المحتوى الرئيسى

حزب الليكود .. المنبوذ في الماضي يمتلك زمام الأمور الآن

05/17 23:02

تمر اليوم الذكري السادسه و الثلاثون علي فوز حزب الليكود (التكتل) بالانتخابات الاسرائيليه في الكنيست الاسرائيلي علي حزب العمل منذ اقامه دوله اسرائيل عام 1948 حيث كان من المعتاد منذ قيام الدولة العبرية اعتلاء حزب (العمل) القمه في الفوز بمعظم مقاعد الكنيست الاسرائيلي ثم الفوز بتشكيل الحكومه الاسرائيليه و ظلت هذه العاده مستمره الي ان جاء حزب الليكود الذي كان منبوذًا في الماضي يجذب الاهتمام الاسرائيلي في الساحه السياسيه و البرلمانيه عبر زعيمه و معلمه (مناحم بيجن) الذي عرف باسم (الصقر الاسرائيلي) يغير من تقلص شعبيه حزبه الذي انتهج المعارضه الي حزب رئيسي في اسرائيل مترجمًا اليمينيه الاسرائيليه التي تدعو للحفاظ علي الارض بالتوراه و السيف.

منذ قيام دولة إسرائيل و التي اعلن عنها عبر خطاب الاستقلال للزعيم (ديفيد بن جوريون) زعيم حزب العمل الذي كان ينتهج الافكار الاشتراكيه كمغازله للاتحاد السوفيتي ثم تحول للامبرياليه الامريكيه لكسب التاييد الامريكي الذي تم في عام 1948 بتاييد الرئيس (هاري ترومان) و توقيعه علي الاعتراف بدوله اسرائيل و كان هذا الحزب من المعروف مدي شعبيته لوجود معظم زعمائه الذين ساهموا في اقامه اسرائيل ك(جولدا مائير – شيمون بيريز – اسحق رابين – ليفي إشكول).

(بيجن و خلفه صوره استاذه فلاديمي جابوتنسكي واضع قوام الليكود)

علي الجانب الاخر كانت هناك المعارضه التي تواجدت عبر حزب (حيروت) او (الحريه) و الذي تاسس عبر الزعيم الصهيوني ذو الاتجاه المعاكس لسياسه حزب (العمل) (مناحم بيجن) الذي عرف عنه الفاشيه و النازيه في تفكيره الذي ورثه عن مؤسس حركه (بيتار) الزعيم (فلاديمير جابوتنسكي) او (حاييم زئيف) صاحب الفكره المضاده لحزب (ماباي) بزعامه (ديفيد بن جوريون) و الذي جعل التوراه و السيف مفتاحا للوصول الي فلسطين حتي و لو بالاباده الجماعيه و اراقه الدماء و هنا كان (مناحم بيجن) يسير علي نهج استاذه و هذا ما دفعه عام 1948 في ان يرفض ضم منظمه (الارجون تيسفاي ليومي) او (وحده المعسكرات الوطنيه) لجيش الدفاع الاسرائيلي الذي دمج كل الميلشيات الصهيونيه ك(الهجاناه) و (ليحي بن شتيرن) الا (الارجون) التي رفضت الانضمام عبر (بيجن) و هنا قام (ديفيد بن جوريون) اول رئيس وزراء لاسرائيل باصدار امر فوري للملازم ثاني (اسحق رابين) بتدمير الباخره (التالينا) عام 1948 التي كانت تحمل اسلحه من الاتحاد السوفيتى للارجون و كان بيجن علي متن السفينه اثناء القاء اول صاروخ علي الباخره ليقفز ك(السوبرمان) في عرض البحر ناجيًا عبر تدابير الاقدار لانتظار المستقبل الحافل له في سير التطورات الاسرائيليه  عبر تلك الاحداث المتلاحقه.

(بيجن زعيم حزب حيروت يهيج الرأي العام عام 1952 ضد اتفاقيه لوكسمبورج)

شعر (بيجن) ان موقفه ضعيف و موقف حزبه (حيروت) اضعف فقرر الانضمام لجيش الدفاع الاسرائيلي عام 1948 و اصدر بيانًا هامًا للامه الاسرائيليه بهذا القرار كاداه توكيد علي بيان الاستقلال و بدا حزب (حيروت) يقترب من السلطة التشريعية من خلال انتخابات الكنيست ليفوز ب14 مقعد بالكنيست الاسرائيلي عام 1949 و يختار هذا الحزب نمط المعارضه كحائط صد لشعبيه حزب (العمل) حيث صراع القط و الفار بين (مناحم بيجن) و (ديفيد بن جوريون) و الذي بزغ عام 1952 في اتفاقيه (لوكسمبورج) بين ألمانيا الغربيه و اسرائيل حيث تلتزم المانيا الغربيه بدفع تعويضات ماليه لاسرائيل للناجين من مذبحه (الهولوكوست) و لدوله اسرائيل باعتبارها الوريثه لحقوق ضحايا تلك المذبحه و التي قابلها حزب (حيروت) عبر مناحم بيجن بزئير المعارضه لان هذه الاتفاقيه تحقر من ذكري ضحايا المذبحه و كان والد و والده و شقيق (بيجن) من ضحايا الهولوكوست اما (ديفيد بن جوريون) رئيس الوزراء فبرر بان تلك الاتفاقيه طوق نجاه للازمه الاقتصاديه التي تعاني منها اسرائيل.

(بنيامين نتنياهو في متحف مناحم بيجن و من خلفه صوره بيجن كنايه علي ايقونيته في حزب الليكود)

اثناء تلك الازمه قام (مناحم بيجن) بتنظيم عصيان مدني بالقدس الغربيه حيث دعا لمقاطعه دفع الضرائب قائلاً:

(هذه الحكومه التي تبدا المفاوضات مع القاتلين طامسي شعبنا سوف تكون حكومه شريره تؤسس حكمها علي السلاح).

بعد هذه الكلمه احتشد المتظاهرين بالذهاب الي الكنيست و وقعت اشتباكات مع الشرطه الاسرائيليه اسفرت عن اصابه عضو واحد من الكنيست و مائه شرطي من الشرطه الاسرائيليه و عقب هذه المظاهره قرر الكنيست معاقبه (مناحم بيجن) بحظر اداء مهامه كعضو بالكنيست لبضعه اشهر و تمت الاتفاقيه رغم انف حزب (حيروت) و زعيمه (مناحم بيجن).

(مناحم بيجن و زوجته اثناء انتخابات عام 1977 و ابتسامه ثقه بالفوز)

 ظل (مناحم بيجن) يسير نحو المعارضه من اجل اسرائيل لا تقهر عبر الفاشيه و النازيه حيث كان شعاره و هو قائدًا لمنظمه (الارجون): (انا اقتل اذن انا موجود) و هذا ما دفع الجناح الليبرالي المعادي لحزب (العمل) ليساريته الشديده في ان ينضم الي حزب (حيروت) ذو الاتجاه اليميني ليتم تكوين الجبهه اليمينيه الليبراليه تحت اسم (جاحال) عام 1965 ليقاتل مناحم بيجن في جعل (حيروت) ذو شعبيه قويه تعتلي قمه السلطه الاسرائيليه و هذا ما جعل البدايه لتحقيق هذا الحلم عن طريق حرب الايام الست عام 1967 حينما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي (ليفي اشكول) بتكوين حكومة وحدة وطنية و اختار معه بيجن حيث ولاه وزاره بلا حقيبه وزاريه و اثناء الإحتلال الإسرائيلي لسيناء كان مناحم بيجن يزور مع اشكول الجبهه الاسرائيليه بسيناء لخلفيته العسكريه و التي كانت تنقص اشكول الذي عمل في شبابه عبر الاعمال التنظيميه عكس بيجن الذي احتك بالمجال العسكري من خلال مجزره (دير ياسين) عام 1948 و تفجير فندق (الملك داود) عام 1946 و قتله للدوك (برنادوت) ممثل الصليب الاحمر من العائله الملكيه السويديه عام 1948 و اثناء هذا المنصب الشرفي كان بيجن يعافر من اجل اقتناص السلطه لحيروت الي ان جاءت جولدا مائير رئيسه لوزراء اسرائيل عام 1969 بعد وفاه (ليفي اشكول) المفاجئه و تولي (مناحم بيجن) وزاره الدوله في عهد (جولدا مائير).

(بيجن مستمر في المعارضه بالكنيست حتي و هو رئيسًا للوزراء)

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل