المحتوى الرئيسى

رجل العرب.. المريض

05/10 01:18

الدول مثل الانسان.. يولد ثم يشب.. ويقوي، حتي يهرم ويهزمه الشيب.. ليعود يمشي علي عصا.. ويصبح نفسه: الرجل المريض!!

وفي السياسه كذلك.. ولقد عرف العالم دولاً عديده دانت لها الدنيا ثم تدهور بها الحال حتي مرضت.. ثم عجزت.. حتي انتهت. وفي الشرق عرفنا الدول الفرعونيه التي وصلت حدودها وسطوتها شمالاً حتي بلاد الحيثيين، اي تركيا ومعها شمال سوريا وغرب العراق.. وامتدت سلطتها حتي جنوب بلاد الدهب، النوبه.. والي بلاد بونت اي الصومال وشرق افريقيا.. وغربًا حتي برقه وبدايات الشمال الافريقي.. وعرفنا عصر المد الاسلامي الذي وصل الي قمه مجده في عصر الدولة العباسية الي حد ان الخليفه المعتصم خاطب امبراطور اليوم واصفا اياه بانه «كلب الروم» لان جنوده اعتدوا علي سيده مسلمه فصرخت وهي في البريه تستنجد بخليفة المسلمين وهي تهتف من اعماقها: وا اسلاماه.. وا معتصماه.. فنجدها وجند جيشًا لتاديب الروم.. وفي العصر الوسيط شاهدنا الدوله العثمانيه التي حكمت بلادًا تمتد من وسط اسيا «ايران الحاليه» الي كل الجزيرة العربية حتي بحر العرب ومصر والسودان وشمال افريقيا حتي لقب سلطانها بانه الخنكار السلطان ابن السلطان.. ملك البرين والبحرين وكاسر الجيشين «الفارسي والمملوكي» وسلطان العراقين وامام الحرمين الشريفين.. الملك المظفر سليم شاه.. ولكن كل ذلك زال وانتهي وتحول الي «الرجل المريض» او «رجل أوروبا المريض» الذي وصلت جيوشه الي فيينا واستولت علي البلقان وحولت بحر الروم «المتوسط» الي بحر اسلامي.. عثماني.. كل ذلك انتهي واقتسم الطامعون اراضيها.

<< هل نحن الان كذلك. هل اصبحنا رجل الشرق المريض بعد ان كانت مصر هي قبله العالم كله.. فمن اراد ان ياكل عيش كان يحلم بعقد عمل.. في مصر!! فجاء اليها الكل طامعين فاتحين.. حالمين بالحياه الهنيه ولهذا مازلنا نجد فيها حتي الان احفاد كل هؤلاء الاجانب.. نجد في مصر الان الفارسي والعراقي والشامي والتركي والنجدي بل والغزنوي القادم من مدينه غزنه، في افغانستان الحاليه واستقر في.. دمياط ونجد فيها ايضا القبرصي والارناؤوطي والمارديني «في شرق تركيا الان» وكذلك الكردي والكريدلي، او الجريدلي، من جزيرة كريت، وايضا لجا اليها التونسي والمغربي والجزايرلي والفاسي، كل هؤلاء وغيرهم جاءوا مصر يحلمون بتراثها وينعمون بخيراتها وينهلون من عذب مائها.. حتي اليهود كانوا يحلمون من قديم الزمان بعدسها وفومها وبقلها.

<< الان اكثر من خمسه ملايين مصري تشردوا في بلاد العالم: من استراليا في اقصي جنوب شرق الدنيا الي كندا في اقصي غرب الدنيا مرورًا بامريكا واوروبا.. وهم الان يحلمون بالهجره ولو بطريق غير شرعيه الي ايطاليا.. ويطردون الان من ليبيا ويطاردون في الصومال التي كان بحرها - بحر القلزم - الاحمر - بحرًا مصريًا وحتي سنوات قريبه كانت كل دول المنطقه تستمع لراي القاهره.. وترسل اولادها للحياه في مصر والتعلم في مدارسها.. ولم تبخل مصر عليهم ابدًا.. وكان كل ما تقوله القاهره يجد اذانا صاغيه.. فرايها هو الصواب.. وخيرها كان يعم الجميع.. حتي النقود عندهم كان ومازال اسمها «مصاري» نسبه الي مصر وكانت لبنان تنتظر الصيف لتنعم بمصاري السياح المصريين. اي كانت كل دول المنطقه تسالها المشوره.. وتطلب المساعده.. الان انقلبت الصوره.

<< وها هي مصر الان تمد يدها لمن كانت تعطيهم كلها من خيرها. وها هي القاهره التي لم تبخل علي احد تطلب - وتلح في الطلب والرجاء - تطلب المساعده من هذه الدول: من قطر الي ليبيا.. بل ومن تركيا التي ظلت تحلب مصر وخيرات مصر اكثر من اربعه قرون بعد ان هزمتها بالخيانه.

<< مصر الان تتعثر.. تكاد تجثو علي قدميها.. تمد يدها لكل من هب ودب حتي ولو كان صندوق النقد الدولي.. وهنا نستصرخ عصرًا كان عظيمًا عندما رفض جمال عبدالناصر ان يركع حتي تحت اقدام امريكا سيده العالم وربيبها صندوق النقد الدولي واطلق الزعيم صرخته مدويه: تموت الحره.. ولا تاكل بتدييها.. وانطلق يعتمد علي الذات المصريه.

الان مصر في كبوه.. مصر المؤهله منذ القدم لكي تكون في المقدمه.. ها هي تمد يدها.. بينما ليس في مصر من ينادي - او يعمل - علي ان تعتمد مصر علي نفسها.

<< وحكام مصر الان ينظرون - وينتظرون - الي الخارج.. دون ان يفكروا لحظه واحده ان هذا الشعب هو الذي صنع المعجزه.. عندما اكتشف محمد علي باشا هذه الحقيقه.. حقيقه الشعب العظيم والوطن المعجزه.. ونهض بمصر فارتفع بها من الحضيض الي العلا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل