المحتوى الرئيسى

الماتادور يستعد لنزهة في "ماراكانا".. والأوروجواي تتربص بالنسور تحت شعار "كل شيء ، أو لا شيء" بكأس ا

06/20 01:31

منذ إجراء قرعة البطولة قبل عدة شهور ، ظلت المواجهة المقررة الخميس بين منتخبي أسبانيا وتاهيتي من أكثر الموضوعات التي تجذب الاهتمام وتثير الجدل في ظل الفارق الرهيب بين مستوى الفريقين من ناحية ومدى التوافق بين هذه المباراة والاستاد الأسطوري الذي يستضيفها.

ويلتقي الفريقان غدا على استاد "ماراكانا" العريق في ريو دي جانيرو ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول لبطولة كأس القارات المقامة حاليا بالبرازيل.

ومن الطبيعي والمنطقي أن تتسم معظم المواجهات في كأس القارات بأنها لقاءات من العيار الثقيل ولكن مباراة الغد تبدو هي الاستثناء الأكثر وضوحا من هذه السمة في ظل الفجوة الهائلة بين مستوى الفريقين ووضعهما على الساحة العالمية.

ويتصدر المنتخب الأسباني التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) بعدما سيطر على الساحتين العالمية والأوروبية منذ عام 2008 حيث توج بلقب بطولتي كأس الأمم الأوروبية الماضيتين (يورو 2008 و2012) وبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

ويشارك الفريق في البطولة الحالية بصفته بطلا للعالم بينما ترك للمنتخب الإيطالي وصيفه في يورو 2012 مهمة تمثيل القارة الأوروبية في البطولة الحالية.

بينما يحتل منتخب تاهيتي المركز 138 في نفس التصنيف ويشارك في كأس القارات بعدما توج في العام الماضي بلقب بطولة كأس أمم اتحاد أوقيانوسيا ليعرف طريقه إلى البطولات العالمية للمرة الأولى في تاريخه من خلال كأس القارات.

وبينما يضم المنتخب الأسباني بين صفوفه مجموعة من أبرز النجوم المحترفين في تاريخ كرة القدم العالمية مثل تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وحارس المرمى إيكر كاسياس ، يعتمد منتخب تاهيتي على مجموعة من اللاعبين الهواة ولا تضم قائمة الفريق سوى محترف واحد هو ماراما فاهيروا مهاجم باناثينايكوس اليوناني.

وقدم المنتخب الأسباني فاصلا جديدا من التألق والعروض الجميلة والقوية ليحقق الفوز الثمين على منتخب أوروجواي 2/1 في الجولة الأولى بينما حقق منتخب تاهيتي نصرا من نوع خاص حيث سجل هدفا تاريخيا في مرمى المنتخب النيجيري ولكنه خسر المباراة 1/6 .

ويسعى المنتخب الأسباني إلى تحقيق فوزه الثاني على التوالي ويدرك أن مباراة الغد ربما تكون أسهل كثيرا من أي مواجهة أخرى لكنه يرفض الاستهانة بالمنافس خاصة وأن الفريق كان من الممكن أن يسقط في فخ التعادل مع منتخب آخر متواضع في مباراة ودية قبل عشرة أيام فقط وفاز على نظيره هايتي 2/1 فقط ضمن استعداداته لهذه البطولة.

وفي المقابل ، يبدو منتخب تاهيتي هو الأكثر واقعية بين جميع المنتخبات المشاركة في البطولة حيث يرى أن هز شباك المنتخب الأسباني بأي هدف ربما يكون إنجازا تاريخيا في حد ذاته وهو ما يسعى إليه بالفعل بغض النظر عن عدد الأهداف التي ستستقبلها شباكه والتي يتمنى أن تكون أقل ما يمكن حيث أعلن قبل بداية البطولة مباشرة أن هدفه هو تجنب الهزائم الكارثية.

وقد يستغل فيسنتي دل بوسكي فرصة مواجهة تاهيتي غدا ويدفع على استاد ماراكانا التاريخي بفريق مختلف تماما عن الذي فاز على أوروجواي 2/1 .

وقال دل بوسكي في مقابلة مع إذاعة (راديو ماركا) :"ستتاح الفرصة للجميع. عدد اللاعبين المشاركين في هذه البطولة سيكون أكبر من أي بطولات أخرى".

وأكدت مصادر من الفريق للعديد من وسائل الإعلام الأسبانية أن دل بوسكي يفكر بإجراء تغيير جذري والدفع بـ11 لاعبا يختلفون عمن بدأوا المباراة الرائعة للفريق أمام أوروجواي.

ويتيح التواضع الشديد في مستوى تاهيتي اتخاذ هذا القرار. وسيزيد الدافع بالنسبة للاحتياطيين في ظل إقامة اللقاء على استاد "ماراكانا" الأسطوري ، الذي سيستضيف كذلك المباراة النهائية التي تتطلع أسبانيا إلى خوضها.

ويعني ذلك أنه في النهائي المرتقب ، الذي يحلم الأسبان بأن يكون أمام البرازيل ، قد يحظى الأساسيون أيضا بفرصة اللعب في ماراكانا.

وقال فيرناندو توريس ، البديل في مباراة الأحد ، في تصريحات لإذاعات أسبانية إنه يتفهم دل بوسكي "كلنا نعتقد أننا قادرون على اللعب ، لكن لا يمكن أن يلعب سوى 11 ".

واعترف خوان ماتا ، زميل توريس في تشيلسي الإنجليزي ، بأن اللعب في ماراكانا سيكون أمرا فريدا وقال :"إنه استاد نسمع عنه طيلة حياتنا ، اللعب هنا ، أمر فريد. إنه ساحر ، منذ صغري وأنا أتذكر مباريات أقيمت هناك".

ولكن ماتا يأمل ألا تكون زيارة الخميس هي الوحيدة لأسبانيا إلى ماراكانا "أراهن على نهائي بين أسبانيا والبرازيل".

وفي المقابل ، يرى منتخب تاهيتي الذي سجل هدفا لم يكن مرجحا في شباك نيجيريا أنه ما من شيء مستحيل الآن ويضع الفريق نصب عينيه هدفا جديدا وهو هز شباك بطل العالم.

وقال فاهيروا المحترف الوحيد في صفوف الفريق ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، :"ما من شيء مستحيل. بالطبع ، لن نقول إننا سنفوز على أسبانيا ولكننا سنسعى لترك نفس الانطباع" في إشارة إلى الأداء الواثق للفريق في مواجهة نيجيريا رغم الهزيمة الثقيلة.

ووصل منتخب تاهيتي إلى البطولة وهو يضع لنفسه بعض الأهداف منها الحفاظ على شباكه نظيفة في شوط كامل بالبطولة ولكن هذا لم يتحقق في لقاء نيجيريا وأن نال الفريق جائزة أكبر بإحراز هدف في هذه المباراة بضربة رأس من جوناثان تيهاو.

وقال اللاعب :"بالنسبة لي ، تسجيل هدف في كأس القارات يمثل أمرا استثنائيا. فعلنا هذا بالفعل في هذه المباراة. إنه استثناء أن نسجل هدفا في هذه المباراة حتى وإن استقبلت شباكنا ستة أهداف".

وقال إيدي إيتايتا المدير الفني لمنتخب تاهيتي إنه شاهد مباراة أسبانيا أمام أوروجواي وصفق لـ"الأداء العظيم" الذي قدمه أبطال العالم والذي يدعو "للسعادة".

ويتطلع فاهيروا إلى مباراة الغد بسعادة طاغية أيضا. وقال اللاعب "تسجيل هدف في هذه المباراة سيكون إنجازا هائلا ! ولكنه بالنسبة لنا سيكون خوض اللقاء في حد ذاته نصرا.. نشعر بفخر شديد لهذا".

ونال منتخب تاهيتي تشجيعا حارا من الجماهير في مدرجات استاد "مينيراو" بمدينة بيلو هوريزونتي خلال المباراة أمام نيجيريا وسيطرت السعادة الطاغية على المدرجات عندما أحرز تيهاو هدف الفريق الوحيد بينما ظهرت بعض صفارات الاستهجان ضد لاعبي نيجيريا.

ويأمل لاعبو تاهيتي في استمرار هذه المساندة الجماهيرية لهم خلال مباراة الغد على استاد "ماراكانا" حتى وإن كان منافسهم هو المنتخب الأسباني صاحب الشعبية الطاغية في معظم أنحاء العالم.

ومع السهولة التي وجدها لاعبو نيجيريا في هز شباك تاهيتي أو اختراق منطقة جزاء الفريق ، يتساءل كثيرون عما سيفعله دفاع الفريق وحارس مرماه في مواجهة الهجوم الأسباني أو مهارات لاعبي خط الوسط خاصة في حالة مشاركة لاعبين أساسيين مثل سيسك فابريجاس أو إنييستا أو تشافي.

ولكن إيتايتا يثق في أن فيسنتي دل بوسكي ، المدير الفني للمنتخب الأسباني ، ولاعبيه سيتعاملون برأفة مع منتخب تاهيتي خاصة.

وقال إيتايتا :"لا أعتقد أن السيد دل بوسكي الذي يتمتع بالكثير من القيم أو فريقه الذي يتمتع بروح رائعة يريدون تدمير فريق متواضع هاو.. أعتقد أنهم سيخوضون المباراة للفوز ولكنني أعتقد أنهم سيحملون لنا كثيرا من الاحترام".

وقال إيتايتا :"إذا سجلنا هدفا أمام أسبانيا ، سيكون أمرا رائعا" رغم اعترافه بفارق المستوى بين نيجيريا وأسبانيا.

يرفع منتخب أوروجواي لكرة القدم شعار "كل شيء أو لا شيء" عندما يلتقي نظيره النيجيري.

ومع هزيمة منتخب أوروجواي 1/2 أمام أسبانيا والفوز الكاسح 6/1 لنيجيريا على تاهيتي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة ، أصبحت المباراة بين الفريقين غدا هي الحاسمة ربما لكليهما في مسيرته بالبطولة.

وتمثل المباراة الفرصة الأخيرة لمنتخب أوروجواي إذا أراد التأهل للمربع الذهبي للبطولة حيث يحتاج الفريق إلى الفوز على النسور الخضر غدا من أجل إنعاش آماله في التأهل.

أما التعادل فيبقي على فرصته وإن كانت متعلقة بعدد الأهداف التي سيحرزها في مرمى تاهيتي في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة يوم الأحد المقبل بشرط فوز أسبانيا على نيجيريا في نفس الجولة بينما تبدد الهزيمة غدا آمال منتخب أوروجواي (السماوي) في البطولة تماما بعد عامين فقط من تتويجه بلقب بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2011) بالأرجنتين.

ولم يخطئ المدرب أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي عندما قال قبل وبعد مباراته أمام المنتخب الأسباني بطل العالم وأوروبا إن المباراة أمام المنتخب النيجيري هي الأهم ولابد من الفوز بها.

وأوضح تاباريز :"اللاعبون على اقتناع بضرورة طي الصفحة (بعد الهزيمة أمام أسبانيا) والتفكير في المباراة الثانية لنا أمام نيجيريا".

ويراهن منتخب أوروجواي على "الانتفاضة" التي يتميز بها والتي لن تكون سهلة أمام منافس مثل المنتخب النيجيري بطل أفريقيا الذي لا يتمتع بإمكانيات ومستوى مثل نظيره الأسباني ولكنه يعرف كيف يتعامل مع الكرة ويمتلك إمكانيات خططية وبدنية جيدة.

ورغم السيطرة والهيمنة الواضحة للمنتخب الأسباني في مباراة الفريقين يوم الأحد الماضي ، قدم منتخب أوروجواي صورة من انتفاضته حيث تحسن أداء الفريق كثيرا بعد نزول اللاعبين المخضرم دييجو فورلان ونيكولاس لوديرو.

وفي ضوء ما حدث من تغير في مستوى الأداء ، يستطيع تاباريز الآن وضع التصورات التي يريدها لتشكيلة فريقه في مباراة الغد.

وقد يدفع تاباريز باللاعب فورلان منذ البداية رغم أنه ظل على مقاعد البدلاء حتى الدقيقة 69 في مباراة أسبانيا وأكد بعد المباراة أنه شعر بالارتياح للمركز الذي لعب فيه بهذه المباراة في إشارة لمشاركته في خط الوسط لصناعة اللعب بينما اعتاد فورلان منذ بداية مسيرته مع الفريق في آذار/مارس 2002 على اللعب في الهجوم.

وأكد فورلان أنه يتفهم تماما حرص تاباريز على الدفع به في هذا المركز ليساهم في صناعة اللعب وصنع الفرص لزملائه في الهجوم.

ويتمتع فورلان ، الفائز بلقب أفضل لاعب في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، بشهرة ومحبة طاغية في البرازيل حيث يلعب حاليا لنادي انترناسيونال بورتو أليجري البرازيلي.

وظهر حب الجماهير واحترامها لهذا اللاعب عندما أذيع اسمه في الإذاعة الداخلية لاستاد "بيرنامبوكو" بمدينة ريسيفي وعندما نزل في منتصف الشوط الثاني من المباراة أمام أسبانيا حيث نال تحية هائلة وتصفيقا حادا من الجماهير في المدرجات.

وقال فورلان :"هذه الأشياء (الحب والاحترام) هي ما تتبقى للاعب. لمست هذا في فرنسا وفي دول آسيا وفي أماكن مختلفة. هذا لا يقدر بثمن".

وقد تدخل هذه الأمور في حسابات تاباريز الذي يهتم بهذا كثيرا عن اختيار تشكيلته حيث يحرص على اختيار اللاعبين الجاهزين سواء على المستوى البدني أو المعنوي.

وقد يحرص فورلان بشكل أكبر على المشاركة في هذه المباراة لأنها ستكون المباراة الدولية رقم 100 له مع منتخب أوروجواي وقد ينجح خلالها في هز الشباك لينفرد مجددا بالرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب مع السماوي بعدما عادل زميله لويس سواريز هذا الرقم في المباراة الماضية عندما سجل الهدف الدولي رقم 33 له مع الفريق ليزاحم فورلان على لقب الهداف التاريخي.

وقال دييجو بيريز أحد نجوم خط وسط المنتخب الأوروجوياني :"علينا التأكيد على استعادة لياقتنا البدنية بشكل جيد وأن نخوض المباراة أمام نيجيريا بروح التفاؤل" في إشارة إلى أن الفريق تأثر في لقاء أسبانيا بالإجهاد بعد المواجهة الصعبة أمام فنزويلا منتصف الأسبوع الماضي في تصفيات كأس العالم 2014 .

كما أكد زميله المدافع ماكسيميليانو بيريرا "يجب أن نكون أكثر قوة".

وفي المقابل ، يرى المنتخب النيجيري في المباراة الفرصة الأقرب لبلوغ المربع الذهبي في البطولة خاصة وأن المباراة الثالثة للفريق ستكون في غاية الصعوبة حيث يصطدم بالمنتخب الأسباني يوم الأحد المقبل.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل