الصيام والكلى

يحتوي جسم الانسان علي زوجين من الكلي، وزن كل واحده 150 جراما، وطولها 12 سم، وعرضها 7 سم، وسمكها 3 سم.

تقوم الكليتان بوظائف عديده منها تنقيه الدم من الفضلات الازوتيه، ومراقبه توازن الماء والشوارد في الدم، والحفاظ علي توازن قلوي حامضي ثابت في الجسم.

وعلينا ان نتعرف في البدايه علي اهم الوظائف التي تقوم بها الكليه، الا وهي:

1 - تنقيه السموم والتخلص من السوائل الزائده عن حاجه الجسم.

2 - المحافظه علي توازن الاملاح في الجسم مثل البوتاسيوم والصوديوم.

3 - حفظ توازن الاحماض.

4 - انتاج الهرمونات مثل:

ا - هرمون «الاريثروبويتن» Erythropoietin Hormone الذي يساعد نخاع العظم لانتاج خلايا الدم الحمراء.

ب- هرمون الرينين Renin الذي يسهم في السيطره علي ضغط الدم وثباته في الوضع الطبيعي.

5 - انتاج فيتامين «د» النشط الذي يساعد علي بقاء العظام قويه وسليمه.

واذا كانت الكليتان سليمتين فالصوم لهما راحه وعافيه، اما عندما تصبح الكلي مريضه، فلا تستطيع القيام بالكفاءه المطلوبه لتركيز البول والتخلص من المواد السامهكالبولينا وغيرها.

ومن هنا يصبح الصيام عبئاً علي المريض المصاب بالفشل الكلوي، وخصوصاً في المناطق الحاره، مما قد يؤدي الي ارتفاع نسبه البولينا والكرياتنين في الدم، وينبغي علي اي مريض مصاب بمرض كلوي استشاره طبيبه قبل البد بالصيام، فاذا لم يتناول مريض الكلي كميه كافيه من الماء فقد يصاب بالفشل الكلوي.

ا) الحالات الحاده من امراض الكلي: قد يحتاج المصاب بمرض كلوي حاد دخول المستشفي وتلقِّي العلاج هناك، وفي هذه الحالة ينبغي عدم الصوم. ومن هذه الحالات التهاب حوض الكلي والكليه الحاد، والتهاب المثانة الحاد والمغص الكلوي، والتهاب الكبيبات والكليه الحاد.

ب) حصوات الكلي: اذا لم يكن لدي المرء حصوات الكلي من قبل فلا داعي للقلق في شهر رمضان، اما الذين لديهم حصوات الكلي، او تاريخ مرضي لتكرر حدوث حصوات الكلي، فقد تزداد حالتهم سوءاً بالجفاف اذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافيه. ويستحسن في مرضي حصوات الكلي بالذات الامتناع عن الصيام في الايام شديده الحراره، حيث تقل كميه البول بدرجه ملحوظه مما يساعد علي زياده حجم الحصيات، ويعود تقدير الحاله الي الطبيب المختص.. وعموماً ينصح مرضي حصوات الكلي بتناول كميات وافره من السوائل في المساء وعند السحور.. مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني اثناء النهار.

ولكن معظم المرضي يرفضون الافطار وقد لوحظ انه يستطيع غالبيه مرضي حصى الكلى الصوم دون اي مضاعفات صحيه، ويتعين عليهم الاكثار من شرب السوائل وخاصه الماء في الفتره بين الافطار والسحور وينصح التدرج في زياده شرب الماء. كما ينصح هؤلاء بعدم التعرض للحراره الشديده وتجنب بذل المجهود الذي يؤدي الي فقدان كميه الماء بالجسم، كما يتعين عليهم تحديد كميه البروتينات الموجوده في اللحوم وماده الاوكزالات الموجوده في المكسرات والمشروبات المنبهه كالشاي والقهوه وتقليل كميه الملح والسكر في الطعام، مع الاكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجه، اما المرضي الذين يعانون من مضاعفات الحصي مثل انسداد المسالك البوليه او التهاب او مغص كلوي متكرر فهو ممنوع من الصيام حتي الشفاء من المرض.

ج) التهاب حوض الكلي والكليه المزمن:

وقد تؤدي هذه الحاله بعد فتره من الزمن الي حدوث الفشل الكلوي، ولهذا يستحسن عدم الصوم، فقد يزيد ذلك من احتمال حدوث الفشل الكلوي، ويعود تقرير ذلك الي الطبيب المعالج.

د) التهاب كبيبات الكليه والكلي المزمن:

وفيه تصاب الكلي بخلل في وظائفها، وقد يؤدي ذلك الي حدوث التورم النفروزي والزلال البولي وفيه يصاب المريض بتورم (انتفاخ) في الساقين، ونقص في البومين الدم، وظهور كميات كبيره من البروتين في البول وينصح هؤلاء المرضي بعدم الصوم، وخاصه اذا كان المرض مصحوباً بالتورم الكلوي وإرتفاع ضغط الدم او الفشل الكلوي.

هـ) الفشل الكلوي المزمن: تمر بعض امراض الكلي بمراحل قد تنتهي بما يسمي الفشل الكلوي المزمن، وذلك حينما يتلف قسم كبير من انسجه الكليتين، ويشكو المريض حينئذ من الاعياء والزغطه وكثره التبول، والتبول الليلي والعطش ويرتفع في تلك الحاله مستوي البولينا الدمويه والكرياتنين، وقد يزداد بوتاسيوم الدم،

من المعروف ان الصوم يسبب تغيرات في الاتزان الملحي والمائي في الجسم، والذي له تاثير علي صحه مرضي الكلي. لذلك ليس هناك نصيحه عامه لهذه الفئه بالصيام. فالصوم قد يفيد من خلال تقليل كميه الاملاح والبروتينات المتناوله، من جانب آخر الصيام قد يؤدي الي فقدان السوائل والاملاح عن طريق البول والتي لا تعوض خلال فتره الصيام، مما يؤدي الي زياده مضاعفات القصور الكلوي المزمن. لذلك ينبغي علي مريض القصور الكلوي مراجعه طبيبه لاخذ النصيحه الطبيه قبل الصيام

وينصح مرضي الفشل الكلوي المزمن بعدم الصوم، اما اذا كان المريض يتلقي الغسيل الكلوي فربما يستطيع الصوم في اليوم الذي لا يجري فيه غسيل الكلي، ويفطر في يوم الغسيل الكلوي، ومره اخري ينبغي علي المريض استشاره طبيبه المختص في ذلك.

المرضي الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن والذين يحتاجون الي غسل الكلي، بامكانهم الصيام شريطه ان يتناولوا كلا من الاطعمه التاليه باعتدال: (السوائل والاطعمه البروتينيه والاطعمه الغنيه بالبوتاسيوم)؛ وذلك لان الافراط في شرب السوائل يؤدي الي زياده حاده في سوائل الجسم وبالتالي زياده الضغط علي الكليتين لكي تعمل اكثر، كذلك الافراط في تناول الاغذيه الغنيه بالبوتاسيوم والبروتين يؤدي الي زياده تركيز البوتاسيوم واليوريا في الدم.

ايضا الذين يحتاجون لتنظيم مواعيد الغسل، يمكنهم الصيام نهارا وعمل الغسل ليلا. واذا كان لا بد من «الديلزه (الغسيل)» نهارا، استوجب الافطار في ايام الغسل والصيام بعد شهر رمضان، لان عمليه «الديلزه» تحتاج اخذ مغذيات وحدوث نقص السكر في الدم لان محلول الغسيل في مصر لا يحتوي علي جلوكوز عكس بعض المراكز الاخري بالخارج، كذلك بتلقي محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصوم.

اوصت دراسات عديده بعدم الصوم خلال السنه الاولي بعد عمليه زراعه الكلي، ولكن يمكن لمريض الكلي المزروعه ان يصوم بعد مرور عام من زراعه الكلي، حتي تكون الكلي قد استعادت كفاءتها وقدرتها علي تركيز البول، بعد التاكد من ذلك بعد اجراء الفحوصات اللازمه. يمكنه تناول الادويه بعد الافطار وعند السحور.وتكمن المشكله في نوعيه الدواء الذي يمنع رفض الجسم للكليه المزروعه حيث ان هناك بعض الادويه لا بد ان تؤخذ كل ١٢ ساعه مثل الساندميون والسلسبت والميوفورتك لكن بعض الادويه تؤخذ مره يوميا مثل الراباميون، ويمكنهم الصيام اذا كانت حاله الكلي مستقره.

اما بالنسبه لمرضي زراعه الكلي الذين لا يتمتعون بعمل جيد للكلي المزروعه لهم فالصيام ربما يكون فيه خطوره علي حياه هؤلاء. لذلك يجب عليهم استشاره الطبيب قبل الصيام للقيام بالفحوصات اللازمه واتخاذ القرار الصحيح بناءً علي نتائج الفحوصات.

احذروا زياده اعراض الكلي في رمضان:

١- علي الذين يعانون من فشل الكلى المزمن، استشاره الطبيب المعالج بخصوص الصيام في رمضان وكيف عليهم ان يتصرفوا خلال الصوم، لانه بالاساس عليهم تجنب الجفاف.

٢- قبل البدء بالصوم، علي المرضي استشاره الطبيب المعالج و/او الطبيب المختص بامراض واعراض الكلي، بخصوص ما اذا كان يجوز لهم ان يصوموا من الناحيه الطبيه، وما الخطوات التي يجب اتباعها خلال الصوم.

٣- الشرب.. يسمح للمرضي الذين يعانون من اعراض الكلي في رمضان غالبا بان يمتنعوا عن تناول الطعام، لكن يجب تجنب الجفاف، الذي قد يؤدي لالحاق ضرر حاد باداء الكلي. لا يجوز لهؤلاء المرضي ان يصوموا عن الطعام بشكل تام، بما في ذلك الامتناع عن الشرب، دون موافقه الطبيب المعالج. يتعلق القرار الذي يتخذ بشان ذلك، بنوع المرض الكلوي، اداء الكليه، الادويه الثابته التي يتناولها وغيرها.

٤- الادويه.. يجب مواصله تناول الادويه الثابته خلال فتره الصيام. يجب مواصله تناول الادويه وفقا للتعليمات العاديه، اي مع الاكل والشرب بكميه كافيه.

٥- يجب مراجعه الطبيب المعالج و/او الطبيب المختص بامراض الكلي بخصوص مواصله تناول الادويه كمدرات البول (علي سبيل المثال: الفوسيد والديزوتيازيد)، الادويه التي تنتمي الي عائله ACE وARB، والتي قد تؤدي لالحاق ضرر كلوي حاد في حال حدوث حاله جفاف، وان كان خفيفا.

الفشل الكلوي المصحوب بمرض السكر:

ان اول ما يتبادر الي اذهان الاشخاص المصابين بالقصور في وظائف الكلي، وخصوصا اذا تزامن معها ارتفاع سكر الدم هو:

1 - هل الصيام امن علي وضعي الصحي؟

2 - هل ستتدهور وظائف الكلي بسبب الصيام والانقطاع عن شرب السوائل لفتره طويله؟

3 - هل سيرتفع مستوي سكر الدم وسيصبح من الصعب التحكم به؟

4 - هل استطيع ابقاء ضغطي في المعدل الطبيعي؟

5 - كيف سيتغير نظام الدواء؟

6 - هل سابقي علي نظام الريجيم؟

ان طبيب الكلي المعالج والمتابع لحالتك الصحيه هو افضل من يجيبك علي هذه التساؤلات، لذا فاننا ننصح جميع مرضي الكلي بزياره الطبيب المختص قبل دخول شهر رمضان الكريم لمتابعه نتائج الفحوصات والتحاليل والنظام الدوائي ومعرفه ما اذا كان وضعهم الصحي يسمح لهم بالصيام، مع العلم ان الحاله المرضيه تختلف من شخص الي اخر فقد يسمح لبعض المرضي بالصيام ويمنع اخرون خوفا عليهم من المضاعفات والضرر..

ومن اهم ما يؤثر علي استقرار الحاله الصحيه لمرضي الكلي اثناء الصيام هي العادات الغذائيه الخاطئه التي تتسم بها مجتمعاتنا العربيه والاسلاميه خلال شهر رمضان، لذا فان علي المرضي المصرح لهم بالصيام المحافظه علي الريجيم الغذائي المكتوب قبل بدء شهر الصيام وعدم الافراط تحت مظله الشهر الفضيل.

اهم النصائح التي يجب علي مرضي القصور الكلوي الالتزام بها خلال شهر رمضان:

1 - الاستمرار في تناول الادويه الموصوفه بانتظام.