المحتوى الرئيسى

الموتى الأحياء ... طريقة تحنيط جديدة تحسن مهارات الجراحة

06/18 21:02

ادي ابتكار تقنيه جديده لتحنيط الجثث الي اتاحه فرصه لتحسين مهارات اجراء العمليات الجراحيه والاسراع في اتباع تقنيات جديده في عالم الجراحه.

وتتميز هذه التقنيه، التي ابتكرت في النمسا، بانها تحافظ علي هيئه وملمس الجثه كانها جسم طبيعي. وجري ابتكار التقنيه الجديده التي يطلق عليها اسم Thiel عبر عمليه استغرقت عقود.

وبفضل التقنيه المبتكره يظل جلد وعضلات الجثث في حاله مرونه علي نحو يسمح بتحريك الاطراف، بينما يمكن ان يحدد المتدربون علي الجراحه بوضوح اعضاء الجسم الداخلية، التي تستجيب لمشرط الجراح، وكانهم يجرون جراحه لجسم حي طبيعي.

يذكر ان الطرق التقليديه للاحتفاظ بالجسم والتي تستخدم ماده الفورمالديهايد تجعل الجسم هشا ومتيبسا، فضلا عن انها تعقد فهم الطريقة التي يستجيب بها الجسم لجراحه معينه.

ومثل جميع المهارات العمليه، تعد الممارسه خطوه بالغه الاهميه في تعلم اجراء الجراحات.

ويفضي تمكين الجراحين من تجربه التقنيه الجراحيه علي جثه قبل اجراء عمليات لمرضي أحياء الي تعزيز فهم النواحي التشريحيه، فضلا عن تقليل الخسائر المحتمله والتدريب علي التقنيه قبل تجربتها في الواقع.

وقالت سو بلاك، رئيسه مركز التشريح وتحديد الهويه لدي جامعه داندي الذي ادخل التقنيه في المملكه المتحدة، ان ''قدر المنافع التي تعود علي الجراحين هائله جدا.''

واضافت ''مما لا شك فيه ان مجموعه المهارات الجراحيه قد تطورت بشكل كبير علي نحو يسمح بالابتكار.''

وقالت بلاك ان المرضي سيستفيدون من سرعه ابتكار طرق جراحيه جديده.

وتجدر الاشاره الي ان بريطانيا كانت تعتبر ممارسه تدريبات الجراحه في الجثث خرقا للقانون حتي عام 2006، وهو ما كان يعني اضطرار الجراحين الي ممارسه مهاراتهم علي نماذج اصطناعيه اوعلي جثث حيوانات نافقه مثل القطط والكلاب والارانب والخنازير.

كما استخدم الجراحون اجزاء مجمده من الجسم وهي طريقه كانت تجعلهم لاكثر عرضه لمخاطر الاصابه بالعدوي، فضلا عن تحلل هذه الاجزاء في غضون يوم او يومين.

وقبل عام 2006، كانت تستخدم الجيف في دروس التشريح دون استخدامها في التدريب علي الجراحه.

ولا يعتبر استخدام الحيوانات من السبل المثلي نظرا لاختلاف الطبيعه التشريحيه علي نحو لا يتلاءم وطبيعه الجسم البشري.

وبالمثل فان الجثث المحفوظه باستخدام ماده الفورمالديهايد، وهو محلول سام، ليست جيده مقارنه بالجسم الطبيعي.

وقالت لينا فوغت، وهي طبيبه المانيه متخصصه في جراحه القدم، ان ''الجسم المحفوظ باستخدام ماده الفورمالديهايد لا يماثل في طبيعته الجسم الحقيقي.''

واضافت ان الجثث تفتقد الي اللون وطبقات الانسجه التي تتماسك علي نحو واضح، الامر الذي يجعل ''من الصعب تحديد ما اذا كان النسيج عصبا ام شريانا ام وريدا.''

لحظه انجازوعن الجثث التي تحنط بالتقنيه الجديده، قالت فوغت ''انها تبدو اشبه بحالتها التي نشهدها في غرفه العمليات الجراحيه. وهي قريبه من الواقع، وهو ما يساعد في اجراء الجراحه علي نحو افضل. الجراحه عمليه ممارسه قبل اي شئ.''

وحتي اواخر القرن التاسع عشر، كانت الاجسام تحفظ باستخدام الزرنيخ، وهي ماده شديده السميه.

وقد استبدلت الماده بالفورمالديهايد بعد ان اكتشفه عالم الكيمياء الالماني اوغوست ويلهام فون هوفمان عام 1867.

وتعتبر هذه الماده شديده السميه وتسبب الاصابه بالسرطان كما انها محظور استخدامها في دول عديده بموجب لوائح الاتحاد الأوروبي الصادره عام 2007.

وفي اوائل ستينيات القرن الماضي، بدا عالم تشريح يدعي فالتر ثيل، كان يراس معهد غراز للتشريح في جنوب النمسا، البحث عن بديل.

وكانت بدايه انطلاق فكرته من محل جزاره حيث لاحظ ان لحم الخنزير المحفوظ في محلول ملحي يتمتع بطبيعه نسيجيه عاليه مقارنه بماده الفورمالديهايد في المختبر.

واستغرق الامر 30 عاما للوصول الي افضل النتائج. وطوال هذه السنوات، بدات المحاولات بقطع من لحم الابقار تكون اكثر شبها بلحم الانسان مقارنه بلحم الخنزير، بحسب تقنيه ثيل الجديده، وذلك قبل اجراء العمليه علي اجسام بشريه.

وكان الراحل فريدريتش اندرهوبر، الرئيس السابق لمعهد غراز، قد قال انه جرت الاستعانه بالف متبرع علي الاٌقل للوصول الي افضل النتائج.

وقال اندرهوبر ''الشعور بالعضلات او كبد اي جثه، لابد ان يكون شعورا بالعضلات والكبد الحقيقيين. كما يجب ان تتحرك المفاصل والاوتار كحالها في الجسم الحي، كي يتمكن الجراحون من فهم طريقه عملها.''

وتعد الطريقه فعاله لقتل البكتريا والفطريات وامنه اثناء تشريح الجسم دون الاستعانه بقفازات فضلا عن امكانيه حفظ الجثث في درجه حراره الغرفه.

غرفه الحفظفي اقبيه معهد غراز للتشريح، ترقد اثنتا عشره جثه كانها اسماك سردين علي رف معدني داخل غرفه حفظ في حاله رخوه.

وملصق علي اصابع الابهام وأصابع القدم وشحمات الاذن علامات بلاستيكيه مرقمه حتي يمكن جمعها ودفنها.

وبعد الانتهاء من عمليه النقع، يجري نقلها الي اكياس بلاستيكيه، وخلال عمليه لاحقه يجري فيها التخلص من السائل، يصبح اللحم اكثر مرونه واشبه باللحم الحي.

وتحوي الاقبيه نحو 250 جثه في وقت واحد، وهو ما يمثل مخزونا عاما للمعهد.

وفي غرفه مجاوره، وصلت ست جثث جديده وهي ترقد علي طاولات معدنيه غير قابله للصدا، اذ يزيل احد المساعدين شعر الجثه نظرا لكون الشعر يتحول الي ماده لزجه في سائل الحفظ.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل