المحتوى الرئيسى

يهود على النيل.. الطائفة الدينية الأصغر في مصر

06/11 10:16

مؤخراً ناقش مجلس الشوري المصري موازنة العام المالي الجديد للحكومه، وقد شهدت مناقشات العام المالي الغاء بند من موازنه الحكومه كان مخصصاً في السابق للطائفه اليهوديه، ويقدر بـ 100 الف جنيها مصريًا.

ناقش مجلس الشوري المصري موازنه العام المالي الجديد لحكومه هشام قنديل، حيث تم الغاء الغاء بند من الموازنه كان مخصصًا للطائفه اليهوديه. ناديه هارون نائبه رئيسه الطائفه في مصر تعلق لـ DW عربيه قائله :'' هو ليس قراراً وانما مناقشه خاصه بالميزانيه داخل مجلس الشوري ولم تقر بعد، ولقد ارسلنا وجهة نظرنا بالفعل للجهات المعنيه لوقف هذا الاجراء''. كما لا تعتبر هارون ان هذا الموقف يعد مؤشراً لتوجه جديد من جانب الحكومة المصرية تجاه الطائفه، حيث توضح ''افضل ان امتنع عن تفسير الموضوع باي شكل كان طالما ان القرار لم يتخذ بعد''. لا تشعر ناديه هارون بان طائفتها مهدده، حيث تؤكد ''نحن مواطنين مصريين، وسيسري علينا ما يسري علي كافه المصريين''. 

الجاليه التي كانت تضم اكثر من 20 الف يهوديا من اصول وجنسيات مختلفه في مصر الاربعينيات بدات في التناقص عقب حرب السويس عام 1956 بشكل تدريجي حتي صار تعدادها لا يتجاوز العشرات الان، وتعلق علي ذلك مخرجه الافلام التسجيليه المصريه ناديه كامل، والتي تنحدر من عائله ذات اصول يهوديه حيث تقول لـ DW عربيه:'' الطائفه صارت صغيره جدا، احيانا افكر ما هي دوافع بقاء بعض اليهود في مصر؟ ولكن لا اجد الا مبرارات وطنيه وسياسيه، مثلا عائله هارون التي تنتمي اليها رئيسه طائفه اليهود المصريين، هي عائله تنتمي لليسار المصري، لكن النسبه الاكبر من اليهود غادرت البلاد حينما صارت الاوضاع صعبه، ولكن كيف تحملت العائلات اليهوديه القليله اوضاع صعبه احاطت بها؟''.

تروي ناديه كيف كانت تستشعر تلك الحساسيه حينما تخبر احداً بان لديها عرقا يهودياً، احياناً ما كان يطرح موضوع مثل ''الموقف من اسرائيل''، وقد لمست هذه الحساسيه حينما تم عرض  فيلمها ''سلطه بلدي''، والذي يعتمد علي حكايات والدتها ماري روزينتال وهي مصريه يهوديه من اصل ايطالي، حيث كانت ماري واضحه في مبرراتها لزياره اسرائيل، بانها تريد فقط ان تشاهد عائلتها التي هاجرت الي هناك منذ 60 عاماً، ولكنها ''لا تقصد من هذه الزياره انها ضد حقوق الفلسطينين''. كما تقول كمال لـ DW عربيه :'' الا يتعجب المصريون من اختفاء جزء من المجتمع!؟''. لا تتوقف ناديه عند اسباب رحيل او اختفاء هؤلاء اليهود، لكنها توضح :''لم يهتم احد بالبحث عن الاسباب، حينما اتكلم مع الناس حول طبيعه عائلتي، والتي تحتوي علي جد يهودي وام يهوديه، اجدهم يعلقون نعم، كان هناك يهود كثيرين في مصر، ثم يصمتون ولا يحرك الفضول احد منهم لطرح اسئله من نوعيه اين رحلوا؟ او  كيف كانوا يعيشون في مصر؟.. ثم تكتشف ان الموضوع محاط بصمت رهيب''، وتضيف ناديه :''يبدو ان السكوت مريح. حينما تكلمت والدتي اثناء اعداد الفيلم خرجت مشاعر كثيره لم اكن اعلمها من قبل رغم اننا كنا نتكلم في الموضوع. كما انها اعربت عن  غضب كبير''، في النهايه استطاعت ماري ان تحقق رغبتها حيث زارت عائلتها قبل ان تموت، (وكان ذلك موضوع سلطه بلدي) والان تقوم ابنتها باعداد مذكرات ماري اليهوديه المصريه للنشر والتي كانت الراحله ماري روزينتال قد سجلتها بالعامية المصرية.

داخل حي الفسطاط بمصر القديمه وهو واحد من اقدم احياء العاصمه المصريه تتجاور الاديره القبطيه والكنيسه المعلقه مع المعبد اليهودي الي جانب اقدم جامع في مصر، الذي بناه عمرو بن العاص وحمل اسمه. داخل هذه المنطقه القديمه يقع المعبد اليهودي كنيس بن عزرا، في مشهد سياحي لتناغم الاديان الثلاثه.

يتوسط هيكل خشبي اثري المعبد اليهودي الصغير. في اكثر من موقع يقف الشمعدان المميز في مواجهه الداخل، بينما تغطي نقوش متنوعه الجدران المكسوه بالاخشاب. يقف عامل عجوز، يتلقي راتبه من وزاره الاثار المصريه، وهو يتساءل كل لحظه ''هل تم صرف المرتبات ام لا!؟'' واحيانا يجيب عن اسئله الزوار. العامل يقف خلف واجهه عرض تتراص داخلها قبعات ''الكيباه'' وبعض الكتيبات السياحيه، يساله احد الزوار لماذا توجد هذه النجمة؟ مشيراً الي نجمه داوود المتكرره علي الجدران الخشبيه، ثم يتابع الزائر المصري بلهجه واثقه :''اليست هذه النجمه خاصه بعلم اسرائيل؟''، فيجيبه العامل ببرود لانها نجمه النبي داود، ثم يشرح له دلالات نجمه اليهود المقدسه.

من جانبه يري المخرج المصري امير رمسيس صاحب الفيلم التسجيلي ''عن يهود مصر'' ان ''اخطر شيء حينما تتعامل مع هذه الطائفه هو التعميم''، خاصه ان هناك صورة نمطية تم تكريسها منذ الخمسينيات حول اليهود المصريين عموماً ولا تزال مستمره الا انه يوضح لـDW عربيه قائلاً :'' يمكنك ان تعتبر ان اليهود المصريين هم ضحايا هذه الصوره النمطيه''، حيث يشير رمسيس الي عمليه الربط التعسفيه بين اليهود واسرائيل، ويؤكد ان هذه الصوره النمطيه لا يزال لها تاثير حيث ان الملمح الابرز لابناء الطائفه اليهوديه ''هو الخوف من المجتمع لتوقع وجود كراهيه''. كما يقول رمسيس لـ DW عربيه ان ''التردد كان سمه الجميع..لهذا كانت عمليه اقناع اليهود المصريين للظهور والتكلم امام الكاميرا عمليه صعبه، واستغرقت وقتا طويلا''.

مؤخراً تم انتخاب ماجده هارون كرئيسه للطائفه اليهوديه بمصر، عقب وفاه الرئيسه السابقه كارمن وينشتين، ووسط احتفال مهيب ومقدس داخل المعبد اليهودي الرئيسي بوسط البلد، وهو المكان الوحيد المخصص لشعائر الديانة اليهودية تم جلب حاخام فرنسي من اصل مغربي للصلاه علي  كارمن التي رحلت عن عمر يناهز 82 عاماً، هناك لمح المخرج المصري امير رمسيس سيده يهوديه ترتدي قبعه ضخمه تخفي وجهها تماماً، كان وجهها غاطس داخل قبعه حتي لا يميز احد ملامحها وهي في طريقها الي المعبد اليهودي بشارع عدلي وسط القاهرة، والذي تحيط به الحراسات الامنيه طوال الوقت..هكذا تعبر السيده الخائفه عن شعور منتشر -حسبما يؤكد رمسيس- بين الطائفه المصريه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل