المحتوى الرئيسى

مسخرة على النيل

06/05 08:49

هذا الذي جري في قصر الاتحاديه امس الاول لا ينبغي ان يمر دون مكاشفه ومحاسبه احتراما لرأي عام روعه ما نقلته كاميرات البث المباشر.

نحن امام خطا سياسي واعلامي جسيم، حول مجري النقاش من متون القضيه الاصليه الي الفروع والهوامش، وجعل الذين ظهروا عراه من المنطق والجديه والموضوعيه يظهرون في ثياب الحكماء الواعظين، وفتح الباب واسعا امام تجار الافيهات و«القلش» لكي يضبطوا نظاراتهم السميكه وينهالوا علي رءوس الجميع بدروس في اصول الدبلوماسيه، وباختصار جاءت الفرصه للراسبين في اختبار التربية الوطنية ليتباهوا بالنبوغ في التفوق في علم الكلام والسفسطه.

وبصرف النظر عما اذا كان ما شاهده الملايين عفويا ام مقصودا فانه يبقي خطا كبيرا، نزل بردا وسلاما علي المتربصين في الخارج والداخل، واظهر النظام السياسي وكانه يمارس المزاح في وقت الجد، ناهيك عن انه وفر غطاء للذين يمرحون ويلهون علي شواطئ النضال الملوثه.

ومن ذلك ان رجلا مثل عمرو حمزاوي وجد نفسه مطرودا من جنه «الثورىه الزائفه» ومن عجب ان الذين اتهموه ببيع القضيه وخيانه الثوره فعلوا ذلك وهم يغطون في روث التنسيق والعناق التام مع رموز دوله الزناديد والعكاشنه.. ويدهشك في الامر هذه الصفاقه والبجاحه المتناهيه في الطنين الاجوف والثغاء المضحك باسم الثوره من الوضع جلوسا علي حجر الثوره المضاده، كتفا بكتف وزندا بزند مع فلول النظام الساقط وبقايا الحالمين بعوده المخلوع.

اننا نعيش امام حاله شديده الوضوح من النصب السياسي والتدليس الثوري تلخصها رساله علي بريدي الالكتروني من الاستاذ يوسف يوسف يقرا فيها ما يجري علي ضوء قضيه شغلت المجتمع الأمريكي قبل سنوات وجسدت فكره قلب الحقائق وتحويل الابيض الي اسود بمنتهي الخفه والشطاره.

ان المشهد يتطابق مع وقائع قضيه «اوجيه سيمسون» الممثل ولاعب الكره الامريكي الاسود الذي قام بقتل زوجته السابقه وصديقها في عام 1994. وبالرغم من وجود دلائل DNA فانه حصل علي براءه باجماع المحلفين وهو ما يمنع اعاده محاكمته.

لقد ركز فريق الدفاع الشهير جدا في قضيه سيمسون علي ان الشهود عنصريون وهو ما يجعل شهادتهم محل شك، وقام فريق بدراسه حياه كل اطراف القضيه وخاصه ضابط الشرطه الذي قام بجمع ادله الجريمه من مسرح الجريمه وبيت سيمسون. وتصادف ان كان هذا الشرطي فعلا عنصريا جدا، وعلي ذلك تحولت القضيه من قضيه قتل يصعب الدفاع عنها الي قضيه عنصريه يمكن اثباتها بسهوله.

وبالفعل شيء من ذلك يحدث في مصر، من خلال فريق ضخم من لاعبي السيرك الاعلامي والسياسي يعبثون باخطر القضايا واكبرها، ويصرفون الانظار عن الجوهر والمضمون، ليغرقوا الناس في شكليات وتوافه، تتحول بالالحاح المكثف الي قضيه محوريه، بينما تواري قضايانا الحقيقيه التراب.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل