المحتوى الرئيسى

هل كانت احتجاجات مصر الأكبر في التاريخ؟

07/16 18:04

ثارت مزاعم بان مصر شهدت في الثلاثين من يونيو/ حزيران ومطلع الشهر الجاري الاحتجاجات الأكبر في التاريخ.

وقد كانت المظاهرات المعارضه للرئيس المصرى المعزول محمد مرسي بالفعل استعراضا ضخما للحشود الشعبيه، لكن هل كانت هذه الحشود ضخمه بالدرجه التي اوردتها بعض التقارير؟ وكيف يمكن التثبت من تقديرات اعداد المشاركين؟

نزل المتظاهرون المعارضون لمحمد مرسي، اول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، في شوارع القاهره ومحافظات اخري باعداد غفيره قبل ان يتدخل الجيش ويطيح به من سده الحكم في 3 يوليو/ تموز.

وذكر البعض ان اعداد المحتجين بلغت 30 مليون شخص.

لكن وير ديفيز، مراسل شؤون الشرق الاوسط في بي بي سي، يقول "اعتقد ان هذه مبالغه كبيره".

ويضيف ديفيز "لا اعتقد انها كانت اكبر مما حدث عام 2011 عندما حدثت ثوره. ميدان التحرير يمتلئ بنصف مليون شخص، ولذا يستحيل الزعم بان هناك مظاهره ضخمه في ميدان التحرير وان الملايين احتشدوا داخل الميدان."

ومضي قائلا "اعتقد ان الملايين تظاهرون هذه المره ضد حكم جماعه الاخوان المسلمين. لكن الحشود لم تبلغ 30 او 40 مليون شخص كما يتحدث البعض، اذ ان هذا الرقم يمثل 45 في المئه من السكان، وهذا مستحيل."

ويبدو ان ديفيز علي حق، فحوالي خمس سكان مصر اطفال دون العاشره.

ولذا، من اين جاء رقم الثلاثين مليون؟

في الواقع، من الصعب العثور علي مصدر هذا الرقم او اي تقديرات اخري بهذا الصدد.

ويقول كريس غرينواي، من قسم المتابعه في بي بي سي ان "وكاله أنباء الشرق الأوسط الرسميه اوردت ان وزاره الداخليه نفت تقديمها اي تقديرات عن اعداد المتظاهرين، ومن ثم لا يبدو انها الجهه التي ذكرت هذه التقديرات."

ويشير غرينواي الي ان وكالة رويترز للانباء "نقلت عن مصدر عسكري لم تسمه ان اعداد المتظاهرين في تلك الليله بلغوا 14 مليون شخص، وبعد ذلك توالت تقارير عن ان تقدير الاعداد بلغ 33 مليون."

ويقول ديفيز ان ثمه حاله من التلاعب بالارقام حيث يزعم كل طرف انه يحظي بدعم شعبي.

ويضيف "ما شهدناه الشهر الجاري هو انقلاب عسكري –لا يمكن تفسير الامر بصوره اخري. التفسير الوحيد المنطقي هو انه انقلاب عسكري يحظي بدعم شعبي، ولذا من مصلحه المواطنين الذين دعموا الاطاحه بالرئيس ان يقولوا ان هذه الملايين تدعمهم."

ويشير ديفيز الي انه منذ الاطاحه بالرئيس مرسي من سده الحكم، يزعم المؤيدون والمعارضون تنامي اعداد مناصريهم في الشارع.

وتقول هانا فراي، المتخصصه في الرياضيات بجامعه يونيفرستي كوليدج في لندن ان "من النادر جدا ان تجد تقديرا لاي حشد دون مبالغه. "

ويدعم الاستاذ بول ييب، من جامعة هونغ كونغ هذا الراي، قائلا انه حتي عندما لا توجد اجنده سياسيه وراء الفعاليه تفاجئ بان تقديرات الحشود تكون متفاوته نوعا ما.

تفاوتت تقديرات اعداد من شهدوا حفل زفاف الامير وليام وكيت ميدلتون.

ويستشهد بتقديرات اعداد من شهدوا حفل زفاف الامير وليام وكيت ميدلتون حيث تراوحت بين 500 الف ومليون شخص.

وتوجد وسائل متنوعه لتقدير اعداد الحشود، لكن لا يعطي اي منها رقما دقيقا.

وثمه وسيله سهله لتقدير حجم الحشد من خلال التقاط صوره عبر القمر الصناعي للحشد ورسم شبكه تحيط بالحشد، وبعد ذلك يمكن احصاء عدد الاشخاص داخل مربع واحد بالشبكه عبر تقدير الكثافه العدديه وضرب الرقم في العدد الاجمالي للمربعات.

لكن حدود الحشد قد لا تكون واضحه. كما ان الناس لا يتوزعون في المكان بصوره ثابته، ولذا من الصعب الحصول علي تقدير دقيق للكثافه العديده في وحده ما.

وعليه فان تقدير الاعداد يعتمد اكثر علي التخمين، بحسب ما يقول ييب.

واحصاء حشد متحرك يمثل تحديا اكبر.

ويقول ييب انه في بعض الاحيان يجري استطلاع بعد الفعاليه لكن لا يمكن الثقه بشكل كبير في ما يذكره المشاركون.

ويمكن تقدير الاعداد من خلال احصاء عدد الافراد الذين يتحركون عبر نقطه محدده في مسار تحرك الحشد، لكن كيف يمكن احصاء عدد الاشخاص الذين قد ينضموا اليه لاحقا؟

ومنذ عشره اعوام، يرصد ييب اعداد المشاركين في الفعاليات السنويه في الاول من يوليو/ تموز في هونغ كونغ، وهي ذكري تسليم السياده من بريطانيا الي الصين.

ويفضل ييب ان يحصي اعداد المشاركين في نقطتين، ويسال الاشخاص الذين يمرون بالنقطه الثانيه عما اذا كانوا عبروا من خلال النقطه الاولي. وبهذه الصوره يقلل من مشكله تكرار العدد.

ويقول انه لاحظ علي مدار الاعوام العشر الماضيه ان تقديرات المنظمين والشرطه تتفاوت بشكل اكبر.

وفي العام الجاري قالت الشرطه ان اعداد المشاركين بلغ 66 الف شخص، بينما قال منظمو الفعاليه ان الاعداد بلغت 420 الف.

لكن ييب قدر المشاركين بمئه الف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل