المحتوى الرئيسى

سمير فريد يكتب من «كان»: «عمر» يحقق انتصارًا للسينما العربية

05/27 10:09

اعلنت في ساعه متاخره من مساء السبت، جوائز مسابقتي السعفه الذهبيه للافلام الطويله والقصيره، ومسابقه «الكاميرا الذهبيه» لاحسن مخرج في فيلمه الطويل الاول او الثاني، في برنامج المهرجان وفي البرنامجين الموازيين لنقابتي النقاد والمخرجين في فرنسا.

واعلنت الجمعه، جوائز مسابقه افلام الطلبه، وكلها قصيره، واعلنت جوائز مسابقه «نظره خاصه»، وكلها افلام طويله، وجوائز الاتحاد الدولي للصحافه السينمائيه (فيبريسي) التي تقدم منذ اول دورات المهرجان عام 1946.

وحقق الفيلم الفلسطيني «عمر» احدث افلام المخرج الفلسطيني العالمي هاني ابواسعد (انظر رساله مهرجان كان في «المصري اليوم» عدد الخميس الماضي) انتصارًا جديدًا للسينما الفلسطينيه والسينما العربية عندما فاز بجائزه لجنه تحكيم مسابقه «نظره خاصه» التي راسها فنان السينما الدنماركي العالمي توماس فينتربرج، وكانت مسابقه حافله بالافلام الجيده والمتنوعه كما قال رئيس اللجنه وهو يقدم الجوائز علي مسرح قاعه كلود ديبوسي.

وكان من بين الافلام المتسابقه الافلام الأمريكية «محور بيلينج» اخراج صوفيا كوبولاً الفائزه بالاسد الذهبي في فينسيا، و«عندما استلقي لاموت» اخراج جيمس فرانكو عن روايه فوكنر، و«محطه فروتيفالي» اخراج ريان كلوجر الذي جاء الي كان بعد فوزه في «صاندانس»، وفاز بجائزه احسن مخرج جديد، والتي تسمي «جائزه المستقبل».

الجوائز الثلاث الاخري في «نظره خاصه» احسن فيلم، وفاز بها الفيلم الفرنسي «الصوره المفقوده» اخراج الكمبودي ريتي بان، واحسن اخراج وفاز بها الان جيرودي عن الفيلم الفرنسي «غريب علي البحيره»، واحسن موهبه خاصه، وفازت بها مجموعه عمل الفيلم المكسيكي «واكولدا» اخراج ديجو كويمادا-دينز.

اما جوائز الاتحاد الدولي للصحافه السينمائيه (فيبريسي) حيث اشتركت في لجنه التحكيم المونتيره والناقده والباحثه صفاء الليثي عن جمعيه نقاد السينما المصريين التي تمثل مصر في الاتحاد الدولي، فهي ثلاث جوائز لاحسن افلام المسابقه وفاز بها الفيلم الفرنسي «حياه اديل» اخراج التونسي عبداللطيف قشيش، واحسن افلام مسابقه «نظره خاصه» وفاز بها الفيلم الايراني «المخطوطات لا تحترق» اخراج محمد رسولوف، واحسن افلام برنامجي النقاد والمخرجين وفاز بها الفيلم الامريكي «اطلال زرقاء» اخراج جيرمي سولنير الذي عرض في برنامج المخرجين.

وفي مسابقه افلام الطلبه، حيث تراست لجنه التحكيم فنانه السينما النيوزيلانديه العالميه الكبيره جين كامبيون، فاز بالجائزه الاولي الفيلم الامريكي «ابره» اخراج الطالبه الايرانيه اناهيتا جازفينزادي التي ولدت عام 1989، وهذا فيلمها الرابع في مدرسه الفنون في شيكاغو.

وفاز بالجائزه الثانيه الفيلم البلجيكي «في انتظار ذوبان الجليد» اخراج ساره هيرت التي ولدت عام 1985، وهذا فيلمها الثالث في معهد «انساس» للسينما في بروكسيل.

وفاز بالجائزه الثالثه فيلمان احدهما السلوفاكي «باندا» اخراج ماتيوس فيزار الذي ولد عام 1985، وهذا فيلمه الاول، والفيلم التشكيلي الوحيد الذي فاز في المسابقه هذا العام. والفيلم الاخر الروماني «في حوض الاسماك» اخراج تودور كرستيان جورجيو الذي ولد عام 1984، وهذا فيلمه الخامس في معهد بوخارست للسينما.\nسمير فريد يكتب من «كان»: العرب في المهرجان

والافلام الاربعه الفائزه جديره بالفوز والتقدير، حيث تتميز العناصر الفنيه وتتكامل، ويعبر الفيلم التشكيلي «الدب» عن العلاقه بين الانسان والحيوان، اما الافلام الروائيه الثلاثه فهي نموذجيه من حيث ادراك المفهوم الصحيح للفيلم الروائي القصير، وهو انه موقف دال مثل القصة القصيرة في الادب، وليس ملخصاً لفيلم طويل. ففي «ابره» فتاه صغيره تستعد لخرم اذنيها تمهيداً لاستخدام اول قرط في حياتها. وتحلل المخرجه ببراعه ومن خلال التفاصيل الانثويه الدقيقه العلاقه بين الفتاه ووالدتها.

وفيلم «في حوض الاسماك» افضل الافلام الاربعه، وفيه يعبر المخرج الشاب عن العلاقه بين المراهقين جورج وكريستينا واضطراب مشاعر الشباب في هذا العمر بعمق وجمال واسلوب سينمائي خالص، والفيلم يشي بمولد فنان يساهم في السينما الرومانيه الجديده، وهي الاهم التي ولدت من جديد في شرق اوروبا بعد سقوط النظم الشيوعيه.

اما «في انتظار ذوبان الجليد» فهو اكثر الافلام الثلاثه تكاملاً من الناحيه الحرفيه، لكن مخرجته تحاكي افلاما تحبها ومواقف تجذبها، ولا تعبر بصدق عن مشاعر فتاه في عمرها. انه عن موقف مركب تفكر فيه بعقلها عن العلاقه المتوتره بين زوجين ينقلان محتويات منزلهما من مكان الي اخر، وعلي طريق جليدي مقفر تتعطل السياره، وفي انتظار وصول النجده يصبح السائق طرفاً ثالثاً يثير غيره الزوج في بعض الاحيان، ويجعل الزوجه اقرب الي زوجها في احيان اخري.

كانت السينما الفلسطينية السينما العربيه الوحيدة في مهرجان كان هذا العام، وذلك بالفيلم الروائي الطويل «عمر» في مسابقه «نظره خاصه»، وبالفيلم الروائي القصير «الواقي من الرصاص» اخراج محمد واحمد ناصر في مسابقه الأفلام القصيرة، وهو اول فيلم فلسطيني اشترك في هذه المسابقه. وهذا هو الفيلم الثاني للاخوين اللذين ولدا عام 1988 بعد «عربي» عام 2010.

وبقدر ما جاء «عمر» من اهم افلام المهرجان، واستحق الفوز بجائزه لجنه التحكيم، بقدر ما جاء «الواقي من الرصاص» مخيباً للامال، بل انه من اسخف الافلام الفلسطينيه.

الفيلم انتاج كبير بالنسبه للافلام القصيره، ومصور للشاشه العريضه بالالوان، وعناصره الحرفيه جيده، لكنه عمل فارغ ومتحذلق ومفتعل الي ابعد الحدود. فالاخوان ناصر يعبران في فيلمهما عن ادانه العنف من خلال طلقات الرصاص علي شريط الصوت التي تعوق ممارسه الجنس بين زوجين، وتفزع طفلهما الصغير، فلا يستخدم الزوج «الواقي الذكري»، وانما ينفخه ليتحول الي بالونه مثل بالونات الاطفال. ويعيش الزوجان في شقه وسط ديكورات مثل ديكورات كتالوجات الديكور، ولا يوجد ما يشير علي الاطلاق الي انهما في مدينه فلسطينيه او انهما فلسطينيان، وانما يمكن ان يكونا في اي مدينه من طوكيو الي نيويورك وجوهانسبرج، ويمكن ان تكون طلقات الرصاص في اي معركه بين المجرمين والشرطه في الشارع.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل