المحتوى الرئيسى

عبدالجليل مصطفى: قطار «30 يونيو» سيصل لمحطة «أهداف الثورة» (حوار)

06/25 18:44

قال الدكتور عبدالجليل مصطفى، عضو جبهة الإنقاذ، المنسق الأسبق لحركة كفاية، إن لجوء جماعة الإخوان المسلمين لمشروعات قوانين إقليم قناة السويس، وما هو على شاكلتها يستلزم المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، وأضاف أن حكم «مرسى» وجماعته لا يصلح لمركز من مراكز محافظات مصر، فيما أكد أن حملة تمرد هى موجة شبابية ثورية التف الشارع حولها من أجل تحقيق أهداف الثورة بعدما انحرفت عن مسارها.

وأضاف «مصطفى» أن الإخوان يأملون أن تقبل المعارضة بالانتخابات الرئاسية المبكرة للإتيان برئيس مجلس الشورى الإخوانى كرئيس مؤقت، وشدد على أن مصر تحتاج لرئيس شرفى ورئيس وزراء ثورى لفترة انتقالية يتم فيها وضع دستور جديد يعقبه انتخابات رئاسية وبرلمانية، وحول رأيه فى حملة «تمرد» والسيناريوهات المتوقعة لما بعد 30 يونيو ودور الإدارة الأمريكية وجبهة الإنقاذ ومدى تأثير سقوط حكم الإخوان على المنطقة، كان هذا الحوار:

■ هل تغيرت طبيعة جماعة الإخوان عقب وصولهم للحكم؟

- الإخوان ليسوا ثوريين بحكم تكوينهم، ولكنهم إحدى القوى التى تخوض العمل السياسى فى مصر وبرغم السلبيات العديدة التى تخالط ممارستهم السياسية تاريخيا واهتزاز الثقة بهم فلم تستبعدهم القوى السياسية الأخرى المعارضة من المشاركة فى محاولات متكررة قبل الثورة للتصدى لاستبداد الحكم وفساده بحكم الضرورة وليس بحكم الثقة على النقيض مما تفعله الجماعة مع المعارضة الآن.

■ ما تفسيرك لحالة اليأس الشديدة التى انتابت الشارع المصرى؟

- يشعر المصريون بأزمة كبيرة لأن ذوى المصالح الضيقة من خلفاء مبارك والإخوان وتابعيهم بغير إحسان دفعوا البلاد طوال المرحلة الانتقالية وحتى اليوم إلى الطريق المعاكس لطريق الثورة السالك، فلم يقدموا للبلاد غير الانقسام وشق وحدة الوطن ومكوناته دون استثناء حتى مستوى المسجد والأسرة الواحدة، وكذلك انفلات الأمن وتصاعد الديون والأسعار وتهديد الأمن القومى والتبعية المذلة لأمريكا وإسرائيل وقطر، وعلى الرغم من كل هذا البلاء يصر شباب الثورة وجماهير عريضة من المواطنين على التغيير من خلال انتخابات رئاسية مبكرة، وبالإمكان متابعة ذلك من خلال تطور حملة تمرد ومن الإحصائيات الجديدة لمؤسسة بصيرة لبحوث الرأى العام.

■ مارأيك فى مليونية «رابعة العدوية» الأخيرة كرد فعل لحملة تمرد؟

- هذا جدال أحمق، ومواجهة غير مقبولة فمن يُطالب بانتخابات رئاسية مبكرة لهم أسبابهم فى معيار الأمانة فى وزن الأمور بحيث تبرر ما يطلبونه، فالرئيس الحالى ونظامه أثبتوا فشلاً ذريعاً فى كل ما تناولوه من أمور فى السياسة الداخلية والخارجية، بدءاً بملفات الأمن والنظافة مرورا بأزمات الطاقة والجدال السياسى الدائر منذ وضع الدستور الجديد والإعلان الدستورى، نهاية بالتناول الهزلى لأخطر المشاكل وهى التى تتعلق بمياه النيل، ولهذا فالنظام لايصلح، والرئيس ليس لديه دراية أوكفاءة لعمل شىء، وموضوع واحد من كل ما ذكرت كاف لإنهاء هذا الحكم لعدم قدرته ونظامه على أن يتحملوا مسؤولية مركز من المراكز وليست الجمهورية، فأنت لا ترى أن هناك رؤية ولا فكرا ولا استراتيجية ولا برامج ولا سياسات، واكتشف الناس أن برنامج النهضة كذب وعجز فاضح «فنكوش» بمعنى أصح، وبالطبع نذكر جميعاً ملف الحوار الوطنى الذى تم فى الرئاسة لبعض الذين يستجيبون للدعوات الهزلية، وما حدث من إذاعة الحوار على الهواء، وهو الأمر الذى أصاب مصر بالعار أمام العالم كله، وبالتالى بأى معيار ديمقراطى يصلح هذا النظام للبقاء، فالأمر ليس شربة زيت نتجرعه، وما سعى الإخوان إليه من مشروعات لها علاقة بإقليم قناة السويس تؤكد رغبتها فى اقتطاعها لعصابة مكونة من 15 فردا، لا نعلم من هم، وقد أحلهم من جميع محددات العمل بالدولة، وهذا نوع من الإقطاع الجديد حتى لا تكون السُلطة فى يد غيرهم، وبالتبعية ينطبق الأمر على سيناء، وهذه جرائم من وجهة نظرى تصل للخيانة العظمى، ولا يقبل بهذا إلا الخرفان الذين ليس لديهم إلا السمع والطاعة، ولو كانت لهم وجهة نظر فنحن مستعدون لمناقشتهم على ما فعلوه طوال مدة حكمهم، فلا توجد مشكلة واحدة تم حلها والمحصلة النهائية صفر كبير.

■ وكيف ترى حملة تمرد؟

-تعتبر حملة تمرد، موجة شبابية قوية فى نهر ثورتنا السلمية تلقفها الشعب المصرى الفراز بوعى وفهم وإدراك صحيح وحولها إلى فيضان كاسح لن يتوقف حتى يُنقى مسار هذه الثورة المستمرة من الشوائب الدخيلة عليها والتى عطلت تحقيق أهدافها المتمثلة فى (العيش- الحرية- الكرامة الإنسانية- العدالة الاجتماعية).

■ أى سيناريو تتوقعه لـ30 يونيو؟

30 يونيو علامة مهمة وفارقة على مسار ثورتنا السلمية التى لن يتوقف قطارها إلا فى آخر الخط الذى يكمن فى تحقيق الأهداف الثورية المعلنة كما قلت، أما عن متى يتحقق ذلك؟ فعسى أن يكون قريباً بإذن الله عزوجل، والشعب المصرى طامح للحرية والكرامة بدليل قيامه بـ6 انتفاضات وثورات منذ 1995 حتى يناير 2011 وهو لن يتنازل عن جنى الثمرة المستحقة عن نضاله الطويل وصبره على المظالم وتضحياته الغالية والشعب أيضا قام بـ6 ثورات فى 200 سنة بمعدل ثورة كل 35 سنة، وسلمية 30 يونيو وما قبلها وبعده بوضوح هو اختيار الشعب وضمانها نزول جموعه الحاشدة للميادين لأن من يعبثون بالسلمية والأمن يجبنون عن العنف ضد الشعب حال احتشاده، وعليك أن تتذكر هيستريا التهديد والترويع التى تعرض لها المصريون أثناء الثورة ولاحقاً على التوالى قبل حلول ذكرى 25 يناير، وقبيل إعلان نتائج الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، وما دفع الناس لتخزين الطعام والوقود والنقود وكل هذا التهديد لا مجال له وحينما شاعت لغة تهديد الشعب بحرق مصر وحث الناس لتدابير أمورهم ليبادروا بمواجهة الهول الكاذب الذى لم يحدث أبداُ، كان الأمن والأمان اختيار المصريين والإخلال بالعنف وسيلة وقوى الثورة المضادة التى ستقهر حتما بإذن الله؟

■ هل سيرحل الإخوان دون إراقة دماء؟

- قامت الثورة لإنجاز حُلم المصريين المتمثل فى العدل والحرية والكرامة ورغم التضحيات الهائلة نجد أنفسنا فى كابوس خانق لا يُعطل إنجاز فقط الحُلم الوطنى المشار إليه بل يُهدد بقاء الوطن من أساسه وهناك ثلاثة عوامل تحفظ مصر هى إرادة الله ووحدة الشعب ومياه النيل، وها نحن اليوم نرى عمق واتساع الانشقاق الذى دشنه الحكم الراهن وأشياعه فى كل مكونات الشعب المتمثلة فى النقابات والجامعات وكل مؤسسات المجتمع المدنى حتى وصلنا إلى مستوى الجامع ومستوى الأسرة الواحدة، وعكف النظام على شق المجتمع، وهذا لم يحدث منذ الاحتلال الإنجليزى القائم على فكرة وحكمة قرود الاستعمار القديم «فرق تسد» لضرب مداميج الشعب فى الصميم، وعلى الجماعة أن تدرك أن الرفض المجتمعى للحكم يتجاوز المعارضة السياسية فهناك أكثر من 15 مليونا وقعوا على استمارات «تمرد» وجميعهم جماهير غاضبة حرصت على حقن الدماء، وهو قطعاً اختيار الشعب فماذا يكون اختيار الجماعة؟، وعلى أشياع الجماعة أيضا أن يتذكروا دروس التاريخ عن المصير الأسيف لكل الجماعات التى مارست العنف ضد شعوبها، والتى انتهت جميعها إلى زوال ونرى الرئيس العبقرى وجماعته يشقون المجتمع المصرى ونراه يقطع العلاقات مع سوريا ويشن الحرب عليها بإعلان الجهاد المزيف المدعوم أمريكياً لتدميرها وإشعال فتنة الاقتتال بغياً بين السنة والشيعة تماهياً واتباعاً لأمريكا فى استكمال تدمير سوريا ليتم ذبح السوريين بما يُعيد للأذهان مأساة الحرب الأفغانية، ويوضح مبرر سعادة إسرائيل ورضاها بما يحدث لصالحها دون أن تُطلق رصاصة واحدة، ووفقاً لرؤية أحد الكتاب فى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فى 14 من الشهر الجارى حيث أكد أن أى تدخل من جانب إسرائيل يوحد العرب ضد عدوها التاريخى ولندع العرب يقتلون بعضهم بعضا بهدوء!.

■ ماذا لو استجاب مرسى للدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة هل ستقبلونها وما هى الشروط التى ستضعونها؟

- فى البداية ليس لدينا شروط، ولا تستحق أى انتخابات اسمها إلا بالتزامها بضوابط ومعايير اتفق العالم كله على احترامها، وهو ما لايدع معنى للجدل الانقسامى العقيم المستمر فى بلادنا بين السلطة ومعارضيها حول مسألة الانتخابات، وقد رأينا حرص السلطة على صياغة نصوص دستورية وقانونية منحازة لجماعتها ولأشياعها، علاوة على ترتيب الإجراءات بشكل غير مستقل من تدخل واضح لوزارات الدولة المتمثلة فى الإعلام والداخلية وغيرهما، حيث يستغلون أموال الدولة من أجل فوز الجماعة بمقاعد برلمانية، وهناك دليل آخر على ذلك، وهو ما حدث فى حركة المحافظين الأخيرة، وعليه فإن إجراءات انتخابات رئاسية مبكرة ذات وزن ومغزى أمر يقتضى ضوابط قانونية عادلة، وإرادة عادلة محايدة لا تتوافر فى السلطة الحاكمة رئيسا وحكومة ومجرد استرجاع ما قدمته السلطة ومجلس الشورى التابع لها لتنظيم الانتخابات والعيوب الجسيمة التى كشفتها المحكمة الدستورية العليا فى قوانين الانتخابات خلال العام الأخير هى براهين قاطعة على انحياز السلطة ضد حق الشعب فى انتخابات حرة وسليمة حتى تحظى نتائجها بالقبول والثقة العامة التى تضمن الاستقرار لما تتوصل اليه الانتخابات من نتائج، وعدم الاستقرار بسبب انتخابات غير عادلة وصياغات قانونية مريضة حيث قبلوا بالعوار للحصول على المقاعد الفردية، وللعلم حُلم الإخوان الآن هو قبول المعارضة بالانتخابات الرئاسية المبكرة فطبقاً للدستور الإخوانى يتم تنصيب أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، رئيساً مؤقتاً، ومن هنا لا حل لمشاكل البلاد إلا برحيل نظام الإخوان بأكمله.

■ ما الضمانات لنجاح الموجة الثانية من الثورة؟

- الثورة مستمرة وهى نهر متعدد الروافد كثير الموجات التى تنضم تباعاً للتيار الرئيسى ولا أعرف كيف ترقمون هذه الموجات المتلاحقة ومهما كانت العقبات لابد أن ينتهى نهر الثورة لمصبه المسمى تحقيق أهداف الثورة، وهذه سنة الله فى كونه وحكم التاريخ على سيرورة البشر، وعلى أبناء شعبنا من جنود الثورة أن يعضوا بالنواجذ على الوحدة النضالية الثمينة للثورة المستظلة بالمصلحة الوطنية العليا وحدها دون غيرها وهو شرط الانتصار بإذن الله.

■ يخشى الشارع السياسى أن تتناحر القوى السياسية فيما بينها بعد 30 يونيو فما هى خطة التلاحم؟

-القوى السياسية بشكل عام من مكونات العمل الوطنى النضالى اليومى والنظرة الكاملة لخريطة هذا العمل لابد أن تكشف أن المكون الأساسى الأكبر لهذا العمل النضالى الآن هو جماهير الشعب التى أيقظتها الثورة فاكتشفت قوتها وأهليتها لملكية الوطن وتفاعلت بصورة مشهودة مهيبة مع نداء الشباب المتمرد على عجز هذا الحكم واستبداده وتفريطه وتبعيته وتجرئه على تفكيك مؤسسات الدولة وتخريب بنيتها الحضارية والإنسانية فشباب تمرد هم رأس الحراك الثورى الماثل وعنوانه الذى اتجهت إليه الجماهير الواعية والتفت حوله وبالتالى على القوى السياسية العاملة على الصعيد الوطنى أن توجه كلمتها وتلتف حول القيادة الشابة لمساندتها ودعمها بكل الطاقات المتاحة لديها.

■ كيف ترى موقف الإدارة الأمريكية من مصر بعد 30 يونيو؟

-لا أعرف على وجه دقيق ولكن سفيرتها لم تُقصر فى مواصلة التدخل الخشن فى شؤون مصر الداخلية بتصريحاتها الأخيرة حيث أعربت عن قلقها من العمل الشعبى الميدانى وفى نفس الوقت ادعت تفهمها لحركة شباب تمرد وبغض النظر عن دلالة ذلك فموقف الأمريكان ثابت من حيث حرصهم على مصالحهم المتمثلة فى أمن إسرائيل وضمان تدفق النفط الرخيص إليهم وخضوع الحكومات الأجنبية لمقتضيات الهيمنة الأمريكية على العالم، وفى هذا الصدد فاق حكم جماعة الإخوان حكم المخلوع فى التماهى والتساوق مع إملاءات الأمريكان المساندين لبقاء الجماعة فى السلطة لأطول فترة ممكنة على الرغم من أنها تعرف أن «المتغطى بالأمريكان عريان ملط»،وأنه «لايوجد على حجر أمريكا عزيز» ومن ثم أقول لجماهير شعبنا وشبابنا أعرضوا عن هذا وانطلقوا للميدان راشدين واعلموا أن أوراق اللعبة بأيدينا وليست بيد الأمريكان.

■ ما الواجب على جبهة الإنقاذ فى هذه الأيام؟

- جبهة الإنقاذ شأنها شأن كل من يريد الإسهام بفاعلية فى العمل الوطنى النضالى لتصحيح مسار الثورة، ومن ثم على الجبهة أن تصاعد تماسكها وتحرص على أن تتحول فعلياً إلى قوة عمل ميدانى مؤثر يستوعب جميع قدرات الأحزاب المنضوية فيها والقوى المجتمعية الأخرى فلاحية، عمالية، شبابية ونسوية لتتمكن من تحمل مسؤوليتها فى إنجاز عمل جبهوى مشترك فعال يتجاوز التقسيمات الحزبية الضيقة.

■ عودة لـ«تمرد» هل تعتبرها امتداداً للحركات السياسية مثل(كفاية والجمعية الوطنية للتغيير)؟

-النضال الوطنى للتغيير نحو الأفضل كيان حيوى يجرى عليه ما يحكم الكائنات الحية من قوانين النمو والضمور والقوة أو الضعف، وتمرد استمدت خصائصها من تأييد الشعب وتعتبر تطوير للحركات السياسية التى سبقتها مثل كفاية وغيرها، وليس غريباً أن نجد عددا من شباب الصف الأول فى تمرد أعضاء فى حركة كفاية، وهنا يلزم التنويه على أن أول من دعى لفكرة سحب الثقة عن طريق الانتخابات الرئاسية المبكرة «حلاً» للاستعصاء القائم هو الدكتور يحيى القزاز، القيادى بحركة كفاية وحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل