المحتوى الرئيسى

تصاعد أعمال العنف في الجامعات الأردنية

05/18 15:13

تثير اعمال العنف الداميه، بين شبان من عشائر مختلفه في الجامعات الأردنية مخاوف من اعاقه طموح الاردن، في بناء نظام متين للتعليم العالي، كما يحذر خبراء.

وقتل اربعه اشخاص واصيب 25 اخرين في صدامات وقعت نهايه ابريل، بين مئات الطلاب في جامعه الحسين بن طلال في معان، علي بعد 212 كلم جنوب عمان، اضطرت الشرطه خلالها الي استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، واعتقلت 22 شخصًا وصادرت اسلحه.

ووقعت تلك الصدامات، خلال احتفال الجامعه بعيد تاسيسها الـ14 وبدات باشتباك بالايدي بين مجموعتين من الطلاب لاسباب غير معروفه، سرعان ما امتد الي خارج الحرم حيث تم تبادل اطلاق النار.

ثم امتدت تداعيات الازمه الي مدينه معان، حيث قام محتجون غاضبون بقطع الطرق مطالبين بتسليم الجناه.

وكانت مصادمات مماثله وقعت في ابريل في جامعة جرش الأهلية (50 كلم شمال)، سبقها في مارس في جامعه موته ادتا الي اصابه العشرات.

وتعليقًا علي الاحداث، قال الملك عبدالله الثاني امام اعضاء البرلمان ووزراء الحكومه في اجتماع عقب الاحداث: ان ما نشهده من عنف وخروج علي القانون سواء في المجتمع او في الجامعات، امر لا يمكن القبول به او السكوت عليه، داعيًا السلطات الثلاث الي تحمل مسئولياتها الكامله، ووضع خطه لمعالجه هذه الظاهره السلبيه التي بدا المواطن يعاني منها بشكل يومي.

كما دعا العاهل الاردنين الي تطبيق القانون علي الجميع بمنتهي الحزم والشجاعه والشفافيه وبدون اي تهاون او محاباه او استرضاء.

ويقول المحلل عريب الرنتاوي: ان السبب الرئيسي لعنف الجامعات هو فشل الدوله في تكريس مفهوم المواطنه المتساويه لجميع ابنائها وفرض سياده القانون علي الجميع من دون استثناء.

واضاف، ان قطاعات مهمه من المواطنين يشعرون بانهم فوق القانون وان مبدا سياده القانون لا ينطبق عليهم 'ما' ساعد علي التغول علي مؤسسات الدوله واضعاف هيبتها وتاكل دورها.

واوضح، ان الجامعه لم تعد وعاء للاندماج الاجتماعي، واصبح الطالب يخرج من بيته لجامعته ويرجع لبيته في نفس البيئه والعشيره والعقليه والأفق .. التصرف علي هذا النحو عمق الهويات المحليه والجهويه والمناطقيه علي حساب الهويه الوطنيه العامه.

وحذر الرنتاوي، من انه في ظل مناخات التوتر والعنف الاجتماعي، فان الاف الطلبه العرب الذي يدرسون في جامعاتنا بداوا يفكرون جديا بمغادره الاردن والبحث عن اماكن اخري.

واضاف، الاصلاح يجب ان يبدا من خارج الجامعه بتكريس مفهوم المواطنه وسياده القانون واستعاده هيبه الدوله ومؤسساتها.

ومن جهته، يؤكد فاخر دعاس منسق اللجنه الوطنيه لحقوق الطلبه، ان ظاهره العنف الجامعي ظهرت قبل نحو 10 سنوات وبدات تتنامي تدريجيًا خلال السنوات الثلاث الاخيره.

واضاف، انها نتيجه تراكم سياسات حكوميه بدات بقانون الصوت الواحد في الانتخابات البرلمانيه والجامعية الذي عزز الهويات الفرعيه والانتماءات ما تحت الوطنيه، فضلاً عن اسس القبول الجامعي والمنح للطلبه والتعيين ومنع العمل السياسي في الجامعات.

واوضح دعاس، ان جيلاً جديدًا بدا يظهر ليس لديه وعي سياسي وبدات تظهر فيه هذه الهويات الفرعيه اكثر فاكثر علي حساب الانتماء للوطن.

وراي، ان المشكله في ان الحكومه ظلت مصره علي سياسه انه لا يوجد شيء اسمه عنف جامعي، بل مناوشات تحصل هنا وهناك سرعان ما تنتهي، بالتالي ظلت المشكله قائمه وتتفاقم دون حل.

واضاف، ان المتسببين بالعنف لم يتم ردعهم بعقوبات او اليه محدده، بل خضعوا للصلح العشائري وعادوا الي جامعاتهم.

ويري دعاس، ان الحل يكمن اولا في الاعتراف بان هناك عنفا جامعيا ثم معالجه جذريه لكل مسببات هذا العنف وفرض عقوبات رادعه حقيقيه تصل الي حد فصل الطلاب المتسببين بهذا العنف.

من جانبه، قال حسين الخزاعي "لدينا 225 الف طالب جامعي في الاردن 10 بالمائة منهم يمارسون العنف، وهذا خطر لان هؤلاء يؤثرون علي الـ90 بالمائه الاخرين الذين جاءوا من اجل التعليم.

واوضح الخزاعي، انه في السنه الماضيه وحدها وقعت 80 مشاجره عنيفه، مقارنه مع 31 مشاجره في 2010، مشيرًا الي ان بعض الطلبه يحملون معهم اسلحه ناريه يضعونها في سيارتهم خارج الجامعه وفي حال حصول اي مشاجره فانهم يلجاون اليها.

واكد، علي ان معظم خلافات ومشاجرات الطلبه هي شخصيه وطبيعيه وعابره، لكن عندما تصل للاهل والعشيره، فانهم يكبرونها ويعطونها حجمًا اكبر من حجمها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل