المحتوى الرئيسى

عاشق النيل والأنهار الدولية و(الأحكام الإلهية)

06/20 01:00

غنيّتُ لنهر النيل علي سطح مجراه بالمنصوره الجميله ثم تغرّبت الي الجنوب علي بعد ثلاثه الاف كيلو متر فوجدت النيل الازرق يقابل النيل الابيض ويتحدان معاً في مجري واحد يتجه بقوه نحو مصرنا العزيزه حاملاً لها الخير والنماء العظيم.. ووقفت مع حبيبه المنصوره علي كوبري ام درمان نغني.. انا وحبيبي يا نيل نلنا امانينا.. مطرح ما يرسي الهوي ترسي مراسينا.. كما قالتها ام كلثوم.

- وغنيّت لنهر الراين العظيم علي الشاطئ الفرنسي عند بقايا خط ماجينو الحربي، ثم غنيت له علي الشاطئ الالماني عند اطلال خط سيجفريد العسكري المواجه لفرنسا في الحرب العالميه الثانيه التي انتهت بهزيمه فكره الحرب الضروس وحل محلها السلام علي البلدين شركاء اليوم في نهر الراين القادم بقوه من مرتفعات سويسرا يفتت الصخر في طريقه حتي يصل الي بحر الشمإل آلمواجه لبريطانيا.

- وغنيت لنهر الدانوب العظيم القادم بقوه من الغابه السوداء في المانيا مخترقا النمسا وعاصمتها الاسطوريه فيينا، حيث غنينا له مع حبيبه المنصوره (رحمها الله) اسمهان.. اغنيه اسمهان الشهيره.. ثم غنيت له منفردا علي قمه جبل بودا في بودابست عاصمه المجر.. واحتفظت له بطعم الاغاني حتي وصلت معه الي البحر الأسود واسطنبول التركيه الرائعه.

- وانت لا تملك الا ان تبتهل للخالق العظيم الذي يُبدع خلقه في الانهار الدوليه الطويله فيجعل نهر النيل يسير مسافه 6700 كيلو متر من منابعه في الجنوب حتي مصبه في دمياط ورشيد في انحدار مذهل بالاراضي من بحيرة فيكتوريا عند الكونغو وكينيا واوغندا، ومن بحيرة تانا والهضبه الاثيوبيه مرورا بالسودان حتي اسوان والقاهره ليصب في البحر الأبيض المتوسط.. فمن الذي جعل الارض منحدره من الجنوب للشمال؟ ومن الذي انزل الامطار الغزيره جنوبا عند الكونغو وكينيا واوغندا، وشرقا عند اثيوبيا.. ثم يلتقي فرع النيل الأزرق بفرع النيل الابيض عند الخرطوم عاصمه السودان ويصبحان نهراً واحداً هو النيل العظيم القادم لمصر بالخير العميم؟؟ من الذي انزل الامطار الغزيره من السماء وحمل الماء حملا ليسقي الارض في مصر والانسان والحيوان؟؟ من غير الله سبحانه وتعالي في اشاره لكل الدول وحكامها بان الماء ماء الله وهو يجري باسم الله وامره ومشيئته.. وهذا ما دفع الرومان في العصور الوسطي بان يقولوا مقولتهم المشهوره.. من الذي يملك وقف جريان مياه النيل.. كانوا لا يتصورون ان تقيم دوله اوروبيه سداً علي نهر الدانوب في مسيرته الالهيه لمسافه 2850 كيلو مترا ماراً بالمانيا والنمسا وشيكوسلوفاكيا والمجر ويوغوسلافيا ورومانيا وبلغاريا وروسيا الاتحاديه واوكرانيا ليصب في البحر الاسود عند تركيا، ولم يكن يتصور احد ان يوقف جريان مياه نهر الراين في مشواره الطويل من سويسرا الي بحر الشمال بمسافه 1298 كيلو مترا متجها الي فرنسا والمانيا وهولندا.

- وعندما بني نوح عليه السلاح السفينه وحمل فيها المؤمنين تكفلّ الله سبحانه وتعالي بانزال المطر الغزير وحمل السفينه واجراها وارساها بدعاء نوح عليه السلام.

- فمياه نيلنا مع الدول التسع التي تشاركنا فيه علي مسافه 6700 كيلو متر من اقصي الجنوب لاقصي الشمال، انما هي من صنع الله منذ بدء الخليقه.. وهكذا ارادها الله عز وجل، فما بال اثيوبيا تتحدي اراده الخلاق العظيم وتبني سداً بارتفاع مائه واربعين مترا يحجز امامه الماء الذي كان يصل لمصر والسودان لحقوق مكتسبه جغرافيا وقانونيا.

- ان كانت تريد توليد الكهرباء وهذا حق لها لا ينبغي ان تتعسف في استخدامه كما قلنا في مقالين سابقين، اذ هي تنتهك احكام القانون الدولي الخاصه بالانهار الدوليه والتي رست واستقرت خلال مئات السنين وسجلتها عشرات الاتفاقيات الدوليه حتي اخرها التي اصدرتها الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1997 بعنوان (اتفاقيه قانون استخدام المجاري المائيه الدوليه في الاغراض غير الملاحيه)، وقد اوضحنا في مقالنا بجريده «الوفد» يوم 11 يونيو الجاري مدي مخالفه اثيوبيا لهذه الاتفاقيه الاطاريه للانهار الدوليه مع احتمالات انهيار السد بفعل الزلزال واغراق العاصمه الخرطوم ومدن الصعيد في مصر واكتساح السد العالي.

- ولكي تكتمل المصائب فقد قلدتها رواندا والكونغو واوغندا وتنزانيا في العدوان علي نصيبنا في نهر النيل بمزيد من السدود المقترحه.

- ولا يمكن لمصر ان تقف مكتوفه الايدي او تكتفي بالكلمات التي سمعناها اخيراً في خطاب الرئيس محمد مرسي ملوحاً بكل الخيارات.. فالمطلوب افعال سريعه تعلن عن نفسها، وقد شرحنا هذه الافعال في عشر خطوات كما ورد في مقالنا بجريده «الوفد» يوم 7 يونيه الجاري تحت عنوان: «ثوره مصرية سودانيه عارمه عاجله علي سد اثيوبيا» ونضيف اليها العامل الديني الاسلامي والمسيحي والعامل الجغرافي والتاريخي لنهري الدانوب والراين في اوروبا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل