المحتوى الرئيسى

مقالات | بلال فضل يكتب: مهاتير محمد ومهاترات الإخوان!

05/20 10:48

مع احترامي لك اذا كنت من الذين لا يزالون ينتظرون السمنه من ايد النمله والنهضه من وش الجماعه، دعني اصدمك باعتقادي ان جماعة الاخوان غير قادره علي الاستفاده من تجربه السياسي الماليزي الاسطوري مهاتير محمد لاحداث نهضه في مصر حتي وان كانت راغبه في ذلك، وظني ولا اظن ان ظني هذا اثم ان الجماعه سعت لاستقدام مهاتير محمد من باب المهاتره السياسيه التي تهدف منها للتمسح في تجارب تدعي بها وصلا لانعاش مخزونها من الضحك علي الذقون بالحديث عن المشروع الاسلامي الماليزي، وهو ما حاولت فعله من قبل مع مشروع أردوغان الاسلامي قبل ان يسكعها الرجل كفا سياسيا باعلانه القاطع انه «سياسي مسلم في دولة علمانية»، ولكي لا تظن ان حديثي رجم بالغيب ومصادره علي المستقبل، دعني اسالك طيب ما الذي استفادته الجماعه حتي الان من علاقتها الوثيقه باردوغان وحزبه، مع ان العاملين بالمطار يعلمون ان الرحلات القادمه من والي تركيا لا تخلو اسبوعيا من قيادات بارزه في الجماعه تسافر الي تركيا، وتعود من هناك تحمل اسفارا لا تستفيد منها شيئا، او هذا علي الاقل ما نراه من ناتج سياسات الجماعه.

ساكون اسعد الناس لو خاب ظني، واستفاد الاخوان من مهاتير محمد باي شيئ، لكن ذلك لن يتحقق اذا تعاملوا معه كما تعاملوا من قبل مع اردوغان ولولا دي سيلفا، بوصفهم اصحاب تجارب قابله للتطبيق الفوري من اجل لزوم احداث تغيير في السريع المريع لمكايده العواذل والكارهين، ونسوا ان كلا من مهاتير محمد واردوغان ولولا دي سيلفا، مهما كان اختلافك مع بعض سياساتهم ومحطات حياتهم، هم اصحاب رؤي متطوره مرنه وذكيه، ولكي تحقق ما حققوه من نجاح، عليك ان تنظر الي جوهر رؤاهم قبل نظرتك الي تفاصيلها التي ترغب في نقلها «كوبي بيست» الي ارض واقع يحتاج هو الاخر رؤية متطوره مرنه تنبع من تعقيداته الخاصه.

قال اجدادنا في المثل العبقري «الغراب جاي من بلاد اللبن قال كان بان علي منقاره»، ولذلك لو كان الاخوان مؤهلين لان يستفيدوا من تجربه مهاتير محمد لكان قد بان علي منقار سياساتهم بعض من رؤاه، ولو لم يكونوا راغبين فقط في حمله دعائيه يستخدمون فيها الرجل المتحمس لتغطيه خيبتهم، لراينا استفادتهم من افكار الرجل التي سجلها في كتب بعضها مترجم الي اللغه العربيه، ومن اهمها كتاب (خطابات محاضير محمد) الذي ترجمه عمر الرفاعي واصدرته مكتبه الشروق الدوليه، والذي صدر عام 2007 والذي اجزم دون مبالغه ان قراءته وحده بعقول واعيه وقلوب ذكيه كانت تكفي الاخوان لكي يبان كثير من التطور والعقل علي منقارهم السياسي.

قارن مثلا بين المجهودات المذهله التي يبذلها الاخوان منذ اصدار الاعلان الدستوري اللعين لشق الصف المصري واشاعه مناخ الاضطراب والفتنه، وكيف يتخذون مواقف متخاذله في ملف خطير كملف الوحده الوطنيه، ظنا منهم انهم بذلك يكسبون الاصوات المتشدده التي يعتمدون عليها انتخابيا، قارن كل ذلك بما يقوله مهاتير محمد في واحد من اهم خطاباته يحمل عنوان (التكامل الثقافي)، والذي سيحزنك ان تعلم انه القاه في منتدي جمعيه محبي فن صلاح طاهر في الاسكندريه في سبتمبر 2004، ومع ذلك لم يستفد الاسلاميون الذين يطنطنون باسمه بحرف واحد مما قاله عندما وصلوا الان الي الحكم، يقول مهاتير محمد «ما يُمَكِّن الثقافات المختلفه في ماليزيا من ان تستمر وتتعايش هو روح من التسامح والعمليه يظهرها الجميع، يعلم الماليزيون ان اي محاوله لفرض ثقافه واحده سوف تؤدي الي ضيق وعدم تعاون، وربما مواجهه عرقيه، ستصبح الدوله في هذه الحاله غير مستقره وغير قادره علي النمو. اننا نعتقد في ماليزيا انه من الافضل ان يكون لك قطعه من كعكه تكبر عن ان يكون لك كعكه كامله تنكمش، لقد ادي تسامح الكل لثقافه الاخر ان تصبح ماليزيا امنه ومستقره، لهذا اصبح النمو الإقتصادي سريعا، وكبُر نصيب كل مجتمع اكثر بكثير من ثروه البلاد الاقتصاديه الاصليه».

للعلم، رزق الله مهاتير محمد ايضا في بلاده بمن يزايد عليه وينتقص من ايمانه، لكنه لم يلجا الي المواقف المائعه مع هؤلاء لكي يحصل علي شعبيه سياسيه لدي جماهير ماليزيا التي تتحكم فيها العواطف الدينيه الجارفه، لانه ادرك خطوره مثل هذه اللعبه في مجتمع يوجد به اعراق واديان مختلفه، ولم ينظر بغباء الي حسبه الارقام، لانه يدرك انه فيما يتعلق باستقرار الاوطان لا بديل عن اعلان مواقف واضحه تؤكد علي اهميه الوحده الوطنيه وتطلب العداله للجميع، والا فان التنميه تصبح وهما بعيد المنال، يقول مهاتير محمد لمن يزايدون عليه في مساله الحدود مثلا «يريد البعض لاسباب سياسيه ان يفرضوا نسختهم من قوانين الاسلام، خاصه الحدود، سيؤدي تفسيرهم للحدود الي الظلم للمسلمين خاصه وايضا لغير المسلمين، اذا فهي ليست اسلاميه وليست قوانين للحدود علي الاطلاق، ان ما يسمي بحزب ماليزيا الاسلامي لا يتمني سوي تكوين الحكومه والفوز باصوات بادعائهم انهم اكثر اسلاما من المسلمين في حكومه ماليزيا، انهم لا يعنيهم ان يتم تشريع قوانينهم المقترحه بشكل غير سليم وان تكون هذه القوانين غير عادله ولا اسلاميه».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل