يا قرضاوى ..كفاك تحريضا

تابعت باهتمام حاله الهلع التي اصابت من يسمون انفسهم باصدقاء سوريا في بلاد العرب والغرب ، وما يسمي باتحاد علماء المسلمين ، بعد الضربه القويه التي وجهها الجيش السوري لمقاتلي جبهه النصره والقاعده في مدينه "القصير" السوريه والانتصارات المتاليه للجيش السوري في كثير من نقاط الاشتباك الاخري ، ونحن هنا لا ندافع عن "بشار الأسد" حتي لا يساء فهمنا وتوجه الينا التهم الجاهزه  ، ولكنها كلمه حق نقولها.

فقد شهدت بعض العواصم الغربية والعربيه وعلي راسها الدوحه والرياض وعمان وباريس وانقره وواشنطن ولندن وتل ابيب حراكا مكثفا ، وزيارات ولقاءات علي مستوي السياسين ورجإل ألمخابرات ورجال الدين وانطلقت التصريحات من وشنطن ولندن والدوحه ، تحذر وتتوعد وتدعو الي تسليح لمعارضه السوريه باحدث انواع الاسلحه الفتاكه ، وانتفضت المخابرات السعوديه والقطرية والاسرائيليه والتركيه وطبعا كبيرهم (سي اي يه) الامريكيه ، بحثا عن طرق بديله لانقاذ رجالهم واذنابهم علي الارض السوريه ، وانقاذ انفسهم اولا من الهزيمه المفاجئه .

وعقدت اللقاءات والمشاورات وتعالت الاستغاثات من الداخل والخارج ، خوفا من هزيمه كل هؤلاء المتامرين علي تفتيت سوريا لمصلحه اسرائيل ، وليس لمصلحه الشعب السوري ، شماعتهم الكاذبه.

واذا كانت امريكا والغرب لديهم ما يبرر افعالهم في التامر علي العرب والمسلمين لمصلحه اسرائيل ، واذا كانت قطر والسعويه ، لديهم ما يبررافعالهم باشعال الحرب والقتل في سوريا وغيرها من الدول العربية باعتبار البلدين راس حربه الغرب واسرائيل في انهاك الامه وتدميرها ، فان المؤسف ان يخرج علينا هؤلاء الذين يقولون انهم اتحاد علماء المسلمين وعلي راسهم هذا الشيخ " يوسف القرضاوي" ليتجولون في القاهره والدوحه وغيرها من المدن العربيه والغربيه ويطلقون الفتاوي التي تبيح قتل المسلمين الموحدين بالله ويهدرون دم هذا وذاك ، ويحرضون علي الفتنه ويطالبون الشباب الساذج بالجهاد والذهاب الي سوريا وليس اسرائيل .

ونسال الشيخ "القرضاوي" القابع في دولة قطر المريبه منذ سنوات ، اليس هذه سوريا التي قلت عنها يوما ما انها قائد الامه ومنقذها وحاميه الاسلام والمدافع الاول عن المسلمين امام اليهود ، اليس هذا هو "بشار الاسد" الذي اهدرت دمه ابن الراحل حافظ الاسد الذي قلت انه القائد المغوار ، اليس هذا هو الشيخ "حسن نصرالله" زعيم حزب الله ، الذي وصفته يوما ما بالبطل العربي ، والان اصبح خائن وعميل واهدرت دمه .. هل اصبح اليهود اصدقائك والامريكان احباءك ، حتي انك لم تعد تدعوا عليهم في خطبك كما كنت تدعو من قبل ، واصبحت دعوتك الاساسيه علي "بشار" ، ولماذا لن نسمع رايك عندما قتل اصدقائك في سوريا بدم بارد العلامه السني الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي" رئيس اتحاد علماء الشام وهو في حلقه علم بالمسجد ، ام انك كنت المحرض علي قتله ، ولماذا لم نسمع ادانتك لما يقوم به اصدقائك من تنظيم القاعدة من اكل اكباد وقلوب الجنود السوريين ، والتباهي بهتك اعراض السوريات ونحر الاطفال ، تحت رايه "لا اله ال الله محمد رسول الله " ، والله ورسوله بريء منهم ومن افعالهم.

الحقيقه انك انت وغيرك ممن يتاجرون بالدين اكثر خطرا علي الاسلام والمسلمين بدعواتكم للقتل وسفك الدماء والتحريض .. وللاسف انك وغيرك من ائمه المساجد في مصر من السلفين المتشددين الذين سيطروا علي الزوايا والمساجد  ، تدعون الي الفتنه ، وتستغلون الدين لاهداف سياسيه ، حتي اننا لم نعد نسمع خطيب الجمعه يدعو علي اسرائيل واليهود وامريكا كما كان يحدث سابقا ، بل اصبحت الدعوه الاساسيه في كل خطبه جمعه هي الانتقام من "بشار" ونصره اصدقائكم في سوريا ، وكان "بشار" ليس موحدا بالله وليس مؤمنا برسوله ، بينما صديقكم "نتنياهو " موحد ومؤمن  ونحن لا ندافع عن "بشار" او افعاله واخطائه ومعتقداته الدينيه ، بقدر ما نحن مصدومون من مواقفكم المتناقضه والغريبه .

والمؤسف ان ائمه الحرم الشريف بمكه المكرمه الذين نكن لهم كل تقدير واحترام ، يسيرون علي نفس نهج قادتهم وحولوا خطب الوعظ والارشاد الديني الي خطب سياسيه واصبح همهم الاول في الدعاء "بشار"  وسوريا وهو ما يؤكد التعصب الديني للمذهب وتكفير كل من يختلف معهم في الفروع وليس الاصول ، وقسموا المسلمين الي سنه وشيعه وغيرها من المسميات والفرق ، رغم ان الكل موحد بالله ومؤمن بالسنة النبوية ، واختلاف الفروع لا يستوجب اراقه الدماء واهدارها مهما كان الامر ، لان من يقتل في سوريا سواء من فريق "بشار" او فريق المعارضه يوحد بالله ويؤمن برسوله ، وحتي اذا كان ليس من المسلمين فهو انسان كرمه الله وحرم دمه .