المحتوى الرئيسى

مقالات | يكتب: الإلحاد والردة مرة أخرى «2»

06/11 11:26

في الاسبوع الماضي بعد كتابه الجزء الاول من هذا المقال حدث ما توقعت من هجوم ورفض لمناقشه مدي صحه حديث «من بدل منكم دينه فاقتلوه». وتعالت أصوات أخرى تؤكد انه لا مصير للمرتد الا القتل. تعجبت جدا من تعطش الناس للدم وسعيهم لانهاء حياه من يترك هذا الدين.

وتعجبت اكثر لمن يحارب لاثبات صحه هذا الحديث ويترك القران بوضوحه وقوله الفصل في هذه المساله.

فالي جانب الايات الشهيره مثل «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» ، و«لا اكراه في الدين» و«افانت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين» وغيرها، ذكرت الرده وعقوبتها بشكل واضح لا يقبل التاويل اربع مرات في القران:

(وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَاُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ اَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالاخِرَهِ وَاُوْلَـئِكَ اَصْحَابُ النَّار ِهُمْ فِيهَا ‏خَالِدُونَ) (البقره:217)

(اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ اِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَاُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ) (ال عمران:90)

(اِنَّ الَّذِينَ امَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ امَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا) (النساء:137)

(يَاَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَاْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ اَذِلَّهٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ اَعِزَّهٍ عَلَي الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَهَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائده: 54)

كما نري فالعقوبه التي نص عليها القران هي عقوبه في الآخرة فقط. فلا يوجد عقوبه دنيويه او امر باستتابه المرتد. وتنحصر العقوبه في محاسبته في الاخره فقط.

فلماذا بعد هذا الحكم الواضح نتجاهل كتاب الله ونضيع وقتنا في الدفاع عن صحه حديث يعتبر من احاديث الاحاد لمجرد انه ذكر في البخاري؟ هل البخاري اكثر قدسيه من القران؟ لقد اتت الاحاديث شارحه للدين والقران وليس ناسخه لايات الله.

المفروض ان تنتهي المناقشه هنا ، فبعد كلام الله لماذا نصر علي توقيع عقوبه علي المرتد لمجرد ذكرها في حديث ضعيف المتن والسند؟ ولكن لتكتمل الصوره لنناقش حجه اخري يسوقها المنادون بتطبيق الرده الا وهي ما يعرف باسم «حروب الردة».

يعتقد الكثيرون ان أبا بكر الصديق قاد هذه الحروب فقط بسبب ارتداد القبائل عن الاسلام وهذا تسطيح شديد بل وتحريف للحقيقه.

فالقصه تبدا باصرار أبي بكر علي تجهيز جيش اسامه الي الشام تنفيذ لوصيه الرسول. فاستغلت بعض القبائل ذلك وهجمت علي المدينه لانهم كانوا رافضين لخلافه ابي بكر وامتنعوا عن دفع الزكاه مع بقاء الكثير منهم علي الاسلام. ولكن نجح الصحابه في رد الهجوم. فاعلن ابو بكر الحرب عليهم ردا علي العدوان وعلي رفضهم الخضوع الي السلطه المركزيه في المدينه. فلو طبقنا هذا الحادث اليوم سيكون كان يرسل الجيش قوات لمنع قله من احتلال مدينه مرسي مطروح مثلا وفصلها عن مصر. فهذه كانت حروب للحفاظ علي الدوله الناشئه وليست لارتداد البعض.

حتي ان عمر بن الخطاب ولفيف من الصحابه عارضوا ابا بكر في قراره لاستنكارهم محاربه من يقول «لا إله إلا الله» فقال ابوبكر مقولته الشهيره «والله لو منعوني عقالا كانوا يدفعونه لرسول الله لحاربتهم عليه».

اي ان الموضوع لا علاقه له بالكفر والايمان بل بمال وسلطان ونفوذ والحفاظ علي وحده الدوله.

ولكن كيف تعامل الرسول مع من ارتد في عهده؟

ارتدد في عهد الرسول رجال مرات عديده وليست مره واحده وما امر بقتل احدهم.

ارتد احد كتاب الوحي وافتري علي الرسول بقوله: «ما يدري محمد الا ما كتبت له»، ومع ذلك تركه الرسول حرا طليقا وقبل فيه الشفاعه حتي مات علي فراشه (انظر هدايه الباري الي ترتيب احاديث البخاري)

ارتد عبيد الله بن جحش بعد اسلامه وهجرته الي الحبشه وتنصر هناك. لم يامر النبي بقتله ولا طالب النجاشي بتسليمه جاء الي الرسول رجل يشكو ان ولديه تنصرا فطلب من الرسول الدعاء عليهم ان يدخلوا النار فرد عليه الرسول بايه: «لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي».

ارتد اثنا عشر مسلما وخرجوا من المدينه الي مكه ومنهم الحارث بن سويد الانصاري فما اهدر الرسول دم احد منهم ابن عبدالله بن ابي كان من خيره المؤمنين ولكن اباه سب الرسول وشتمه واساء اليه فعرض ان ياتي براس ابيه حتي لا يقتله احد المسلمين فيجد في نفسه غضاضه، فقال الرسول «بل تحسن صحبته».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل