المحتوى الرئيسى

لله أم لعبد الله؟

05/17 17:09

روي احمد وابن خزيمه والبيهقي ان النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: «ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر.. الرياء». وقد جوَّد اسناده المنذري في الترغيب، وصحح اسناده ابن مفلح في الاداب الشرعيه، ووضعه الالباني في الصحيحه.

لا حرج ان يفرح المؤمن بثناء الناس عليه، وانما الرياء ما كانت النيه فيه لغير الله، بحيث لو كان المرء وحده لم يعمل.

1- الرياء بالايمان: وهو النفاق بان يظهر الايمان ويبطن الكفر.

2- الرياء بالجسد: باظهار ما ينم عن الاجتهاد في العباده، وتكلف ظهور بقعه في الجبهه مثلًا، او يبس في الشفتين من اثر الصيام، ومثل طاطاه الراس في المشي، او تشعيث الشعر كعلامه للزهد.

 3- الرياء بالقول: وهو التسميع «مَن سمَّع سمَّع الله به». (متفق عليه). كالنطق بالحكم والاثار والمواعظ لاظهار العنايه باحوال الصالحين، وتحريك الشفتين بالذكر والهمس بحرف السين في حضره الناس، ليقال: ذاكر مستغفر.

4- الرياء بالعمل: كاطاله القيام والركوع والسجود والتظاهر بالخشوع.

5- الرياء بالمكانه: كالذي يتكلف ان يطلب زياره العلماء واهل الفضل والصلاح ليقال: انه منهم.

والمدار هنا علي الدافع الاساسي للعمل.

واصل الرياء هو حب الثناء والحمد من الناس، وكراهيه الذم، والطمع فيما في ايديهم.

والعارض اثناء العباده من ذلك لا يضر ولا يفسد العباده.

وبعضهم يترك العمل خوفًا من ان يكون رياءً، وهذا الاخر خطا ومجاراه للشيطان، ودعوه الي البطاله وترك الخير، فما دام الدافع الاصلي صحيحًا فلا يترك العمل لخاطر الرياء، ولذلك قال الفضيل بن عياض: «العمل من اجل الناس شرك، وترك العمل من اجل الناس رياء، والإخلاص ان يعافيك الله منهما».

طالب في حداثه سنه يتعجل الفُتيا، ويقعد للتدريس، ويظهر التوقر، ويعز عليه ان يقول: لا اعرف، ويتقمص شخصيه الكبار فيقول: عندي، والذي يظهر لي، ويغلب علي ظني، والذي تطمئن اليه النفس!

ويندفع للرد علي غيره، والتنبيه المفرط علي اخطاء الاخرين، وكانهم بلا صوابات، علي انه لا يتقبل نقدهم او تخطئتهم له.

اخر يلهيه فرض الكفاية عن فرض العين، ويطيل الوقوف عند الفرعيات التي قد لا يحتاجها الناس الا في النادر، ولا يتكلم في مسائل الاخلاص والاخلاق والبر (انظر مختصر منهاج القاصدين)، وما ذاك الا لان اهتمامات العامه تدور حولها.

ثالث يفرح بالجدل وكثره الكلام، ويتهيا للمناظره، ويعلن المباهله عند اول احتكاك، وما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه الا اوتوا الجدل، وغالب ما يحدث في المناظره هو استعراض معرفي ولغوي، وسعي لافحام الخصم واقحامه واظهار عجزه وتناقضه او فساد معتقده.

حين يسمع بعض الحق من خصمه يضيق صدره، وسرعان ما يضع العراقيل امامه لعله يتراجع، فان راه مصرًا، قال: انت الان ترجع الي قولي ومذهبي وطريقتي، وكانه وضع سورًا علي الحق لا يدخل احد الا بواسطته ومن طريقه، وبعد التفتيش في هويته!

وغالب المناظره تعبر عن مصداق الخبر النبوي «الشح المطاع، والهوي المتبع، واعجاب كل ذي راي برايه». (اخرجه ابو داود، والترمذي)، وقال: حسن غريب.

قيل لاحد الصالحين: ما بال كلام السلف انفع من كلامنا؟ 

قال: لانهم تكلموا لعز الاسلام، ونجاه النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق.

الولع بالغرائب والعجائب والبحث عن المهجور من الاقوال، وكانه ينشر سننًا قد طويت، او يحيي شرائع قد اميتت، وقد حذر اهل العلم من «الطبوليات»، وهي المسائل الشاذه الغريبه التي تضرب لها الطبول (حليه طالب العلم لابي زيد).

واحيانًا علي النقيض موافقه السائد، والدفاع المستميت عنه ليتبوا منصبًا قياديًّا لدي من حوله، ولو كان هذا السائد مخالفًا للشريعه، او قولًا ضعيفًا.

التكثر بالاتباع وحشدهم واشاعه العصبيه بينهم، واقامه الجدران العازله تحت ذريعه الولاء والبراء في مسائل جانبيه وخلافيه وفرعيه.

قال الذهبي: «انت ظالم وتري انك مظلوم، اكل للحرام وتري انك متورع، وفاسق تعتقد انك عدل، وطالب العلم للدنيا وتري انك تطلبه لله!» (سير أعلام النبلاء).

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل