سمير فريد يكتب من «كان».. العيد الكبير لفن السينما

يفتتح الاربعاء المقبل مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الـ66 بعرض الفيلم الامريكي «جاتسبي العظيم» احدث افلام فنان السينما الاسترالي العالمي الكبير باز لورمان خارج المسابقه، ويقوم بتمثيل دور «جاتسبي» نجم هوليوود ليوناردو دي كابريو.

«لورمان» ابن مهرجان «كان» ــ العيد السنوي الكبير للسينما ــ حيث عرض المهرجان اول افلامه «للرقص فقط» في برنامج «نظره خاصه» عام 1992، وهذا ثاني فيلم من اخراج «لورمان» يعرض في افتتاح المهرجان بعد تحفته «مولان روج» عام 2001، وثاني فيلم بالابعاد الثلاثيه (3D) يعرض في الافتتاح بعد الفيلم التشكيلي «الي الاعلي» اخراج بيتي دوكتور عام 2009.

ملصق المهرجان الذي قامت بتصميمه وكاله «برونكس» في باريس اعاده استخدام صوره لنجمي هوليوود الكبيرين الزوجين بول نيومان وجوان وودوارد يتبادلان قبله اثناء تصوير فيلمهما «نوع جديد من الحب» اخراج ملفيل شافلسون عام 1963، وذلك تعبيراً عن الحب والسينما، وسينما الحب وحب السينما.

وقد كان الفنانان من ضيوف مهرجان «كان» عام 1958 عند عرض فيلمهما «صيف حار طويل» اخراج مارتين ريت، وكان اول فيلم اشتركا في تمثيله في نفس عام زواجهما، وبينما يغيب «نيومان» الذي توفي عام 2008، تحضر جوان وودوارد التي اعتزلت التمثيل وتفرغت للانتاج بمناسبه عرض احدث فيلم من انتاجها خارج المسابقه، وهو الفيلم الامريكي «الراعي والظلام» اخراج تريف ورفيلد.

84 فيلماً من 26 دوله

عدد الافلام الجديده في المهرجان، اي دون احتساب النسخ الجديده المرممه من الافلام المختاره من تاريخ السينما، 84 فيلماً من 26 دوله من اوروبا واسيا والامريكتين الشماليه واللاتينيه منها 57 فيلماً طويلاً و27 فيلماً قصيرًا.

هناك 42 فيلمًا من 13 دوله اوروبيه (22 من فرنسا و4 من بريطانيا و2 من كل من ايطاليا وروسيا وبولندا وبلجيكا والجمهوريه التشيكيه، وفيلم واحد من كل من الدنمارك وهولندا وايسلندا ورومانيا والمانيا واسبانيا). و18 فيلماً من أمريكا الشمالية منها 17 من الولايات المتحده وفيلم من كندا، و18 فيلماً من 8 دول اسيويه (3 من كل من اليابان والصين وايران، وفيلمان من كل من كوريا الجنوبيه والهند والفلبين وفلسطين، والتي تمثل السينما العربية في المهرجان هذا العام، وفيلم واحد من اسرائيل). و6 افلام من امريكا اللاتينية (3 من المكسيك و2 من الارجنتين، وفيلم واحد من شيلي).

وترسم هذه الارقام اهم ملامح خريطه السينما في العالم هذا العام، كما هو الحال في مهرجان «كان» كل سنه. وهي الخريطه التي يشترك في صنعها مهرجان «برلين» في فبراير ومهرجان «فينيسيا» ومهرجان «تورنتو» في الخريف. فالقوه الكبري في صناعه السينما هي السينما الامريكية، تليها السينما في اوروبا، ثم السينما في اسيا، ولم تصبح سينما امريكا اللاتينيه قوة رابعة غير انها في الطريق الي ذلك، اما في العالم العربى وافريقيا السوداء، فالمواهب متوفره كما في كل مكان، ولكن السياسات الثقافيه مقصوره، واغلب الحكومات تتعامل مع السينما باعتبارها من وسائل الدعايه، وتكتفي بالتليفزيون ليقوم بهذه المهمه.

يتكون مهرجان «كان» من اربع مسابقات وبرنامج خارج المسابقه والذي تعرض افلامه تحت عناوين مختلفه، وكلها افلام طويله. والمسابقات هي للافلام الطويله والأفلام القصيرة وافلام الطلبه القصيره ومسابقه «نظره خاصه» للافلام الطويله. والبرنامج السادس «كلاسيكيات كان» ويعرض 31 نسخه جديده مرممه لافلام مختاره من تاريخ السينما منها 30 فيلماً طويلاً وفيلم قصير واحد.

محمد صالح هارون وعبداللطيف كشيش.. مخرجان افريقيان ينافسان علي سعفه «كان»

مواقف «سبيلبيرج» تجاه اسرائيل تثير مخاوف السينمائيين العرب بعد رئاسته لـ«كان»

The Great Gatsby يفتتح الدوره القادمه لمهرجان «كان» السينمائي

ومن المعروف ان فنان السينما الامريكي العالمي الكبير مارتين سكورسيزي يقف وراء برنامج الكلاسيكيات من خلال مؤسسه «سينما العالم» التي اسسها عام 2004 ويراسها وتستهدف الحفاظ علي التراث السينمائي في كل الدول.

والي جانب جوائز لجنه تحكيم الافلام الطويله، ولجنه تحكيم «نظره خاصه»، ولجنه تحكيم مسابقتي الافلام القصيره وافلام الطلبه، هناك لجنه تحكيم رابعه لجائزه «الكاميرا الذهبيه» لاحسن فيلم طويل اول لمخرجه، سواء في برنامج المهرجان، او في البرنامجين الموازيين لجمعيتي النقاد والمخرجين في فرنسا. ويبلغ عدد الافلام الاولي التي تتنافس للحصول علي هذه الجائزه هذا العام 23 فيلماً: 9 في برنامج المهرجان، و8 في برنامج المخرجين و6 في برنامج النقاد. والجائزه الي جانب قيمتها الادبيه تتضمن هديه من الفيلم الخام من شركه «كوداك».

فيلما فلسطين احدهما الفيلم القصير «الواقي من الرصاص» اخراج محمد واحمد ابوناصر في مسابقه الافلام القصيره، وهو اول فيلم يعرض في هذه المسابقه باسم فلسطين مع 8 افلام اخري فقط اختيرت من بين الاف الافلام القصيره.

والفيلم الاخر «عمر» اخراج هاني ابواسعد الذي يعرض في مسابقه «نظره خاصه»، وهو انتاج فلسطيني امريكي مشترك. ويعتبر هاني ابواسعد من المخرجين الفلسطينيين الذين وضعوا فلسطين بجداره علي خريطه السينما العالميه، مع الرائد ميشيل خليفي، ورشيد مشهراوي، وايليا سليمان. وقد عرض اول فيلم طويل اخرجه ابواسعد «القدس في يوم آخر» في اسبوع النقاد عام 2002، وعرض فيلمه «الجنه الان» في مسابقه مهرجان برلين عام 2005، وفاز بجائزه الملاك الازرق لاحسن فيلم اوروبي، كما فاز بجائزه «جولدن جلوب» الامريكيه لاحسن فيلم اجنبي عام 2006 محققاً الفوز الاول من نوعه لفيلم عربي، ورشح لاوسكار احسن فيلم اجنبي في نفس العام، وكان ولايزال المخرج العربي الوحيد الذي رشح احد افلامه لجائزه اوسكار في تاريخ اعرق واشهر جوائز السينما في العالم (بدات عام 1927).

اصبح تقليد وجود سينما احدي البلدان كضيف شرف من تقاليد مهرجان «كان» منذ عام 2011 حيث اختيرت السينما المصرية، والسينما البرازيليه عام 2012، ثم السينما الهنديه هذا العام. ولكن برنامج «ضيف الشرف» الهندي لا يقارن ببرنامجي ضيفي الشرف في العامين الماضيين.

من المعروف ان السينما الهنديه هي اكبر سينما منتجه للافلام الطويله في العالم، فهي تنتج اكثر من الف فيلم في السنه، او خمس الانتاج العالمي. وقد كان من اللافت ان تظل السينما الهنديه داخل حدودها، وليس لها مكان علي خريطه السينما العالميه الا باستثناء افلام ساتيا جيت راي (1921-1992) وهو من اعظم فناني السينما في كل تاريخها، وعدد محدود اخر من المخرجين.