المحتوى الرئيسى

رويترز: العرب لا يعلقون أملا كبيرا على رئيس إيران الجديد

06/16 18:13

من الممكن ان يساعد انتخاب رئيس ايراني معتدل علي تحجيم العداء بين طهران والدول العربيه المجاوره، لكن الكثير من العرب يشكون في قدرته علي انهاء الصراع الطائفي الذي اذكي الحرب الدائره في سوريا.

ولن يكون لدي الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني المعروف باسلوبه التصالحي والمدعوم من الاصلاحيين، الكثير من النفوذ في السياسه التي يحددها الزعيم الاعلي ايه الله علي خامنئي، لكن في ظل الصراع الدائر في سوريا والذي يذكي الغضب لدي الدول العربيه السنية في انحاء المنطقه فان اي بادره من طهران من الممكن ان تحتويه.

قال سفير بجامعة الدول العربية في القاهره: "نتمني ان يكون الرئيس الايراني الجديد مؤمنا بالحل السياسي في سوريا.. ومؤمنا بتطلعات الشعب السوري في الحريه والتغيير، وان تكون ايران عنصرا للحل ومساعدا علي الخروج من الازمه".

ومضي يقول: "جميع المعلومات الني نقراها عن روحاني المرشح المدعوم من المعتدلين قد تدعو للامل لكن هناك فارقا كبيرا بين الحملات الدعائيه وخطاب المسئوليه عندما يصبح رئيسا".

وبالنسبه للولايات المتحده والقوي الغربيه - التي هي علي خلاف مع ايران منذ عشرات السنين وتحتشد الان بالسلاح وراء مقاتلي المعارضه الذين يحاربون الرئيس بشار الاسد المدعوم من ايران - فان الصراعات الدينيه الشديده في منطقة الشرق الاوسط الغنيه بالنفط تزيد من مخاوف حدوث اضطرابات اوسع نطاقا.

وفي المملكه العربية السعودية التي تقود المعارضه لما تعتبره حمله ايرانيه لنشر سطوتها والمد الشيعي في المنطقه، قال المحلل جمال خاشقجي: "انا متاكد انه بالنسبه للقياده السعوديه فهذه هي افضل نتيجه للانتخابات".

وذكر ان محمد خاتمي اخر رئيس اصلاحي لايران الذي زار الرياض عندما كان رئيسا للبلاد خلال الفتره من 1997 الي 2005، اصلح العلاقات لكن في وقت كانت فيه النزاعات اقل حده.. وقال خاشقجي "ايران لم تكن تتدخل بشكل مكثف في سوريا والبحرين واليمن.. لم يكن هناك شيعه يقتلون سنه".

وفي سوريا حيث يحارب الكثير من مقاتلي المعارضه من السنه قوات الاسد ومؤسسته العلويه لا يعلق نشطاء المعارضه املا كبيرا علي روحاني في التغيير.. وقال عمر الحريري من درعا "الانتخابات شكليه".

ويري محمد الحسيني من فصيل احرار الشام في الرقه، ان السلطه الفعليه في يد الزعيم الاعلي خامنئي، مضيفا "السلطات الممنوحه للرئيس الايراني ضعيفه هذه الايام.. انها سلطات زائفه".

وفي البحرين التي تتهم اسرتها السنيه الحاكمه المدعومه من السعوديه ايران باذكاء الاحتجاجات بين الاغلبيه الشيعيه في البلاد منذ عام 2011، قالت وزيره الاعلام سميره رجب لرويترز "اعتقد ان روحاني فرد في فريق.. واي احد ياتي من ذلك الفريق سيواصل السياسه ذاتها... لم تعد لدينا ثقه في النظام الايراني بعد ما حدث في البحرين".

وفي مصر وهي اكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، بدا النظام الحاكم الجديد بقياده جماعة الأخوان المسلمين يتقرب من ايران لكنه انضم الان الي دعوه من اهل السنه للجهاد في سوريا بعد ان ارسل حزب الله اللبناني مقاتليه الي سوريا في الشهر الماضي.

وما زالت جماعه الاخوان الاكثر انفتاحا من النظام الحاكم في السعوديه تامل في تحقيق التغيير في طهران. وقال مراد علي، وهو متحدث باسم حزب الحريه والعداله الذراع السياسيه لجماعه الاخوان المسلمين، "نتطلع لنري كيف سيتصرف المرشح الفائز".

مضيفا "هل سيكون هناك تغيير في السياسات من الايرانيين خاصه فيما يتعلق بالازمه السوريه؟.. نحن بصفه عامه نقبل التعاون مع ايران.. لكن لدينا مخاوفنا المرتبطه بتدخلها في الشئون السوريه".

لكن في شوارع القاهره ارتفعت بشده المشاعر الطائفيه مما مثل ضغطا علي مصر وحكام عرب اخرين.

وخارج الجامع الازهر الذي انشئ قبل الف عام ابان الدوله الفاطميه الشيعيه قال عامل البناء محمد عبد الستار (35 عاما) "كل المصريين يكرهون ايران بعد ما حدث في سوريا. ما يحدث هناك الان هو  ان الشيعه يقتلون السنه".

وقال عبد العزيز درويش (57 عاما) وهو سائق ليموزين انه لا يتوقع الكثير من التغيير في ايران، مضيفا "كل الايرانيين سواء...الشيعه اكثر خطرا من اليهود".

وانتقد خالد فتحي (49 عاما) وهو يقف الي جانب كشك العصائر الخاص به تدخل ايران في سوريا، وتحدث بريبه كذلك عن الاستقبال الذي قام به الرئيس المصري محمد مرسى للرئيس الايراني المتشدد المنتهيه ولايته محمود احمدي نجاد.

قال "الايرانيون يصنعون مشاكل لنا في كل انحاء العالم. ايران تساعد مرسي. انا متاكد من هذا".

لكن مجموعه من رجال الدين اللبنانيين من السنه الذين زاروا الجامع الازهر لحضور المؤتمر الذي دعا الي الجهاد في سوريا، ابدوا املا اكبر في التغيير علي يد روحاني.

قال الشيخ حسن عبد الرحمن من مدينه طرابلس التي شهدت في الاونه الاخيره قتالا بين السنه والشيعه، ان الرئيس الايراني الجديد ربما يكون افضل.

وذكر الشيخ مالك جديده وهو من طرابلس ايضا انهم جاءوا الي مصر ليبلغوا مرسي برفضهم لممارسات ايران في سوريا لكنهم يعملون من اجل السلام لكل الاديان.

وادت فظائع طائفيه في سوريا والظهور الواضح لحزب الله في الصراع السوري الي تحقيق درجه غير معتاده من الوحده بين الحكومات العربيه الرئيسيه بعد موجه من الانتفاضات التي هزت المنطقه.

وكان النفوذ الجديد الذي اكتسبته ايران في العراق بعد الغزو الامريكي عام 2003 جعل السعوديه بالفعل في وضع دفاعي.. كما ان النزاع النووي بين طهران من جهه والغرب واسرائيل من جهه اخري اثار قلق دول الخليج المجاوره التي تخشي من اندلاع حرب وما ستؤدي له من تداعيات.

وقال سفير في جامعه الدول العربيه ان دول الخليج تتمني ان يساعد روحاني وهو مفاوض سابق في الملف النووي في نزع فتيل التوتر.

لكن مبعوث دوله خليجية في الجامعه قال ان روحاني لن تكون له سلطه كبيره ومن غير المرجح ان تختلف اراؤه عن سابقيه.. وقال "جميعهم يهدفون لتصدير الثوره الإيرانيه لدول الجوار والتدخل في دول الخليج وسوريا ولبنان واليمن وغيرها لان السياسه الخارجيه الايرانيه يرسمها المرشد الاعلي وليس الرئيس".

وبالنسبه للشيعه الذين يعيشون في دول اغلبها من السنه وكثيرا ما يشكون من اتهامهم بالعماله لايران فان اي تخفيف للتوتر سيكون موضع ترحيب بالنسبه لهم.

وقال خليل ابراهيم المرزوق من حزب الوفاق البحريني المعارض الذي يتحدث باسم الكثير من الشيعه، ان الانتخابات ربما تحسن العلاقات في انحاء منطقه الخليج مما سيساعد الشيعه.

وقال "عندما تتحسن العلاقات تنعدم مبررات الحكومه في حرمان شعب البحرين من حقوقه".

وقال جعفر الشياب وهو مسئول منتخب سابق في منطقه القطيف التي تسكنها اغلبيه شيعيه في السعوديه "اذا هدات هذه الحرب الطائفيه المستمره في المنطقه او تحقق الاستقرار فسيساعد هذا علي تحسين العلاقات بين السنه والشيعه هناك".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل