المحتوى الرئيسى

البوصيرى.. صاحب البردة

07/19 09:15

هو الامام «شرف الدين محمد بن سعيد الصنهاجي البوصيري» صاحب المدائح والقصائد  النبويه التي ذاعت شهرتها في الافاق، وتميزت بروحها العذبه وعاطفتها الصادقه، وروعه معانيها، وجمال تصويرها، ودقه الفاظها، وحسن سبكها،

وبراعه نظمها؛ فكانت بحق مدرسه لشعراء المدائح النبويه من بعده، ومثالا يحتذيه الشعراء لينسجوا علي منواله، ويسيروا علي نهجه؛ فظهرت قصائد عديده في فن المدائح النبويه، امتعت عقل ووجدان ملايين المسلمين علي مرّ العصور، ولكنها كانت دائمًا تشهد برياده الامام البوصيري واستاذيته لهذا الفن بلا منازع.

ولد البوصيري بقريه «دلاص» ببني سويف من صعيد مصر، في اول شوال 608هـ  لاسره ترجع جذورها الي قبيله «صنهاجه» احدي قبائل البربر، ونشا بقريه «بوصير» القريبه من مسقط راسه، ثم انتقل بعد ذلك الي القاهره حيث تلقي علوم العربية والادب.

ونظم البوصيري الشعر منذ حداثه سنه وله قصائد كثيره، ويمتاز شعره بالرصانه والجزاله، وجمال التعبير، والحس المرهف، وقوه العاطفه، واشتهر بمدائحه النبويه التي اجاد استعمال البديع فيها، كما برع في استخدام البيان، ولكن غلبت عليه المحسنات البديعيه في غير تكلف؛ وهو ما اكسب شعره ومدائحه قوه ورصانه وشاعريه متميزه لم تتوفر لكثير ممن خاضوا غمار المدائح النبويه والشعر الصوفي.

اشهر قصائده «برده المديح» التي تناقلها ابناء ومريدي الطرق الصوفية واحيوا بها حلقات ذكرهم، يقال عن سبب تسميتها بالبرده لان المرض كان قد اشتد علي البوصيري، وفي احدي المرات عندما كان نائماً راي النبي «صلي الله عليه وسلم» وقد غطاه ببردته فاصبح وقد شفي مما هو فيه فكتب قصيده يجمع كل ادواته الشعريه ويجمع همته لمدح خير خلق الله «محمد» صلي الله عليه وسلم، وقد شرح وعارض هذه القصيده العديد من الشعراء.

  واذا كان للامام شرف الدين البوصيري مجموعه اخري من القصائد في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم الا انه ارتبط اكثر ما ارتبط بالبرده وارتبطت به «البرده» واصبحت هذه القصيده من اهم القصائد التي يتغني بها المداحون في الليالي الدينيه وفي الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف واصبحت ملهمه للشعراء الذين يكتبون شعرهم في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم.

وكان البوصيري وابن عطاء الله السكندري تلميذين لابي العباس المرسي – فخلع علي البوصيري لسان الشعر ، وعلي ابن عطاء الله صاحب الحكم لسان النثر  ولازم البوصيري استاذه واخذ عنه ومدح رسول الله عليه الصلاه والسلام وذاع صيته وملات قصائده الافاق.

تُوفِّي البوصيري بالاسكندريه سنه 695 هـ / 1295م عن عمر بلغ 87 عامًا ودفن بمسجده هناك حيث ضريحه، الذي اصبح مزاراً للمحبين من جميع انحاء القطر ويقع مسجد الامام البوصيري علي شاطيء البحر بحي الانفوشي في منطقه ميدان المساجد وفي مواجهه مسجد ابي العباس المرسي وياخذ نفس الشكل المعماري تقريباً.

يا نفس لا تقنطي من زلهٍ عظمـت

ان الكبائر في الغفران كاللمـم

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل