المحتوى الرئيسى

جهاد الخازن يكتب : التجسس «الهادف»)

06/15 16:39

الاداره الاميركيه تقول ان الهدف من تجسس وكاله الأمن الوطني وغيرها من اجهزه الاستخبارات الاميركيه علي المواطنين الاميركيين في بلادهم وعلي الناس في الخارج هو «المحافظه علي امن المواطنين».

السؤال المهم جداً هو لماذا يوجد ناس يقومون بعمليات ارهابية ضد الولايات المتحده؟

الجواب بسيط. لان دوله الامن الوطني الاميركيه تقتل وتعذب وتخطف وتهين وتفقر وتدمر المواطنين في دول اجنبيه بممارسه اساليب من نوع انقلاب عسكري، وتاييد ديكتاتوريات، واعمال تغيير نظام، وتدخل في سياسات داخليه، وانغماس في نزاعات خارجيه واغتيالات، وتعذيب وتسليم معتقلين، واعتقال الي اجل غير مسمي، وسجون سريه وغير ذلك.

الفقرتان السابقتان ترجمتي الحرفيه من مقال كتبه جاكوب هورنبرغ، رئيس مؤسسه مستقبل الحريه، وحمل العنوان: دور السياسة الخارجية في الدوله الامنيه التي تراقب الناس. المقال الذي كتبه ناشط اميركي معروف تتماثل فكرته مع مقالي المنشور يوم الاربعاء الماضي، عندما شكوت بعد ارهاب بوسطن ولندن في الشهرين الاخيرين من ان الميديا العالميه حكت عن كل شيء الا سبب الارهاب، وكان مقالي اكثر تحفظاً بكثير مما كتب هورنبرغ، فانا غريب وهو اميركي يكتب عن بلده.

الان اقرا ان فضيحه تجسس وكاله الامن الوطني هي «اعظم فضيحه في تاريخ الاستخبارات الاميركيه» بحسب راي «نيويورك تايمز» لا رايي انا. فالوكاله تتجسس علي هواتف ملايين من المواطنين الاميركيين غير متهمين بشيء، وعلي مواقعهم الالكترونيه وحساباتهم الشخصيه، بل هي تتجسس علي مواطنين في بلدان اخري، ويبدو ان هناك دوراً بريطانياً في الفضيحه، وكل هذا بحجه حفظ امن المواطنين.

طبعاً هذا كذب، فالتجسس لم يمنع تفجيراً ارهابياً قرب خط النهاية في ماراثون بوسطن، ولم يمنع ارهابيَيْن في بريطانيا من قتل جندي شاب والاجهاز عليه بسواطير اللحم.

«اعظم فضيحه» فجرها شاب اميركي في التاسعه والعشرين هو ادوارد سنودن الذي اكتشف التجسس علي المواطنين بحكم عمله مدير شؤون التكنولوجيا في شركه بوز الن هاملتون المتعاقده مع وزاره الدفاع فادار نظام الكومبيوتر في وكاله الامن الوطني، واكتشف التجسس غير الشرعي.

هو شكا الي رؤسائه في العمل واهملوا شكواه، فكان ان كشف المعلومات لجريدتي «الغارديان» اللندنيه و «واشنطن بوست» واثار اعظم فضيحه في تاريخ الاستخبارات الاميركيه التي تعمل عبر 16 وكاله موازنتها السنويه عشرات بلايين الدولارات.

سنودن ترك في بلاده صديقه ترقص في نواد ليليه وهو مختبئ الان في هونغ كونغ ولعله غادرها، والارجح انه يريد اللجوء السياسي في بلد ليست له معاهده تبادل مطلوبين مع الولايات المتحده. وهو قال لجريده «الغارديان» انه لا يستطيع ان يسمح للحكومه الاميركيه بتدمير الحرية الشخصية وحقوق الافراد، وان هدفه الوحيد كان ابلاغ الجمهور ما تفعل الحكومه باسمه وما ترتكب من مخالفات ضده. وهو اصر علي ان الحكومه تجمع معلومات استخبارات الكترونيه بشكل مخالف للدستور وتدمر الحريات وتوجد ظروفاً لقيام «طغيان حكومي».

كلمه طغيان وردت في غير مقال من الفضيحه، فكاننا نتحدث عن نظام من العالم الثالث يضطهد مواطنيه واي مواطنين من بلدان اخري يستطيع ان يصل اليهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل