المحتوى الرئيسى

أمن الدولة الأردنية تبرىء خمسة أشخاص من تهمة "عبادة الشيطان"

05/20 03:56

برّات محكمه امن الدوله الاردنيه اليوم الاحد خمسه طلاب جامعيين اردنيين بينهم فتاه من تهم الانتماء الي عبده الشيطان. والطلبه الخمسه الذين ينتمون الي جامعه آل البيت كانوا قد نفوا التهم المسنده اليهم، والتي تصل عقوبتها الي ثلاث سنوات.

عمّان: برّات محكمه امن الدوله الاردنيه اليوم الأحد، خمسه طلاب جامعيين بينهم فتاه في قضيه اتهموا فيها بممارسه طقوس عباده الشيطان وتدنيس المصحف في حرم جامعه ال البيت الحكوميه في محافظه المفرق شمال شرق البلاد، كما امرت بالافراج عنهم فوراً.

واثارت القضيه جدلًا واسعًا في الاوساط الشعبيه والدينيه، فيما وصف قانونيون ان القضيه سياسيه اجتماعيه بامتياز.

وكانت جماعه الاخوان المسلمين قادت حمله عبر بيانات وتصريحات ضد الطلبه المتهمين، ووجدت ضالتها في القضيه لتهاجم السلطات الاردنيه بانها تحمي "الفساد الاخلاقي".

وجاء قرار المحكمه عقب جدل امتد منذ الثاني عشر من شهر اذار (مارس)، حيث اوقفت السلطات الاردنيه الطلاب الخمسه، بعد تقديم شكوي بحقهم من قبل اخرين كانوا اعتدوا عليهم بالضرب داخل الجامعه، لشكوكهم بتمزيقهم المصحف، واتهامهم بارتداء ملابس سوداء والاستماع الي اغنيات فرقه "الميتاليك" واطاله شعرهم واستخدام رموز كالصليب المعكوف والنجمه الخماسيه وغيرهما.

وكانت محكمه امن الدوله عقدت جلسه بهيئتها المدنيه برئاسه القاضي احمد القطارنه، وعضويه القاضيين احمد العمري ومخلد الرقاد، وذلك في يوم الخامس من ايار (مايو) الحالي، حيث استمعت فيها لثلاثه من شهود النيابه بقضيه ما يعرف بـ"عبده الشيطان"، بحضور المتهمين ووكلاء الدفاع عنهم والمدعي العام.

وبحسب لائحه الاتهام، "تربط هؤلاء الطلبه علاقه صداقه نشات عن طريق قنوات الاتصال المباشر وعن طريق موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، حيث تناغمت المجموعه في ما بينها علي الظهور بمظهر خارجي ولباس واحد اسود اللون وتعارفوا علي تسميتهم بمجموعه عبده الشيطان".

وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) وقتها، قال الشاهد الاول وهو مدرس في جامعه ال البيت "انه وردت الي عماده كليه المال والأعمال، قبل شهرين من واقعه العثور علي المصحف الشريف ممزقًا في دورات المياه، معلومات من احد الطلبه تفيد بان بعض الطلبه في الكليه يستمعون الي الموسيقي الصاخبه ويرتدون ملابس سوداء غريبه". وقام الطالب بالاطلاع علي صفحه فايسبوك الخاصه بالمتهمين الاول (الفتاه) والثالث، حيث يظهر الثالث وهو يصفف شعره بطريقه غريبه والمتهمه الاولي وهي تتبع موضه غريبه قيل ان عبده الشيطان يتبعونها.

واضاف "ان المتهم الخامس راجعه وراجع عميد الكليه وابلغهما بتعرضه لمضايقات من بعض الطلاب بسبب لباسه والموسيقي التي يسمعها وقدمنا النصح له بان يغيّر قصه شعره ولباسه ووعد بذلك".

واشار الشاهد الي انّه بعد الحادثه بيومين "جاء المتهمان الاول (الفتاه) والثاني الي عماده الكليه وكان طلاب الكليه يريدون الاعتداء عليهما وحين استفسرت المتهمه عن السبب كانت الاجابه: انهما متهمان بالانتماء الي جماعه عبده الشيطان"، ويضيف الشاهد "بعدها اخذت هاتفيهما النقالين واستعرضت محتوياتهما فلم اجد بهما شيئًا غريبًا، وطلبنا منهما فتح صفحتهما علي فيسبوك ولم نجد شيئًا غريباً، وطلبنا من الامن الجامعي تامين الحمايه لهما".

واستدرك الشاهد بان العثور علي اوراق المصحف ممزقه في دورات المياه تكرر الا انه لم يوجه الاتهام لاحد لعدم توافر معلومات عن ذلك، غير ان الطلاب اتهموا الطلبه الخمسه المتهمين بالقضيه. وقال الشاهد "سالتهم ان كان لديهم دليل فنفوا وجود دليل"، كما نفي المتهمون نفيًا قاطعًا وانكروا انهم من عبده الشيطان ونعتوا من قاموا بذلك بـ"المتخلفين".

وبيّن ان الطلاب الذين كانوا يطاردون المتهمه الاولي والمتهم الثاني ليسوا من الطلاب المعروفين بانهم سلفيون او اسلاميون، وانه وبعد القاء القبض علي المتهمين وتوقيفهما لحساب القضيه تكررت مرات العثور علي اوراق المصحف الشريف ممزقه في دورات المياه.

وباستيضاح المحكمه من الشاهد اجاب: قبل المشكله بثلاثه ايام، حضر طالب من احدي الجامعات ضيفاً وعندما شاهده الطلبه غريباً طلبوا منه ترديد عباره لا اله الا الله فرفض فضربوه، واخذه بعدها الامن الجامعي ولدي استفسارهم منه عن سبب رفضه ترديد العباره قال: "انه كان يعتقد ان الطلبه يسخرون منه وانه وفي اليوم الثاني قرا علي صفحه المتهمه علي فيسبوك عباره "انتصرنا"، ما اثار حفيظه الطلاب وربطوها بالعثور علي اورق المصحف الشريف ممزقه بدورات المياه".

ولدي سؤال الشاهد بخصوص لباس الطلبه وطريقه تصفيف شعرهم واطالته قال: مظهرهم هذا ليس بجديد ولم يحدث جراء ذلك اي مشاكل الا انّ واقعه العثور علي اوراق المصحف ممزقهً اثارت المشكله، لافتًا الي انّه استفسر من المتهمه الاولي عن كتابتها عباره "انتصرنا" علي صفحتها فقالت: انها عباره عاديه ولا علاقه لها بما حصل.

وافاد الشاهد بان المتهمه الاولي ترتدي الحجاب منذ زمن طويل وشاهدها ترتديه علي صفحتها علي فيسبوك، مضيفًا انّه شاهد صورتها وهي تقوم بحركه بيدها "اصبع الخنصر والابهام" وسالها يومها عن معني الاشاره، فقالت انها اشاره موسيقيه وليست لها علاقه بعبده الشيطان، ولكنه استدرك بانه لدي بحثه علي الانترنت وجد ان هذه الحركه مشابهه لما لحركات موجوده لدي عبده الشيطان.

وقال شاهد النيابه الثاني، وهو احد طلاب كليه الاقتصاد في الجامعه انه سمع عن عثور الطلبه علي اوراق المصحف الشريف ممزقهً في دورات المياه بكليه المال والاعمال، ولم يشاهد احدًا يقوم بذلك الا ان الاشتباه وقع علي المتهمه الاولي والمتهم الخامس؛ لانهم كانوا يرتدون الملابس السوداء الغريبه، وعليها رسومات جماجم ورسومات غريبه ويستمعون الي الموسيقي الصاخبه، وانه اطلع علي صفحات المتهمين علي الفيس بوك ووجد عليها رسومات نجمه خماسيه والعين الثالثه بين الحاجبين وتحريك أصابع اليد السبابه والخنصر وضم باقي اصابع اليد وعرف بانها طقوس خاصه بعبده الشيطان وانه سمع وفي احدي المرات المتهم الخامس يسب الذات الالهيه.

واستدرك الشاهد بالقول انه وبعد القبض علي المتهمين الخمسه وتوقيفهم تولد لديه الشك بانهم من عبده الشيطان غير انه لم يقم احد منهم باطلاعه علي اي رسومات او اعمال لعبده الشيطان او يطلب منه الانضمام اليهم.

ولدي استيضاح المحكمه من الشاهد عن واقعه تمزيق القران الكريم اجاب بانها حصلت في دورات المياه في كليه نظم المعلومات في الجامعه وفي مبني هاشم وفي الدائره الماليه، مؤكداً انه لم يسبق ان شاهد المتهم الثاني في لباس غريب وانه يعرف عنه انه يصلي ويدون علي صفحته علي فيسبوك عبارات مثل" لا اله الا الله"، اضافه الي صوره لاشخاص يصلون.

وقال الشاهد الثالث وهو احد طلاب الجامعه ان معرفته بالمتهمين سطحيه وانه عثر علي المصحف الكريم ممزقاً في دورات المياه بكليه اداره المال والاعمال في الجامعه، ولم يعرف يومها من قام بذلك، ولم يشاهد احدًا يقوم بذلك، لكن الطلاب كانوا يشتبهون بالمتهمين الخمسه بالقضيه بسبب لباسهم الغريب وشكل شعرهم وانه شاهد مع الطلبه صوره مترجمه من صفحه المتهم الخامس علي الهاتف النقال مدونًا عليها عباره بالانجليزيه معناها "لقد انتصرنا. وتبرانا".

واشار الي انّه سمع من الطلاب ان المتهم الخامس يسب الذات الالهيه، ويقول "ان الله غير موجود"، مستدركًا بانه شخصيًا لم يسمع من المتهمين اي عباره تسيء للاسلام ولم يشاهد عليهم اي تصرفات غريبه غير ان سبب الاشتباه بهم يعود الي لباسهم الغريب وتدويناتهم، والتي تزامنت مع حادثه تمزيق القران، والتي كانت السبب بغضب الطلاب.

والي ذلك، قال محمود صالح والد الطالبه رينا المفرج عنها في القضيه، ان القرار صدر بالبراءه المطلقه، محملاً الجامعه والمجتمع مسؤوليه الاساءه والتشهير بابنته والطلبه الاخرين. واضاف صالح في تصريحات نقلتها عنه شبكه سي ان ان بالعربيه: "القضيه من اساسها ملفقه من مجموعه من المشاغبين...لا يوجد شهود ولا توجد قضيه ونحن توقعنا البراءه".

ولفت الي انّ ابنته طالبه في اختصاص المصارف والتمويل وهي في فصل التخرج، وتعرضت لظلم كبير من المجتمع ووسائل الاعلام المحليه التي شهرت بها وبزملائها، قائلاً ان حمله التشهير وصلت الي التفريق في الاصول والمنابت.

واكد صالح عزمه الي التوجه برفع دعوي قضائيه علي كل من شهّر بابنته، وقال: "لديّ اربع بنات وربيتهن علي الدين والاخلاق.. وانا مصدوم من وسائل الاعلام التي اساءت لابنتي واصرت علي وصفها بانها اردنيه من اصول فلسطينيه... انا لم اخذ جنسيتي الاردنيه بموجب منحه واحملها ابًا عن جد لانني ولدت تحت الرايه الهاشميه". ولفت الي اصراره علي ابقاء ابنته في الجامعه وتخرجها الذي لم يتبقَ عليه سوي فصل دراسي.

من جهته، قال معتصم السيوف والد الطالب بدر 19 عامًا، ان القرار بالبراءه جاء غير مفاجيء وقال: "نحن لا نشك بعداله القضاء الاردني، حيث لم يكن هناك اي دليل ضدهم وكانوا ضحيه ظلم وافتراء.".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل