المحتوى الرئيسى

د. محمود غزلان يكتب .. رسالة إلى الفريق السيسي

07/15 17:04

وقفت بين مجموعه من جنودك تحاول ان تستقوي بهم وتجمع شتات نفسك الممزقه بعد كل ما اقترفت يداك، وقفت لتهاجم السيد الرئيس الشرعي محمد مرسي، ولا اعتقد ان هذا من المروءه في شئ، فهذا الرئيس هو الذي اختارك من بين مئات من القاده العسكريين لتكون وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحه واعلي رتبتك العسكريه ووضع فيك ثقته، وحلفت اليمين علي الولاء للنظام واحترام الدستور والقانون، فانقلبت علي ذلك كله وخنت الامانه ونقضت العهد ونكثت بالقسم، والله عز وجل يقول : (واَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ اذَا عَاهَدتُّمْ ولا تَنقُضُوا الاَيْمَان بَعْدِ تَوْكِيدِهَا وقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً انَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (النحل91) وعزلت الرئيس واعتقلته واخفيته، ثم رحت تهاجمه في وسط مجموعه من جنودك وتنسب اليه من المواقف والتصرفات في غيابه ما هو منه برئ، فهلك لديك من الشجاعه ما تسمح له ان يرد عليك علي الملا ليعلم الناس اين هي الحقيقه، يقينا انك لن تفعل، بدليل خوفك منه وهو الرجل المدني الاعزل وانت الرجل العسكري الذي يمتلك القوه الماديه والاسلحه، لانه صاحب الحق فهو الرئيس المنتخب شعبيا وانت مجرد من الحق ومغتصب للسلطه ومنقلب علي اراده الشعب ودائما الحق اقوي من الباطل ولو كان ميزان القوه الماديه ليس لصالح الحق .

والدليل الدامغ علي باطلك وضعفك انك كررت انك انقلبت استجابه للاراده الشعبيه حوالي 20 مرة في ثلاث صفحات، وهذا معناه انك فاقد للشرعيه، وتتمسح فيها لعل الناس ينخدعون بقولك فرحت تكررها مرات عديده علي طريقه المريب الذي يكاد يقول خذوني او ذلك "الذي علي راسه بطحه" كما تقول العامه، والسؤال هناك : اي شعب تقصد، هل هم الذين تظاهروا في 30/6، ان الذين تظاهروا في 30/6 هم مجموعه من السياسيين الفاشلين الذي خاضوا الانتخابات والاستفتاءات خمس مرات علي مدي العامين الماضيين وفشلوا فيها جميعا، نعم كان هناك متظاهرون ساخطون علي الاحوال المعيشيه والازمات الحياتيه، ولكنكم بيقين تعلمون من الذي صنع هذه المشكلات ان لم تكونوا ضالعين فيها بدليل انها زالت فورا بعد انقلابكم المشئوم، مما يدل علي انها كانت بفعل فاعل .

ولماذا رايتم مظاهرات 30/6 وشجعتموها، ولم تروا المظاهرات الحاشده التي تؤيد الشرعيه والتي لا تزال معتصمه في الميادين وتتزايد يوما بعد يوم، هل اولئك هم الشعب وهؤلاء أعداء الشعب، ان موقفك هذا هو الذي يعمق الشرخ ويوسع الفجوه بين اطياف الامه ويهدد الامن القومي.

ان الجيش ملك للشعب كله كما نص علي ذلك الدستور، وانحيازك ومجموعه من القاده الانقلابيين معك لفصيل ضد فصيل من شانه ان يهدد وحده الجيش وتماسكه، وهو خطر عظيم، يتمناه اعداء مصر حتي لا يكون في العالم العربى كله جيش قوي متماسك، وثقتنا ان جيش مصر انما هو جيش وطني محترف لا يمكن ان ينحاز لفئه علي حساب فئه او ينشق علي نفسه ولو حاول ذلك مجموعه من قادته المغامرين .

ومما يدل علي شعورك العميق بفقدان الشرعيه تسترك بشيخ الازهر وبابا الكنيسه لتجميل انقلابك المنكر، وكلاهما ليسا من رجال السياسه، وماكان لهما ان ينغمسا فيها، كما ان هذا المسلك انما يمثل لعبه شديد الخطوره لانه من الممكن ان يؤدي لفتنه طائفيه نبذل قصاري جهدنا للقضاء عليها، وهذا ايضا يمثل تهديدا للامن القومي .

لقد كشفت عن وجهك الحقيقي حينما امرت بقتل المواطنين المدنيين السلميين المعتصمين امام دار الحرس الجمهوري مطالبين بالافراج عن رئيسهم المنتخب والمختطف، لقد تبين مدي وحشيتك ودمويتك وانت تامر بقتل اخوانك في الوطن وهم يؤدون صلاه الفجر ويستقبلون القبله وظهورهم لدار الحرس الجمهوري حتي سقط حوالي مائه شهيد، وحوالي الف مصاب، اضافه الي ثمانمائه معتقل عوملوا اسوا معامله حتي وضع احد الجنود حذائه الغليظ علي رقبه احد المواطنين المعتقلين، كل ذلك من اجل ارهاب المتظاهرين المؤيدين للشرعيه والرئيس، ولكن لتعلم ان شعب مصر قد استعلي علي الخوف وايقن ان حريته اثمن من حياته وانه لن يذل بعد اليوم ..

انني مشفق عليك – علم الله – فكيف تلقي الله بالغدر والخيانه، ثم بدماء كل هؤلاء الشهداء والجرحي، وكيف تحتمل دعوات الامهات الثكلي والزوجات الارامل والاطفال اليتامي الذين قتلت رجالهم، ودعوات الملايين ليس في مصر فقط، ولكن في الحرمين الشريفين والمسجد الاقصي وعلي طول العالمين العربي والاسلامي وعرضهما .

لقد تحولت من قائد يحبه الناس الي قاتل يمقتونه وينتظرون قصاص الله منه، واحسبه يكون قريبا – باذن الله - .

لقد ذكرت اكثر من مره انك تعلم دور الجيش ووظيفته، وليس من بينها التدخل في السياسه واستخدمت تعبيرات خادعه – نعلم من كتبها لك – مثل : "البعد عن السياسه"، "ان تقترب من العمليه السياسيه" "القرب من المسئوليه الوطنيه" فالحقيقه يا سيدي انكم تسعون للهيمنه علي السلطة السياسية في الدوله ولو من وراء ستار، وقد تجلت هذه الرغبه في وثيقه السلمي التي اعددتموها له ودفعتموه لتقديمها بما تحمله من مواد فوق دستوريه تتيح للجيش ان يكون حاميا ورقيبا علي الشرعيه الدستوريه بحيث يحق له ان يقوم بانقلاب علي السلطه الشرعيه ان شاء ومتي شاء، ويتم ذلك بسلطه الدستور، ولما تصدي الشعب لهذه الوثيقه واسقطها ظلت الفكره راسخه في اذهانكم معشر القاده الانقلابيين حتي نفذتموها في 3/7/2013م، واصبحت انت الحاكم الفعلي للبلاد بستار يتمثل في عدلي منصور ومن حوله .

ادعيت في حديثك ان اراده الشعب قد تجلت بحيث لا تقبل شبهه ولا شك، وانت تقصد توقيعات حركه تمرد ومظاهرات 30/6، اما بالنسبه لحركه تمرد فهي صنيعه المخابرات، وقد بدات حقيقتها تظهر في الفضائيات، كما ان زعمها انها جمعت 22 مليون توقيع فهي كذبه كبري لم يقم عليها دليل واحد الا الزعم الكاذب، اما مظاهرات 30/6 فقد قابلتها مظاهرات اضخم بكثير استمرت حتي الان اكثر من اسبوعين، وما زلتم تتعامون عنها وتمارسون ارهابا حقيقيا وعدوانا وقتلا ضدها، في الوقت الذي كنتم تشجعون مظاهرات 30/6 وتحمونها، وتحرضونها بطرق غير مباشره علي حرق مقرات الاخوان وحزب الحريه والعداله ومحاصره المساجد وقتل المصلين داخلها والاعتداء علي الرجال والنساء ومنازل المؤيدين للشرعيه والرئيس المنتخب .

ثم هل تجميع توقيعات وقيام مظاهرات هو المعيار العلمي والموضوعي لمعرفه اراده الشعب بحيث لا تقبل شبهه ولا شكا ؟ ام ان هذا افتئاتا علي الديمقراطيه وخداعا للشعب، وهروبا من انتخابات الصناديق .

لقد صرحت مره حينما طلب منك السياسيون الفاشلون ان تستخدم الجيش في هدم النظام والشرعيه، بانك مع الشرعيه الدستوريه وانه خير لمصر ان يقف المواطن في طوابير الانتخابات 15 ساعه من ان يتدخل الجيش في السياسه وتتاخر البلاد 30 او 40 عاما، فهل كنت تعني ما تقول ام كنت تخدع الناس . واذا كنت وغالبيه المصريين يؤمنون بان تدخل الجيش في السياسه دائما يؤدي الي خراب البلاد، والدليل علي ذلك ان قاده الجيش حينما انغمسوا في السياسه حدثت نكبه 1967 وحينما كان القاده عسكريين محترفين تحقق لمصر نصر 1973 ،ـ فهل تريد تخريب البلاد وافسادها بانقلابك هذا تحت زعم الاراده الشعبيه ؟

لقد حاولت مرارا ان توهم الناس انكم اضطررتم للانقلاب لانه كان اراده شعبيه، والحقيقه انه كان مؤامره دبرت بليل بدات فصولها تظهر فيما نشر اخير من ان لقاءات كانت تتم بينكم وبين رؤوس جبهة الإنقاذ – وقد كنتم تصفونهم بالخيانه في مجالسكم الخاصه – وكانت تقوم علي ان يحشد السياسيون والاعلاميون ضد النظام وعندئذ تقومون بانقلابكم، وهذا الامر ليس جديدا، فقد ذكره محمد ابو حامد بعد نجاح الرئيس محمد مرسي بالرئاسه من ان شخصيه كبيره في السفاره الامريكيه دعته الي حشد 100 الف شخص امام قصر الاتحاديه وستعترف بهم امريكا وان المشير طنطاوي وعده في حاله نجاحهم في هذا الحشد بالتحرك ضد النظام، وسر لقاءاتكم مع البرادعي وموسي وصباحي نشر في صحيفه وول ستريت جورنال .

ذكرت ان اوضاع الاقتصاد المصري كانت تنذر بالخطر، وكذلك سوء الاحوال الاجتماعيه والمعيشيه، وتعثر نوايا الاصلاح كانت اسبابا لسخط شريحه من الناس، والسؤال .. هل يتحمل الرئيس محمد مرسي تبعات ضعف الاقتصاد المصري ام انه ميراث الفساد الطويل طيله الستين سنه الاخيره وان تعثر نوايا الاصلاح كانت بسبب الحصار الاقتصادي الاقليمي والدولي وعمليات التظاهر والتخريب المستمره التي لم تدع فرصه لالتقاط الانفاس، والتي كانت تهدف للافشال، ورغم ذلك فقد تحققت انجازات عديده وجيده في كثير من المجالات، فلماذا رايتم تلك وتعاميت عن هذه ؟ ام انه التربص للقيام بالمؤامره.

ذكرت انك نصحت للرئاسه في مواقف كثيره، وذكرت ان القياده العامه للقوات المسلحه ابدت رغبتها ان تقوم الرئاسه نفسها باجراء استفتاء يحدد به الشعب مطالبه، وذكرت انك امهلت الرئاسه اسبوعا، وبعده يومين وانك اعددت خريطه للمستقبل تشرف علي اجرائها، فقل لي : ماذا تكون السياسه ان لم تكن هذه كلها استغراق في السياسه ؟ وهل هذا من احتصاص الجيش ؟

ثم لماذا لم تنصح الجبهه الاخري وقد كان بغيها وعدوانها ورغبتها في الافشال واسقاط النظام بعد تعويقه عن الاصلاح واضحا، فاسقاط المؤسسات الدستوريه المنشاه كان هدفا لهم (مجلس الشعب – الجمعيه التاسيسيه الاولي – ثم الانسحاب من الجمعيه التاسيسيه الثانيه ومحاوله تعويق الاستفتاء علي الدستور واعمال العنف في ارجاء الجمهوريه ورفض دعوات الحوار التي دعا اليها الرئيس، وكذلك رفض المصالحه التي دعا اليها الرئيس والاصرار علي رحيله، فمن هو الظالم المتعنت ومن هو المظلوم .

اما ان مصر كلها راضيه باهتمام العالم بما يجري فيها فهي دعوي مغلوطه فغالبيه المصريين يركزون اهتمامهم، ويضحون بكل غال ونفيس من اجل استعاده ثورتهم وحريتهم وكرامتهم، ولن تخيفهم تهديدات او وعيد ولن تنطلي عليهم حيل او اكاذيب ولن يتزحزحوا حتي يعيدوا شرعيتهم ويفرضوا ارادتهم رغم انف العسكريين الانقلابيين، وفي ذات الوقت التمسك بحب الجيش الوطني وقوته وتماسكه ليكون درعهم وسيفهم ضد اعداء الوطن الخارجيين .

ارجع الي شعبك واعدل عن انقلابك وتب الي ربك لعله يغفر لك ..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل