المحتوى الرئيسى

طارق الشناوي يكتب: العمدة عتمان وحرمه حفيظة!

07/19 10:36

العديد من الزملاء استوقفهم الفارق بين سعاد حسنى الاسطوره وايتن عامر التي تعثرت وتلعثمت كثيرًا في اداء دور فاطمه، خسر مسلسل «الزوجة الثانية» ضربه البدايه في اللحظه التي اسندوا فيها الدور الي ايتن، بخاصه ان المواصفات الشكليه لا تنطبق عليها، فهي صارخه الجمال كما قدمها السيناريو، والواقع انها كانت الترشيح الثالث سبقتها رانيا يوسف ثم دينا فؤاد واي منهما لم تكن ستحقق نجاحًا يُذكَر ولكن ربما اخفاقًا اقل، كارثه «الزوجه الثانيه» لو تاملتها في السياق الذي قدم كمعالجه دراميه في المسلسل لاكتشفت ان دور العمده هو الرهان الحقيقي، الشخصيات الرئيسيه اربع ولكن العمده عتمان احتل دراميًّا مساحه اكبر، وهو ما ادي الي خروج العمل الفني عن المنطق الذي فرضته الروايه قبل ان يحيلها المخرج صلاح ابو سيف الي فيلم عام 1968، اداء الممثل في ظل غياب تام لتوجيه المخرج ادي الي انحراف الروايه عن مسارها وغياب عمقها الفكري كانها محاكاه ساذجه لثنائي شهير جمع عبر موجات الاذاعة المصرية قبل 60 عامًا بين فؤاد المهندس وخيريه احمد في البرنامج الكوميدي «ساعة لقلبك»، لعب فؤاد دور الزوج «محمود» الذي يعاني غباء زوجته «خوخه»، فهو كثيرًا ما ينفر ويسخر منها ولكنها لا تدرك، حاول عمرو عبد الجليل وعلا غانم ان يعيدا تلك الثنائية بين عتمان وحفيظه فلم يراعيا فروق التوقيت، ودفع المسلسل الثمن لان المخرج لو اراد تقديم الروايه باسلوب البارودي الذي يعني الرؤيه الساخره لعمل تراجيدي لتطلب ذلك معالجه مغايره في كل الادوار ليس فقط العمده وزوجته.

كثيرًا ما تستمع الي العاملين في الوسط الفني وهم يرددون «الدور ينادي صاحبه»، وهي مقوله صحيحه تمامًا لو كنا نعيش في عالم مثالي، ولكن الحقيقه علي ارض الواقع تؤكد ان الدور ياتي احيانًا لمن لا يستحق وربما تستبدل ظرف الزمان «احيانًا» ليصبح «غالبًا».

اتذكَّر ان الفنان القدير صلاح السعدني قبل عام ونصف قال لي انهم عرضوا عليه دور العمده عتمان في المسلسل ولكنه رفضه دون حتي نقاش، سالته بنهم صحفي: كيف؟ اجابني: اين انا من صلاح منصور؟ الناس ستتذكر علي الفور صلاح منصور واداءه العبقري. قلت له: ولكنك لعبت باستاذيه دور العمده سليمان غانم وحفرت في الذاكره الجماعيه عمده اخر لا يُنسَي، اجابني: لانه كان له مواصفات مختلفه كتبها الراحل أسامه أنور عكاشه واجتهدتُ واجتهد المخرج إسماعيل عبد الحافظ في تفسيرها امام الكاميرا فاصبح للشخصية حضورها في تاريخنا الفني. الغريب ان السعدني لعب دور عمده اخر هذا العام في مسلسل «القاصرات» لم ارتح لفكره المسلسل لان الجرعه الدراميه مقززه عندما تري رجلًا سبعينيًّا يتزوج طفلات في التاسعه من اعمارهن، تصاب بتقزز انه مريض ومثل هذه الامراض من المستحيل ان تتحملها في عمل فني يمتد 30 حلقه، ولكن هذه قصه اخري.. دعونا نعُد مره اخري للعمده عتمان، كانت المحطه الثانيه لهذا الدور باسم سمرة الذي شاهدت له في رمضان ثلاثه ادوار مميزه هي علي الترتيب «ذات» و«اسيا» و«الوالده باشا»، لم يستطع باسم توفيق مواعيد التصوير للمسلسلات التي تلاحقت جميعها فاعتذر وجاء الدور في المحطه الثالثه والاخيره لعمرو عبد الجليل.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل