المحتوى الرئيسى

بين الألم والأمل والعمل في ذكرى النكبة

05/15 17:14

مرت هذه الايام  بالذكري الخامسه والستين لتقسيم فلسطين، وهو ما صار يعرف بيوم النكبة منذ 15/5/1947م، واحب ان نحول الازمه الي فرصه، والنكبه الي نصره لتحرير الاسري والاقصي والقدس وفلسطين من الصهاينه المحتلين، يقول الشاعر:

وعاجز الراي مضياع لفرصته      حتي اذا فات امر عاتب القدرا

ويجب ان نفكر دائمًا بعقل الرجل المبادر لا المراه التي تولول علي مصيبتها، وبعض الرجال يولولون وكثير من النساء مبادرات، فالرجوله هنا صفه وليست جنسًا، وللاسري والاقصي والقدس وفلسطين رجال قإل ألله عنهم "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَي نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (20الاحزاب>الاحزاب:22)، وتاصيلًا لمنهج الالم والامل والعمل قال تعالي واصفًا فساد بني اسرائيل: "وَقَضَيْنَا اِلَي بَنِي اسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْاَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" (الاسراء:4) لكن بعدها مباشره حوَّل الله تعالي النص الواصف لحجم فساد بني اسرائيل الي امل وعمل حيث قال تعالي: "فَاِذَا جَاءَ وَعْدُ اُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا اُولِي بَاْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا" (الاسراء:5)، والحق ان هذا المنهج هو ما يجب ان نتبناه ان نذكر الالم في النكبه بتقسيم الارض وخيانه العالم لكل القيم والمبادئ الاخلاقيه مما ارتكز عليه الصهاينه في المذابح والقتل والسفك والطرد والسجن والاسر والتهويد والاستيطان والحصار مما اعتبره كله عرضًا، اما المرض فهو شيء واحد هو الاحتلال، فليكن المصب الرئيسي ليس علي علاج العرض بكل طاقاتنا بل بـ20% فقط من جهدنا لعلاج قضايا العرض ، ال80 % في المشروع الاكبر وهو انهاء الاحتلال لنصل الي تحرير الاسري والاقصي والقدس وفلسطين، وقد كان من مشاريع الامل والعمل قبل ذكري النكبه زيارتنا لغزه هاشم، في يوم 28 20الآخرة>جمادي الاخر1434هـ، الموافق 8/5/2013م، في رحله تاريخيه للعلامه الشيخ القرضاوي الي غزه علي راس وفد رفيع المستوي لعلماء ودعاه في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من ست عشره دوله لكسر الحصار ومؤازره اهلنا في غزه وجمع الكلمه في فلسطين، وهناك كان اللقاء بالحكومه المنتخبه برئاسه دوله رئيس الوزراء اسماعيل هنيه، واعضاء المجلس التشريعي، ومجلس القضاء الاعلي، والقوي الشعبيه، وفصائل المقاومه، وطلاب وطالبات واساتذه الجامعات، واللقاء الجماهيري بساحه الكتيبه الخضراء الذي اقترب من مليونيه التحرير، واللقاء مع الشعراء حتي الفتيات الصغيرات اللاتي تشبعن بالجهاد، واللقاء بالاسري المحررين، وزياره الاراضي المسماه بالمحررات بعد ان كانت كلها مستعمرات من الكيان الصهيونى، وكانت العريش ايضًا محطه رئيسيه للوفد العالمي للتوقف مع اهلها البواسل وشعب سيناء العظيم، في حفاوه بالغه بالشيخ ومرافقيه، ومهرجان معبر كمًا وكيفًا عن اصاله شعبنا في سيناء، في برنامج متميز ضم نخبًا وممثلين من التيارات الاسلاميه في الجماعه السلفيه و الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين، وعلماء الامه، وحضور فخامه الرئيس السابق للسودان المشير عبد الرحمن سوار الذهب، يعبر عن تضافر وتعاون كل الاسلاميين في دعم اعمار مصر وتحرير فلسطين، مما يدل علي ان قطار التحرير قد انطلق وصار كالريح اللواقح لنهضه أمه الإسلام والمسلمين، اللوافح لاقتلاع بني صهيون، ومن اراد الله به شرف الدنيا ونعيم الاخره فلا يجوز له ان يتخلف عن هذا القطار الذي انطلق ويقف في المحطات التاريخيه والذكريات المؤلمه ليكون الناس صنفين: 

الاول: وهو الذي اكتفي بذكريات الالم، ويتضاعف لديه الهم والحزن، واحسن ما يقدم هو ما ذكره الله تعالي: "وَاِنْ يَاْتِ الْاَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ اَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْاَعْرَابِ يَسْاَلُونَ عَنْ اَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا اِلَّا قَلِيلًا" (الاحزاب: 20).

الثاني: وهم المبادرون المنتفضون علي النفس قتلًا للياس، وحركه دائبه نحو علاج اصل المرض وهو الاحتلال بـ 80% من الجهد والوقت والمال، وعلاج العرض وهو التهويد والاسر والقتل والطرد والحصار و... بـ20% من الجهد ليكون الامر كما قال تعالي عن هؤلاء: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَي نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الاحزاب: 23)، وقال تعالي: "لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ اَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ اُولَئِكَ اَعْظَمُ دَرَجَهً مِنَ الَّذِينَ اَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَي وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (الحديد: 10).

ولمثل هؤلاء اضع عشرين من الجوانب العمليه لمشروع انهاء الاحتلال وهو المرض، ومعه علاج العرض عمليًا في التهويد والتهجير، والاستيطان والعدوان، والاسر والقتل والحصار:

1. المتابعه الدقيقه لمعرفه جوانب الالم في قضيه الاسري والاقصي والقدس وفلسطين كان المصيبه في قعر بيتنا وبين اهلنا.

2. بعث عقيده الامل من خلال اليقين بقوه الملك التي لا تقهر، وقوه المنهج الذي لا يتغير، والاعتزاز بتاريخنا الحافل في مواجهه المغول والصليبيين، وواقعنا الماثل من خلال الربيع العربي، وتنامي التيار الاسلامي في العالم كله.

3. 20الاحياء>احياء واعلان عقيده الجهاد والمقاومه، ورفض المفاوضات والسلام مع الصهاينه، مع ضروره ان يكون احياء الجهاد من الطفوله المبكره. 

4. دراسه وحفظ وفهم نصوص القران والسنة النبوية، بعمل ختمه تدبر بحثًا عن موضوع واحد هو: "خصائص بني اسرائيل في القرأن الكريم"، ثم دراسه السنه والسيرة النبوية وكيف تعامل النبي صلي الله عليه وسلم عمليًا مع تجمعات اليهود في بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وخيبر واحياء فقه التاسي في مواجهتهم.

5. دراسه وحفظ وفهم نصوص الجهاد في سبيل الله، في القران الكريم والسنه النبويه، ودراسه كتاب "معركه الوجود بين القران والتلمود" للدكتور عبد الستار فتح الله سعيد، فقه الجهاد للعلامه القرضاوي. 

6. دراسه تاريخ اليهود ومواقفهم مع الانبياء والرسل والشعوب والانظمه، مع اهميه دراسه موسوعه د.المسيري عن الصهيونيه، وكتاب فلسطين- واجبات الامه – 1135 دورًا ايجابيًا لنصره فلسطين للدكتور راغب السرجاني، ومتابعه اصدارات المراكز العلميه المتخصصه مثل الزيتونه، ومركز الاعلام العربي وغيره مما يجعلنا متابعين لتطورات القضيه يومًا بيوم.

7. عمل مهرجانات جماهيريه وشعبيه لاحياء الجهاد ونصره الاقصي، تجمع بين الانشوده والقصه والشعر والمقالات والمشغولات واللوحات والمسرحيات.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل