حمد بن خليفة.. صانع القوة الناعمة لقطر (بروفيل)

يستعد امير قطر، الشيخ حمد بن خليفه ال ثان (61 عامًا)، لتسجيل سابقه نادره في التاريخ الحديث للعالم العربي، في حال تنازله عن السلطه لولي العهد، نجله الشيخ تميم (33 عامًا)، وذلك بعد نحو 18 عامًا من توليه الاماره.

واحاط امير قطر المجتمعين بمجلس كبار رجال العائله الحاكمه و''الحكماء''، اليوم الاثنين، علما بقراره تسليم السلطه لولي عهده الشيخ تميم‎، من دون صدور اعلان رسمي من السلطات او يتم تحديد موعد لتلك الخطوه.

ومجلس العائله هو ''كبار رجالها سواء من اصحاب المناصب والمسؤولين الحاليين او السابقين وكبار رجال الاعمال وشيوخ العائله دون تصنيف يميّز احدهم علي الاخر.

الامير حمد، الذي كان محور حديث العالم العام 1995 بعد توليه السلطه بانقلاب ابيض علي ابيه، اضحي مجددًا هذه الايام محور اهتمام العالم، منذ اسابيع اثر تواتر تقارير عن قرب نقله السلطه لنجله، بعد سنوات قليله من نجاح الانتفاضات وثورات الربيع العربي التي دعمتها بقوه بلاده في الاطاحه بحكام ديكتاتوريين مكثوا في مناصبهم لعقود عده.

ويعد امير قطر من طراز فريد من حكام الخليج، قاد نهضه اقتصاديه وتنمويه في بلاده خلال فتره حكمة، وساهم في تطور قطر من جميع النواحي العمرانيه والاقتصاديه والعلميه والرياضيه، حتي اضحي المواطن القطري اعلي دخلاً علي مستوي العالم في عهده، وصارت دولة قطر الصغيره صاحبه قوه ناعمه كبيره في المنطقة العربية.

ورغم ان قطر لم تعرف اي احتجاجات متاثره بالربيع العربي، الا ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفه ال ثان اعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 انه سيتم اجراء اول انتخابات لمجلس الشورى في تاريخ بلاده في النصف الثاني من 2013.

كما جرت في عهده اول انتخابات للمجلس البلدي المركزي في 8 مارس/اذار 1999.

كذلك شهدت البلاد خلال حكمه نهضه دستوريه وقانونيه، حيث تم في عهده اقرار دستور قطر الدائم عام 2004 بعد الاستفتاء عليه عام 2003.

واصبحت قطر لاعبًا رئيسيًّا في منطقة الشرق الاوسط وخاصه بعد دعمه ثورات الربيع العربي في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا.

ولد حمد بن خليفه ال ثان، في 1 يناير عام 1952، وتولي السلطه بالاماره في 27 يونيو 1995 بعد قيامه بانقلاب ابيض علي ابيه الشيخ خليفه بن حمد ال ثان.

تلقي بن خليفه دراسته الابتدائيه والاعداديه والثانويه في مدارس قطر، ثم التحق بكليه ساند هيرست العسكريه الملكيه بالمملكه المتحده، وتخرج فيها شهر يوليو/تموز عام 1971م.

وفي نفس عام تخرجه (1971م ) انضم الي القوات المسلحه القطريه برتبه مقدم وعيّن قائدًا للكتيبه القطريه الاولي والتي اصبحت تسمي الان: ''كتيبه حمد المتحركه''.

وفي 31 ايار/مايو 1977م بويع وليًا للعهد، كما عيّن وزيرًا للدفاع في التاريخ نفسه.

كما عيّن رئيسًا للمجلس الاعلي للتخطيط الذي يعتبر بمثابه الركن الاساسي في بناء الدوله العصريه.

شغل بن خليفه منصب رئيس المجلس الأعلى لرعايه الشباب منذ انشائه في عام 1979م وحتي عام 1991م، وقد اولي عنايه كبيره بالانشطه الرياضيه والشبابيه من خلال المجلس الاعلي لرعايه الشباب والانديه والاجهزه الرياضيه المختلفه.

 ويعتبر ال ثان راعي النهضه الرياضيه المدنيه في قطر، والتي كللت جهوده بفوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

ومنذ توليه مقاليد الحكم عام 1995،  قام الامير حمد بفتح المجال امام هامش من حريه الصحافه والاعلام بعد الغاء وزاره الاعلام.

وبعد نحو عام من وصوله لسده الحكم، تم اطلاق شبكه تليفزيون ''الجزيره'' التي كان لها دور بارز في تغطيه ودعم الثورات العربيه في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن.

علي الصعيد الاقتصادي، شهدت قطر نهضه كبيره في عهده، حيث انشا سوقًا للاسهم، ووسّع الاستثمارات الوطنيه في استغلال المعادن الطبيعيه في باطن الارض وذلك بعد الكشف عن امتلاك قطر لاكبر حقل غاز منفرد وثاني اكبر احتياطي في العالم من الغاز الطبيعي.

وكان له رؤيه في اهميه التعليم ومردوده علي جميع اشكال الحياه، فاوكل مهام تطوير التعليم لزوجته الشيخه موزا بنت ناصر، وانشا مدينه تعليميه للتعليم العالي متكامله من جميع النواحي لتوفّر للطالب المناخ المناسب للتعليم المتميّز، كما انه استقطب افضل الجامعات العالميه مثل جامعة كومنولت فرجينيا وكليه كورنيل الطبيه فرع قطر وجامعه تكساس اي اند ام وجامعة كارنجي ميلون وجامعه جورج تاون.

علي صعيد السياسه الخارجيه، لعب امير قطر دورًا هامًا في حل خلافات بعض دول المنطقه وخارجها كانهاء الخلاف اللبناني - اللبناني في مايو/ايار 2008 عند رعايته لحوار الفرقاء اللبنانيين الذي انتهي بالتوقيع علي اتفاق الدوحه، وساهم ايضًا بتسويه الخلافات بين بعض الدول كالخلاف بين اثيوبيا والسودان، وما زال يرعي مفاوضات من اجل تحقيق السلام في دارفور.

ويذكر له الجميع مبادرته بزياره غزه في 23 اكتوبر/تشرين الاول 2012، والذي قدّمت قطر خلالها خمسه مشاريع لاعاده اعمار القطاع المحاصر بمبلغ 400 مليون دولار.