المحتوى الرئيسى

حدائق القاهرة مراكز لمواجهة التحرش والبلطجة

06/09 20:20

بعيون متحفزه ونظره صارمه قررت تغريد عبد الوهاب (29 عاما)، ان تتخلي عن نظريتها السابقه التي وضعتها لنفسها، وترفض فيها تعلم احدي الالعاب الرياضية العنيفه، حفاظا علي انوثتها وملامحها الهادئه، متوجهه الي احد المراكز التدريبيه الجديده التي تُعلم الفنون والمهارات القتاليه الاساسيه للدفاع عن النفس في مواجهه ايه مخاطر مفاجئه تنال منها.

وكثيرا ما تعرضت تغريد، التي تسكن احدي الضواحي النائيه في العاصمه المصريه القاهره لمضايقات «منذ ثوره 25 يناير اشعر وكثير من المواطنين بانفلات امني كبير استغله كثير من البلطجيه والمجرمين في التحرش بالفتيات والسرقه بالقوه التي وصلت الي حد انزال راكب من سيارته تحد التهديد بالسلاح والضرب.. وانا شخصيا تعرضت لمثل هذه المواقف المؤسفه».

ووفقا لتقرير اصدره «المركز المصري لحقوق المرأة»، تناول حاله المراه المصريه عام 2012، فقد احتلت مصر المركز الثاني في التحرش الجنسي علي مستوي العالم بعد افغانستان.

كما تؤكد بيانات الاحصاء الجنائي لشرطه الاداب في وزارة الداخلية المصرية، ان جرائم التحرش وصلت خلال عام 2012 الي 9 الاف و468 حاله، سجلت فيها محافظة الإسكندرية اعلي المعدلات.

وللتغلب علي هذه الازمات، ولمعاونه الفتيات امثال غدير، قرر مجموعه من الشباب المصري اطلاق مبادره لتعلم فن الدفاع عن النفس للشباب في جامعات ومدارس مصر.

يقول مصطفى محمود فتحي، مؤسس المبادره: «نحن مجموعه من مدربي الفنون القتالية معتمدين من اتحادات دوليه، نتيجه احساسنا بعدم الامان وانتشار ظاهره التحرش والبلطجه، اسسنا مبادره الدفاع عن النفس وقررنا ان ننقلها لكل الناس بشكل مبسط يتناسب مع انشغالهم وعدم قدرتهم علي الالتزام بتدريب كامل لفن قتالي.. وان يكون ذلك بشكل مجان من غير اي تكلفه في مكان مفتوح للجميع».

اتخذ هؤلاء الشباب من الحدائق العامه موقعا لهم لتعليم هذه المهارات والتدريبات، ومنها حديقة الأزهر، التي تقع في قلب القاهره، وتتميز بمساحتها الخضراء الشاسعه واجوائها الصالحه لمثل هذه التمارين.

وتؤكد فاتن طارق (طالبه جامعيه) لافته الجمال انها استفادت من هذه التمارين، واصبح لديها ثقه في انها تستطيع ان تدافع عن نفسها في مواجهه اي عدوان او تحرش تتعرض له.

وتروي فاتن انها تعرضت لمحاولات تحرش كثيره وتقول «في الاسبوع الماضي اثناء عودتي من زياره لاحدي صديقاتي بمنطقه المعادي فوجئت بشابين يركبان موتوسيكلا، ضربني احدهما علي كتفي، بينما خطف الاخر حقيبة يدي.. لكن لحسن حظي اصطدما بالرصيف فوقعا من علي الموتوسيكل حينئذ تجمع بعض الناس، وحين علموا بما حدث اعادوا لي الحقيبه وانهالوا عليهما بالضرب والركل.. وبصعوبه فر الشابان، بعد ان اخذا علقه ساخنه».

ويشرح فتحي التكنيكات التي يتم تدريسها قائلا انها «لا تعتمد علي اي قوه بدنيه مما سيمكن اي فتاه او شاب ضعيف البنيه من تنفيذها اذا تدرب عليها». مشيرا الي ان «الدفاع عن النفس هو اي فعل يتخذه الشخص عند التعرض للخطر بهدف حمايه نفسه او ممتلكاته للتخلص من هذا الخطر، وهو مختلف عن الفن القتالي الذي هو رياضه متكامله لها اسس وتقاليد يقضي الانسان سنوات طويله لتعلمها، وتحتوي علي تدريبات شاقه وعنيفه».

ويوضح فتحي انهم يقومون بتعليم فن «الايكيدو»، وهو «فن اللاعنف ويعد من الفنون القتاليه الحديثه نوعيا، ويعني الانسجام او التوافق. ويتجلي هذا المعني في الدوران وحركات الارجل المستخدمه بكثره في الايكيدو».

وحصل فتحي علي الحزام الأسود من الاتحاد الدولي في اللعبه، ويشير الي انها «تعتمد علي مبدا الدفاع والسيطره، كما انها لا تحتاج الي كثير من القوه العضليه او اللياقه البدنيه بل تحتاج الي اعمال العقل بشكل جيد والتنسيق المستمر ما بين العقل والجسد واستخدام مسكات ودخولات معينه ضمن اطر وحسابات معينه للتمكن من تنفيذ التكنيك المناسب علي الخصم في اي حاله اعتداء تاتي من قبله.. ونادرا ما تجد لاعب ايكيدو يهاجم وايضا هو لا يبالغ في هدر طاقته حين يواجه شخصا ما وان كان المهاجم مسلحا فنري لاعب الايكيدو في غايه الهدوء والتركيز».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل