميد محمد تحدث لـ DW عربيه ولم تختلف شكواه عن ما قاله الاخوان العابد. ويشعر محمد بـ "حاله احتقار" استجدت في تعامل المصريين مع السوريين. ويري المهندس الشاب ان الازمه مبنيه علي "اكاذيب مفتعله لمحاوله اظهار ان هناك جهه تستقوي بقوه خارجيه". واوضح محمد انه اصبح هناك قلق في الحركه الان في شوارع مصر بالنسبه للسوريين كما ان القرار الأخير الخاص بدخول السوريين الي مصر قد تسبب في الغاء مجيء بعض اقاربه اليه في مصر.

الممثله والمعارضه السوريه عزه البحره

وتواصلت DW عربيه مع المنسق العام لرابطه سوريات في مصر الفنانه عزه البحره. واعربت البحره عن تفهمها للوضع الامني الحرج الذي تمر به مصر وغرض الدوله من اخذ احتياطاتها، لكنها اخذت علي المسؤليين عدم التنويه عن تلك الخطوه التي اخذوها بمنع دخول السوريين الي مصر دون تاشيره قبل اخذ القرار بمده تسمح للناس بترتيب اوضاعهم. "عدم صدور هذا التنويه تسبب في اشكال وازمه للسوريين في مصر خاصه ان اغلبيتهم اهلهم بالخارج واصبح من بالخارج لا يستطيع القدوم ومن بالداخل لا يستطيع السفر"، توضح البحره.

اما بخصوص المعامله في الشارع فتقول الممثله السوريه: "اعيش في مصر منذ عام والشعب المصري محب وطيب جداً. المصريون كانوا يرحبون بي دائما، لكن تلك المعامله تغيرت في الاسبوع الاخير. واصبحت اواجه باسئله مثل: انتم بتعملوا فينا كده ليه؟ وبتضربونا بالرصاص ليه كده؟". واستنكرت المنسق العام لرابطه سوريات ان يؤخذ الشعب السوري باكمله بجريره بعض افراده.

وتقول البحره في هذا السياق: "لو افترضنا ان هناك مجموعه من الاخوان السوريين يتواجدون في مصر لا يجب ان يؤخذ الشعب السوري كله بذنبهم فانت هكذا تحارب شعبا باكمله". وعن دور الرابطه في تلك الازمه تقول البحره ان الرابطه ليس باستطاعتها ان تاخذ موقفا لعدم وجود سلطه تنفيذيه في يدها "لكن دورنا ان نقدم العون للسوريين في مصر ونحاول ان نهدئ الراي العام وتوضيح الصوره امامه". كذلك اعربت البحره عن وجود تواصل بين الرابطه ومفوضيه اللاجئين لتقنين اجراءات وجود السوريين في مصر.

اما الناشط الحقوقي رامي رؤوف فيري في حديث لـ DW عربيه ان خطاب التحريض ضد السوريين هو جزء من خطاب تحريض ضد كل من هو غير مصري، معتبراً ان الخطاب مبني علي اشياء غير حقيقيه في الاصل. وادان رؤوف القرار الذي اصدرته الدوله بمنع دخول السوريين معتبراً اياه "موقفاً ضد السوريين الهاربين من حاله حرب". ويقول في هذا النطاق: "يجب علي الدوله تيسير شؤون اللاجئين، واذا لم تستطع حمايتهم فليس الحل بمنعهم من الدخول تماماً فهذا الحل يعبر عن اخفاقها تماما (الدوله)". ويري الناشط الحقوقي انه دائماً ما يوجد حل وسط.

الاكاديمي والباحث المصري احمد عبد ربه

الحل الوسط كان لدي الاكاديمي والباحث المصري احمد عبد ربه الذي قال لـ DW عربيه ان "الحل يتمثل في ان تاخذ الدوله كل الاجراءات الامنيه ويتم بحث كل شخصيه قادمه الي مصر ومن ليس عليه شيء ولم يرتكب شيئا فليدخل". واتفق عبد ربه مع راي رؤوف في ان الحمله ضد السوريين هي جزء من اطار اوسع "يشمل الفلسطينيين وبعض المصريين المنتمين للتيار الاسلامي بجانبهم".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل