المحتوى الرئيسى

نكسة يونية.. ونكسة الإخوان!

06/04 01:14

تعيش مصر غداً ذكري هزيمه 67 وما اقصاها من هزيمه بددت حلم جنرالات ثوره يوليو في قياده العالم العربى وكبدتنا خسائر اقتصاديه واستراتيجيه وعسكريه لا مجال لتكرارها الان، والغريب ان هذه الذكري الاليمه تاتي هذا العام برياح مشابهه حيث تعيش مصر هذه الايام في اجواء نكسه جديده تتصل بشريان المياه العذب الوحيد الذي يغذي البلاد منذ فجر التاريخ، والنكسه هذه المره اشد وطاه لان احتلال المياه اخطر من احتلال الارض، ومع ان المحرك والمستفيد واحد في النكستين، وهي اسرائيل، الا ان تحركها الاخير في منابع النيل كشف عجز حكومه الاخوان في التعاطي مع القضايا القوميه بعدما اكتفت الجماعه بالدعاء علي المتسبب؟!

وتقوم الاستراتيجيه الاسرائيليه علي اساس مبدا في غايه الخطوره علي الامن المائي العربي، وهو «ان المياه مصدر استراتيجي تحت السيطره العسكريه»، ولذلك سعت اسرائيل منذ البدايه للسيطره علي مصادر المياه العربيه، وتقول رئيسة وزراء اسرائيل السابقه «جولدا مائير»: «ان التحالف مع تركيا واثيوبيا يعني ان اكبر نهرين في المنطقه «النيل والفرات» سيكونان في قبضتنا» وقد بدات اسرائيل بتنفيذ خطتها لاستغلال المياه العربيه منذ منتصف الستينيات وخاضت حرب يونيو 1967 من اجل هدف الوصول الي المياه العربيه، فاحتلت مصادر مياه نهر الأردن ومرتفعات الجولان، واكملت ذلك بغزو لبنان عام 1982 لتكمل سيطرتها علي نهر الليطاني.

وبدات اسرائيل تعبث باصابعها في منابع النيل في محاوله للتاثير علي حصه مصر والسودان من المياه، وهو واضح في قيام اسرائيل بتقديم العون لاثيوبيا لاقامه سدود علي منابع النيل، كما عرضت علي اثيوبيا شراء مياه النيل منها.

ومن خلال مناقشات مؤتمر الامن المائي العربي الذي اختتم اعماله في القاهره في 23 فبراير 2000 اتضح ان اسرائيل اصبحت متواجده في جميع الملفات المائيه للدول العربيه علي النحو التالي:

تسيطر اسرائيل علي حوالي 80% من مياه الينابيع المتجدده في فلسطين والتي تقدر سنويًا بنحو 650 مليون متر مكعب، وتبيع الـ 20% الباقيه للشعب الفلسطيني بسعر دولار لكل متر مكعب، وفي الجولان السوريه تستولي اسرائيل علي 40% من المياه .

اما في لبنان، اقدمت اسرائيل علي مدّ خط انابيب للمياه من نبع العين المتفرع عن نهر الجوز، وهو احد روافد نهر الحاصباني، وتستغل بشكل كامل مياه الحاصباني والوزاني بمعدل 145 مليون متر مكعب سنويًا.

والمعروف ان اسرائيل تستولي علي مياه نهر الاردن والذي ينبع من الاراضي الاردنيه وتمنع الاردن من اقامه اي سدود عليه، وفي اتفاقيه السلام بين اسرائيل والاردن اتفق علي ان تسمح اسرائيل للاردن بتخزين 20 مليون متر مكعب من المياه من فيضانات نهر الاردن ولكن اسرائيل لم تنفذ هذه الاتفاقيات مما جعل الاردن يعاني من نقص في المياه ويسعي لشراء مياه من تركيا.

وبذلك يصبح واضحًا ان اسرائيل نصبت نفسها متحكمه بالموارد المائيه العربيه، كما يلاحظ انها تواجه قسمًا من الدول العربية بشكل مباشر، وهو الاردن وفلسطين ولبنان وسوريا، وتواجه قسمًا اخر عن طريق تركيا، وهو العراق وسوريا او عن طريق اثيوبيا وهو السودان ومصر.

الغريب ان مؤتمر الامن المائي العربي الذي عقد في القاهره مطلع القرن الجاري وحضره خبراء المياه من مختلف الدول العربيه كان قد نبه قبل 13 عاما الي ان الاحتلال المنظم الذي تمارسه اسرائيل للمياه العربيه لا يقل خطوره عن احتلالها للارض، واشار هؤلاء الخبراء الي ان هذا التصرف ينبع من سياسه ثابته للعدو الصهيوني، ولا يعبر عن موقف تكتيكي ظرفي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل