المحتوى الرئيسى

«الدائرى».. احذر خطأ الغير

05/08 13:22

اذا كنت احد العاملين بمصانع المدن الجديده، فان عبور الطريق الدائرى بصفه يومياً ذهاباً واياباً سيكون احدي مهامك الاساسيه في الحياه، لتصبح بذلك واحدا ضمن اكثر من 150 الف سياره، حسب التقديرات الرسميه، تعبر يومياً الطريق الدائري البالغ طوله 100 كيلو متر.

الدائري ليس مجرد طريق ضمن طرق القاهرة الكبرى التي تملؤها العيوب والمشكلات الهندسيه، لكنه بات طريقا حيويا يربط بين اطراف العاصمه وقلبها، وهو ما يجعل التهاون في تامينه او صيانته احتمالا لحدوث كارثه جديده تضاف الي سلسله الكوارث المصريه، خاصه ان جرس الانذار قد انطلق في اواخر عام 2012 بهبوط ارضي تسبب في احداث فجوه عمقها متر ونصف في المسافه ما بين منطقتي المنيب وميدان لبنان، وقلل من اثرها وقوعها فجر الثلاثاء 25 ديسمبر 2012.  «الشروق» قامت برحله مع مهندس مختص بالطرق والسلامه علي الطريق الدائري، لبحث اهم عيوبه واسبابها وطرق علاجها. اصطحبنا المهندس عماد العنترواي السكرتير العام لجمعيه الطرق المصريه، الذي اكد لنا في بدايه الرحله ان هناك عده ازمات في تصميم الطريق الدائري نفسه، اهمها تصميم مسار الطريق الذي يتسع في بعض المناطق ويضيق في مناطق اخري، مشيراً الي ان هذا يتسبب في زياده الاحمال علي جسم الطريق الخرساني واطاله زمن الرحله، بالاضافه الي ازمه فواصل التمدد التي تربط ما بين الكوبري المعدني وجسم الطريق. رحله «الشروق» والمهندس عماد بدات مع التقاء الطريق الدائري ببدايه طريق القاهره ــ السويس، واستمرت حتي نهايه الطريق في طريق الفيوم، حيث استغرقت الرحله مايقرب من ساعتين.

كان اول ما لفت نظر المهندس هو غياب الصيانه التي تسببت في تجمع الرمال علي جانبي الطريق، وهو ما يتسبب في ضيق الطريق وتغطيه الخط الارشادي للحاره المروريه، اشار المهندس الي ان وجود الرمال لا يساعد السائق ابداً علي الوقوف في الوقت المناسب.

ومع الوصول الي نفق «السلام» انتبه العنترواي الي كميات المياه الموجوده علي جانب النفق، والتي تسببت في تضييق الطريق الي النصف تقريباً، واعتبرها دليلا واضحا علي غياب الصيانه، مشدداً علي خطوره وجود المياه بالقرب من جسم الطريق.

اوضح ان وجود المياه بالقرب من الاجزاء المعدنيه بالكوبري لا يمثل خطوره خاصه في الاماكن الزراعيه، لان هذا يعني ان مهندس الانشاء عمل حساب وجود هذه المياه اثناء وضع القواعد الخاصه بالكوبري.

اما في الاجزاء الاسمنتيه، كما يكمل العنترواي، فان الطريق فيها مكون من عده طبقات، منها طبقه الرصف والسن وهي الطبقات العليا من الطريق، وبعدها طبقات الردم، «وهنا تكمن المشكله حيث تتسرب المياه الموجوده الي جسم الطريق وخاصه طبقات الردم، ويختلف تاثير المياه علي هذه الطبقات باختلاف تكوينها، فطبقات الردم المكونه من تربة رملية تتسبب المياه في تحريك هذه الطبقات مما يتسبب في هبوط الطريق، اما الطبقات المكونه من تربه طفليه فان المياه تتسبب في انتفاشها مما يؤدي الي شقوق في جسم الطريق»، بحسب كلامه.

وجود المياه علي جانب الطريق كان مدخلا للحديث عن خطا اخر في تصميم الطريق، حيث اوضح العنترواي ان التصميم الاساسي للطريق لم يضع عددا مناسبا لنقاط تصريف مياه الامطار، وهو ما يتسبب في تجمعها فوق الطريق، مما قد يسبب ازمات مشابهه، خاصه في المناطق التي تشكل انخفاض علي الطريق.

مع الخروج من نفق «السلام» لفت نظر العنترواي غياب تخطيط الحارات بالكامل وذلك حتي الوصول الي قرب مخرج طريق القاهره ــ الاسكندريه الزراعي، وقال «وجود هذه العلامات ضروره للسلامه علي الطريق خاصه ليلاً لارشاد السيارات الي جوانب الطريق، وعدم الالتزام بها قد يتسبب في اصطدام السيارات بجوانب الطريق».

 مع اختلال عجله القياده من يد سائق السياره التي تقل مهندس الطرق و«الشروق» قبل مخرج المرج، كانت البدايه للكشف عن عيب جديد بالطريق الدائري وهو اختلاف منسوب الطريق، والسبب في ذلك هو انخفاض طبقه الاسفلت الموجوده علي الطريق في بعض المناطق، وذلك بسبب الحمولات الثقيله، حيث كشف العنترواي عن ان جسم الطريق مصمم لتحمل حمولات ثقيله حتي 90 طنا فقط، وليس 160 طنا، مشيراً الي ان الحل الوحيد لتلك المشكله هي كشط طبقه الاسفلت القديمه، وعمل طبقه جديده متساويه، مشيراً الي انها عمليه مكلفه وصعبه للغايه خاصه في مناطق الجسم الخرساني للطريق، ليتصادف قوله مع مرور السياره فوق جزء من الطريق تم كشطه بالفعل ولكن لم يدخل مرحله الرصف بعد.

واضاف العنترواي الي ان الحمولات الزائده قد تتسبب في شروخ في طبقات الاسفلت قد تصل الي الاساس الخاص بالطريق، واشار الي شروخ ممتده امامنا علي الطريق، مشدداً علي ضروره العمل علي صيانه هذه الشروخ وتحديد ما اذا كانت في طبقات الاسفلت فقط ام امتدت الي اساس الطريق.

وعن طرق اصلاح هذه الشروخ اكد العنترواي ان الشروخ اذا وجدت علي الاجزاء الخرسانيه للطريق يمكن اصلاحها بازاله طبقه الاسفلت، وعمل طبقه جديده في حاله وجودها في الاسفلت فقط، اما في حاله وصولها الي الاساس يجب ان تتم ازاله طبقات الردم واضافه طبقات جديده، الا ان المشكله تكون كبيره في حاله وجود هذه الشروخ علي الاجسام المعدنيه للكباري الواصله بين الطريق، مشيراً الي ان ذلك من الممكن ان يعني ببساطه وجود ازمه في الجسم المعدني تتمثل في صدا او تاكل يجب اصلاحها.

وعن المده اللازمه للصيانه المطلوبه، قال العنترواي «المفترض ان تتم صيانه الاجزاء المغموره في المياه كل 5 سنوات، وتنخفض هذه المده في باقي اجزاء الطريق الي 3 سنوات فقط»، مشيراً الي ان العمر الافتراضي للطريق بالكامل هو 200 عام في حاله الاستخدام الصحيح للطريق.

الاستخدام الصحيح للطريق كما فسره المهندس يعني الصيانه المستمره، بالاضافه الي استخدامه كما تم تصميمه كطريق سريع، لا يحتوي علي مطبات صناعيه او يستخدم كموقف للسيارات، وهو ما لا يحدث علي ارض الواقع حيث يقوم الركاب بايقاف سيارات الميكروباص فوقه، «المفروض ان تكون مواقف السيارات اسفل الطريق».

بالقرب من مخرج طريق القاهره ــ الاسكندريه الزراعي المؤدي الي القاهره تجد سيارات مصفوفه علي جانب الطريق لتغلق 3 من اصل 4 حارات، حيث يشكل هذا الموقع موقف سيارات مدينه 6 اكتوبر، والهرم، كما توجد عده عربات لبيع الفواكه والسجائر والعصائر، وهو ما دفع العنترواي للتعليق علي الموقف قائلاً «هذا احد اساليب الاستخدام الخاطئ للطريق».

اغلاق 3 حارات مروريه يتسبب في تكدس السيارات، خاصه مع التكدس الطبيعي الذي يحدث مع المخرج المؤدي الي طريق الذهاب الي الاسكندريه والمعروف باسم مخرج «قليوب» بسبب ضيق المخرج، ومرور سيارات النقل الثقيل لتواجد عدد ضخم من المصانع علي هذا الطريق مما يتسبب في ازمه مروريه مزمنه في هذه المنطقه. اشار المهندس الي انه رغم عدم امكانيه توسيع هذا المخرج، الا ان هناك عده حلول منها ايجاد محور جديد للطريق، كالمحور الذي اعلن عنه رئيس الوزراء هشام قنديل والذي من المفترض ان يربط بنها بالطريق الدائري.

لم يكن التكدس هو السبب الوحيد للتوقف عن مخرج الطريق الزراعي، حيث ظهرت في هذه المنطقه بصوره واضحه ازمه فواصل التمدد، والتي شرحها العنترواي قائلاً «حين تم تصميم الدائري وضعت فواصل تربط الاجزاء الخرسانيه بالكباري المعدنيه، بحيث تستوعب التغيرات الناتجه عن تمدد وانكماش الكباري المعدنيه مع تغير الفصول ودرجات الحراره، لكنها لم تسمح بتداخل الفواصل مع بعضها، فظهرت اجزاء اعلي من اجزاء، مما يتسبب في وجود مطبات، في بعض الاماكن يصبح الجزء الاعلي كالسكين قد يسبب انفجار اطارات السيارات اذا كانت غير ممتلئه بالهواء، او اذا كانت السياره محمله بحموله ثقيله». تغيير الفواصل وهو ما تقوم به الهيئة في عدد من الاماكن، هو الحل الاول لتلك المشكله، او تغطيتها بطبقه من الاسفلت وهو حل سريع يتسبب في انبعاج الفاصل وظهوره كمطب.  الشرطه والهيئه العامه للطرق والكباري هي الجهات المنوطه بمراقبه حمولات السيارات التي تسير علي الدائري، بحسب العنتراوي. بالقرب مما يعرف بـ«سلم بشتيل» ظهرت معدات هيئه الطرق والكباري التي تنفذ اعمال توسيع للطريق، قال عنها مهندس جمعيه الطرق المصريه «الهيئه تحاول تلافي عيوب التصميم الاصلي في الاماكن الضيقه بعمل محاور جديده او توسيعات في الطريق كما هو الحال في توسيع الطريق الدائري في منطقه الرمايه».

علي الطريق الدائري وتحديدا عند مناطق المدن الجديده التي يكثر بها الشركات والنوادي، وفي اماكن الالتقاء بوسط البلد، يتكرر مشهد انتحاري يقوم فيه مواطن او مجموعه بعبور الطريق السريع وهو ما يتسبب في وقوع عدد كبير من الحوادث. اعتبر العنترواي ان هناك ازمه في التصميم الاصلي للطريق خاص بقله عدد اماكن عبور المشاه.

عند نقطه التقاء الطريق الدائري بكوبري المنيب او ما يعرف بالقوس الغربي اشار العنتروي الي شقوق كثيره تمثل حفره صغيره انخفاضها لا يزيد عن 10 سنتيمترات، نتيجه عدم التنفيذ الصحيح مما تسبب في هبوط في منطقه الربط.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل