المحتوى الرئيسى

جزيرة غراسيوزا – اكتفاء ذاتي من الطاقة بخبرات ألمانية

07/16 11:47

في وسط برلين، قام العاملون في شركه "يونيكوس" ببناء محطه كامله لإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجدده قد يتم بناؤها في جزيره برتغاليه، وذلك من اجل التفكير في حلول لمشكله الطاقه التي تعاني منها تلك الجزيره. ففي احدي المستودعات، تم بناء هذه المحطه المستقبليه لجزيرة غراسيوزا البرتغاليه الواقعه في المحيط الاطلسي، لكن علي مساحه تبلغ ثلث مساحتها الاصليه، وتم تمديد الكوابل والبطاريات وصندوق للمقابس.

ويوضح النموذج ما سيبدو عليه امداد الجزيره بالطاقه مستقبلاً، وحوله يقول فيليب هيرزيمنزل من شركه يونيكوس: "هنا يمكننا محاكاه عمليه تحويل الجزيره للاعتماد علي الطاقات المتجدده من اجل توليد الكهرباء".

وتحاول الشركه الالمانيه للطاقه الرفيقه بالبيئه، التي تاسست سنة 2008، القيام بتجربه هي الاولي من نوعها في العالم لاثبات ان جزيره غراسيوزا، التي يبلغ عدد سكانها خمسه الاف نسمه، قادره علي الاعتماد علي نفسها بشكل شبه كامل لتوليد ما تحتاجه من طاقة كهربائية، عن طريق ابراج طاقه الرياح والواح الطاقة الشمسية.

قامت شركه "يونيكوس" الالمانيه ببناء نموذج في برلين لكيفيه تزويد الجزيره باكملها بطاقه نظيفه

هذا المشروع الكبير بالنسبه لفيليب هيرزيمنزل والعاملين في يونيكوس يعني الاعتماد علي كل ما يمتلكون من تقنيات. ففي المستودع الذي يؤوي نموذج الجزيره في برلين، يجد المرء علي الجانب الايسر شبكه كهرباء ذات ضغط متوسط تعمل بشكل كامل، وعلي الجانب الايمن صف من البطاريات العملاقه. البطاريات وشبكه الكهرباء سوياً تشكلان نظام امداد الطاقه الذي سيستبدل مولد الديزل في جزيره غراسيوزا بحلول سنه 2014.

هذه الرؤيه المستقبليه للشركه الالمانيه تبدو اليوم وكانها ضرب من الخيال العلمي. فحتي الان، ما يزال سكان الجزيره البرتغاليه يعتمدون علي النفط لتوليد الكهرباء، اذ ترسو ناقلة نفط كل اسبوع في ميناء الجزيره لضخ ما يحتاجه المولد.

ويوضح هيرزيمنزل رؤيه شركته بالقول: "النظام الحالي في الجزيره يشبه الاوركسترا التي يقودها المايسترو". المايسترو في هذه الحاله هو المولد الذي يعمل بالوقود الاحفوري، والذي يدور 50 دوره في الثانيه، مولداً طاقه كهربائيه ثابته بتردد 50 هيرتز.

لكن من يبحث عن طريقه للتحول الي الطاقات البديله، كالرياح والشمس، يجب عليه ان يفكر في كيفيه الحفاظ علي ثبات امدادات الطاقه من خلال مصادر لا تعمل بالديزل، كما يشرح هيرزيمنزل من شركه يونيكوس، ويضيف: "اذا ما اردت الاعتماد بالكامل علي الطاقات المتجدده، عندها يجب ان اكون قادراً علي ايقاف العمل بمولد الديزل".

تحصل الجزيره علي الوقود اللازم لتشغيل مولد الديزل كل اسبوع من خلال ناقله نفط

هذا ما تحاول الشركه البرلينيه انجازه في جزيره غراسيوزا، والتي تحاول رفع مساهمه طاقه الرياح في انتاج الكهرباء في الجزيره تدريجياً من 15 في المائه حالياً الي 70 في المائه، وذلك من خلال تركيب بطاريتين عملاقتين تتلخص وظيفتهما في استبدال مولد الديزل وتثبيت شبكه توليد الكهرباء.

ستتمكن هاتان البطاريتان من معادله اي اختلال في التيار الكهربائي ينجم عن تغير في سرعه الرياح او أشعة الشمس، وهو ما سيحصل حتماً. حول ذلك يوضح فيليب هيرزيمنزل بالقول: "ستشبه جزيره غراسيوزا حينئذ اوركسترا الجاز، التي لا تحتاج الي مايسترو وينسق الجميع مع بعضهم بمفردهم. الاهم في هذه الشبكه المغلقه هو ان يكون الطلب بنفس مقدار العرض".

وهنا يتضح دور البطاريتين اللتين تنحصر مهمتهما في موازنة شبكه الكهرباء في غضون جزء من الثانيه، اضافه الي التخلص من كميه الكهرباء الزائده عن الحاجه، وبالتالي التكيّف مع ما تحتاجه الجزيره.

يبلغ حجم كل بطاريه حجم فيل افريقي. وقد قامت شركه يونيكوس بتجربه 27 تقنيه مختلفه في البطاريات، وقررت في النهايه اعتماد طراز هجين يتالف في جزء منه من الليثيوم-ايون والجزء الاخر من كبريتات الصوديوم. هذه البطاريات تتولي مهمه تزويد الجزيره بالطاقه عندما تتراكم السحب فوق الواح الطاقه الشمسيه او عندما يزداد الطلب علي الكهرباء بشكل مفاجئ.

غراسيوزا نموذج لكل جزر العالم

وبالاضافه الي البطاريتين العملاقتين، سيتم بناء ابراج لتوليد الطاقه من الرياح والواح لتوليد الطاقه الشمسيه في غراسيوزا وسيتم ربطها جميعاً ببرنامج كمبيوتر يتولي تنسيق الطاقه التي يتم انتاجها من جميع المصادر.

وبالنسبه للعاملين في شركه يونيكوس، فان جزيره غراسيوزا ستكون موضع تجربه، يتم بعدها التركيز علي الارخبيلات التي يقطنها نحو 10 الاف شخص، والتي لا ترتبط باي شبكه كبري عبر كابل تحت البحر او من خلال ارتباط جغرافي باليابسه، حسب ما يشرح رئيس فريق التخطيط في المشروع، بيورن لانغ: "تكلفه انتاج الطاقه في تلك المناطق مرتفعه للغايه بسبب النقل او البنيه التحتيه غير الفعاله. ومن خلال نظام مبني علي الطاقات المتجدده، يمكن اليوم انتاج الطاقه بتكلفه زهيده".

ستكون مهمه هذه البطاريه العملاقه تصحيح اي خلل في امدادات الطاقه وموازنه العرض مع الطلب

هذا ما اراد ممثلو شركات الطاقه في جزر الازور وهيئه تنظيم الطاقه البرتغاليه معرفته بالضبط عندما قاموا بزياره موقع التجربه في برلين والاطلاع علي الشبكه المقترحه للجزيره، التي ستبلغ تكلفتها 15 مليون يورو.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل