المحتوى الرئيسى

شرعنة التحالف مع «الشيطان الأكبر» من خلف ظهر الدولة والشعب

07/11 12:55

طالما صدّرت التيارات الاسلاميه الخطاب الديني المعادي للولايات المتحده الامريكيه والغرب باعتبارهم الشيطان الاكبر الذي يريد ان يدمر بلاد المسلمين لكي لا تقوم للدين قائمه، والهبت بهذا الخطاب مشاعر الملايين من الشباب في مصر والعالم الذي اعتبر ان هناك صراعا عقديا ووجوديا بين الأمة الإسلاميه والعالم الغربي المسيحي.

وبعد وصول الجماعات الاسلاميه للحكم بعد ثورات الربيع العربي، تلاشي هذا الخطاب بعدما حذت هذه الانظمه الوليده حذو الانظمه التي كانت تُتهم قبل ذلك من تلك الجماعات ذاتها بانها «عميله وخائنه» لاوطانها وللدين، للدرجه التي وصلت فيها هذه الجماعات للاتصالات السريه بينها وبين امريكا لتعقد صفقات احياناً، واخري لتقدم نفسها كبديل علي حساب الفصيل الاخر الذي يحسب نفسه علي المرجعيه الاسلاميه او السلفيه.

وقال الشيخ ياسر برهامي، زعيم الدعوه السلفيه، في تصريحاته لــ«الوطن»، انه لا يعتبر الدوله المصريه بنظامها القائم دولة اسلامية تنطبق عليها شروط ومواصفات الدولة الإسلامية، كما انه لا يعتبر حتي الرئيس المعزول محمد مرسي وليا شرعيا للبلاد، ومن ثم فان «برهامي» وجماعته لا يعترفون بشرعيه الدوله التي لا تقوم علي اسس دينيه من منظورهم.

ولا يعترف «برهامي» وجماعته، كما هو مدون علي موقع «صوت السلف»، في مقاله كتبها عبدالمنعم الشحات، احد اهم قاده الدعوه السلفيه، بـ«الوطنيه المصريه» حتي يمكن ان نعتبر ان اتصالاتهم بالامريكان وغيرهم خارجه عن نطاق الوطنيه بما انها تجري من وراء ظهر الدوله المصريه.

ومنذ نحو 20 عاماً، وبعد غزو العراق للكويت، استدعت بعض دول الخليج القوات الاجنبيه لتحرر الكويت من الغزو الصدامي لها، وحينها انتفضت جميع الجماعات الاسلاميه في وجه تلك الانظمه والقت في وجهها عددا من الفتاوي التي حرمت فيها الاستعانه بالقوات الأمريكية والغربيه في مواجهه جيش عربي مسلم.

وشنت التيارات الاسلاميه، بمن فيها الاخوان والسلفيون، هجوما حادا علي هيئه كبار العلماء، وهي مؤسسه دينيه سعوديه، التي افتت بجواز دخول القوات الاجنبيه علي اساس ان فيها مصلحه، الا انهم لم يجرموا من حرم دخولها او انكر ذلك، ووضعت شروطا صارمه له للاستعانه، وهذا علي اساس مرجعيه سلفيه تتمترس في ادله من القران والسنه، واعتبرت ان الاستعانه بالانظمه الغربيه محرم شرعا علي اساس انه لا تجوز الاستعانه بالمشركين.

وذهبت مجموعات سلفيه تكفر الشيخين ابن باز وإبن عثيمين بسب فتوييهما بجواز دخول القوات، لكن القاعده تغيرت بعدما استدعت هذه التيارات والشيوخ حلف الناتو لضرب النظام الليبي وافتي الشيخ يوسف القرضاوي بجواز ذلك.

ويمكن تلخيص الاشكاليه في ان التيارات المنتسبه للاسلام تعتبر ان تنظيماتها الموازيه للدوله التي تعمل في اطارها لها الحق في التصرف كما تشاء وفق مصلحتها، مهمشه بذلك الشعوب والدول؛ فالخيانه لدي تلك التنظيمات هي خيانه الدعوه والتنظيم وليست خيانه الدول التي لا تعترف بحدودها ولا مفهومها تلك التنظيمات.

وتتعاون تلك القوي مع نظائرها التي تعتبرها تلك التنظيمات معاديه للدين، وذلك لديها ليس مجرما؛ فسيد قطب وشكري مصطفى وضعا نبوءات تحولت عند اتباعهما الي عقائد دينيه، منها مثلا انه سيحدث صراع عالمي كبير بين اليهود والغرب من جهه، والمسلمين من جهه اخري، سينتصر فيه الغرب في البدايه علي الشعوب العربية والاسلاميه وستبقي فئه قليله كانت مهاجره ومعتزله، ستساعدها اليهود حتي تمارس سطوتها عليها، لكن هؤلاء المهاجرين (الطائفه المنصوره) سيتحولون الي قوه تستطيع بعد ذلك ان تنقض علي اليهود وتعلي رايه الاسلام.

وفي البحث في الكتب التي دُونت تاريخ تنظيم الاخوان نجد ان حسن البنا، مؤسس «الاخوان»، كان يري من نفسه دوله وكان يخاطب المخابرات والسفارات، حتي انه ارسل مصطفي مؤمن، زعيم الطلبه الاخوان في ذلك الوقت، ليلقي خطبه في مجلس الامن في وجود رئيس الوزراء المصري، ووقف «مؤمن» قائلا: اتحدث اليكم باسم الشعب المصري وباسم شعوب الشرق الاوسط الذين يرون انفسهم ممثلون من الدوله وان رئاسه الوزراء ليس لها الحق في ذلك.

النور والامريكان..لقاءات من خلف الستار

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل