المحتوى الرئيسى

طارق الشناوي يكتب: عندما تَحدَّث الفقراء الأفارقة الفرنسيةَ بطلاقة.. «جريجرس» فيلم تشادى على مذاق «كان»

05/23 10:01

هل لا يزال البَوْن شاسعا بين تلك التي نصفها بانها افلام جمهور والاخري التي نعتبرها افلام مهرجانات؟ لقد تقلصت المسافه تماما بين النوعين. لا يزال تعبير «افلام مهرجانات» يتردد بين الجمهور وايضا النقاد لان هناك بالفعل افلاما يحرص صناعها علي ان يقدموها للمهرجانات دون ان يستوقفهم الجمهور، هدفهم هو جائزه المهرجان!!

ورغم ان الامر به قدر لا يُنكر من الصحه عند بعض السينمائيين الذين عندما ينكرهم الجمهور ولا يقبل علي افلامهم يقولون انهم ينتظرون حكمًا اخر وهو المهرجانات والنقاد مما ادي الي ان يظهر خط فاصل بين النوعين، ولو تتبعت اكبر المهرجانات مثل «كان» في العقد الاخير ستكتشف عند اختيارهم للافلام المشاركه داخل مختلف التظاهرات سواء في «المسابقه الرسميه» او في التظاهرات الاخري مثل «نظره ما» او في قسم «اسبوع المخرجين» او «اسبوع النقاد» لا تستهوي حاليا القائمين علي المهرجان التجارب السينمائيه المعزوله عن الجمهور ومن بين عناصر الاختيار حاليا الحس الجماهيري الذي ينبغي توفره في الفيلم السينمائي.

المسافه تقلصت او في طريقها لكي تتقلص بين الافلام التي يُقبِل عليها الجمهور والافلام التي لا تُقبل عليها الا المهرجانات بالجوائز واقلام النقاد بعبارات المديح والاطراء، ثم مَن قال ان افلام الجوائز تخلو من الحس الجماهيري؟! لديكم مثلا فيلم «تيتانيك» او «مليونير العشوائيات» الحائزان علي الاوسكار 98 و2009!!

وفي تاريخنا السينمائي المصري عدد من الاستثناءات وهي تلك الافلام التي ناصبها الجمهور العداء بل وقصف دار السينما بالحجاره احتجاجا عليها بينما انتصر لها بعض النقاد وبعض المهرجانات. اتذكر علي سبيل المثال «باب الحديد» ليوسف شاهين، حيث ان الجمهور عندما لمح اسم فريد شوقي علي افيش السينما اعتقد انه بصدد فيلم «اكشن»، ولكنه اكتشف بعد ذلك ان البطل الحقيقي هو يوسف شاهين الذي لعب دور «قناوي» بينما فريد شوقي « ابو سريع» كان بطلا ثانيا.. كان هذا عام 1958 ومع مرور السنوات اصبح «باب الحديد» فيلما جماهيريا يقبل عليه الجمهور عندما يعاد عرضه في التليفزيون.

وهناك افلام اخري اذكر منها «بين السماء والارض» لصلاح ابو سيف و«شيء من الخوف» لحسين كمال والفيلم الاستثنائي في التاريخ واعني به «المومياء» لشادي عبد السلام عام 69 الذي يُعَدّ تحفه سينمائيه بكل المقاييس وحقق للسينما العربيه وجودا في كل المحافل السينمائيه الدوليه، بل ان معهد العالم العربى بباريس يطلق اسم شادي عبد السلام علي قاعه عرض، تحيه منه لاسم هذا المخرج العبقري وكُرِّم شادي بعد رحيله في اكثر من مهرجان وبينها مهرجان «كان» الذي رمم عددا من افلامه.. لكن الجمهور لم يقبل علي فيلم «المومياء».

بعض المخرجين يعتقدون ان المهرجانات السينمائيه توفر لهم حمايه ادبيه تخصص بعضهم في كشف «شفره» مخاطبه المهرجانات السينمائيه. بعض المهرجانات تبحث عن مفردات محدده وذلك لان عين الاجنبي في تذوق الفيلم المختلف احيانا ما تبحث عن مشاهد مغايره انه يريد تلك الافلام المليئه بالمشاهد الفولكلوريه مثل ختان الاناث او حفلات العرس والعلاقات الفطريه بين البشر التي لم تعرف المدنيه بعد. انها حيل معروفه يجيدها بعض السينمائيين في بعض دول العالم الثالث فتجد افلامهم وقد امتلات دون منطق بتلك المشهيات!!

هذه المقدمه طالت كثيرا الا انها ليست بعيده كثيرا عما سوف تقرؤه الان!!

اترقب دائما عرض اي فيلم مصري في المهرجان وعندما لا اجد -وهو كثيرا ما يحدث- اجد نفسي اترقب الفيلم العربي، وهو ما يحدث احيانا، وعندما لا اجد لا يبقي لي سوي افلام أفريقيا السوداء والثالثه غالبا ما تحدث، فلقد حققت سينما افريقيا وجودا لا يُنكَر في اغلب المهرجانات.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل