المحتوى الرئيسى

«جبل الطير»: مغارة أثرية وأعمدة حجرية وصخرة مفرغة.. هنا اختبأت العائلة المقدسة

05/05 09:33

علي الضفه الشرقيه لنهر النيل بالمنيا وتحديداً امام مركز سمالوط شمال شرق المحافظه، يقع دير جبل الطير؛ يضم كنيسه السيده العذراء التي تعد من اقدم الكنائس الاثرية في مصر.

قدسيه الكنيسه، التي يفد اليها اكثر من مليوني زائر كل عام من كل الجنسيات في ذكري مولد العذراء، لم تاتِ من فراغ، فداخلها تقع المغاره التي اختبا فيها الطفل يسوع وامه مريم البتول لمده ثلاثه ايام هرباً من بطش الرومان.

يروي الاب متي كمال حنا، خادم الكنيسه، قصه الدير والكنيسه الاثريه قائلاً: «بدات رحله هروب العائلة المقدسة لمصر بمحافظات الوجه البحري، ثم توجهت الي منطقه مصر القديمة بالقاهره، بعدها انتقلت الي محافظة المنيا حيث تنقلت بين البهنسا ودير الجرنوس وإشنين النصارى بمغاغه، قبل ان تصل الي جبل الطير بسمالوط، وفي المغاره الصغيره التي تقع بحضن الجبل اختبات السيده العذراء والطفل يسوع لمده ثلاثه ايام حلت فيها البركات بالمنطقه، ثم انطلقا الي دير المحرق بمحافظه أسيوط واقاما هناك لمده 6 اشهر و10 ايام».

يواصل الاب متي قائلاً انه في عام 328م جاءت الي الجبل الملكه هيلانه ام الملك قسطنطين الاول، وعندما علمت من الاهالي ان العائله المقدسه زارت هذه المنطقه واختبات في المغاره، امرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطه بالمغاره علي نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية، واطلقت عليها اسم كنيسه السيده العذراء، وهي عباره عن صخره واحده تم تفريغها الي اربعه حوائط صخريه، وبالصحن 10 اعمده صخريه، وفي عام 1938 تم تجديد وبناء الطابق الثاني والثالث بالكنيسه.

ويؤكد الاب متي ان المسئولين بمطرانيه سمالوط تقدموا بعده طلبات للجهات المختصه لترميم المغاره التي يبلغ عمرها اكثر من 15 قرناً، وانهاء جميع الاوراق والاجراءات الخاصه باعمال الترميم، غير ان المسئولين لم يستجيبوا حتي الان، او كما قال: «ما حدش سال فينا».

ويستعرض خادم الكنيسه تاريخ دير السيده العذراء والاسماء التي اطلقت عليه قائلاً: «سمي هذا الدير بجبل الطير نسبه الي طيور البوقيرس المهاجره، التي كانت تاتي سنوياً وتستقر علي سفح الجبل وتنقر بمنقارها في صدع الجبل، وكل طائر يمسك بالجبل يرفرف بجناحه حتي الموت، ومن هنا جاءت التسميه».

ويضيف الاب متي: «ذكر المؤرخ علي باشا مبارك في كتاب الخطط التوفيقية انه يوجد دير قديم يقع علي سفح الجبل بالقرب من مدينه سمالوط ويضم سلمَي درج احدهما بالناحية البحريه والاخر بالناحيه القبليه، والسلمان يربطان بين الجبل ونهر النيل، وتوجد بالدير بكره كانت تستخدم في الصعود للجبل والنزول منه، ونسبه الي اهميتها في المكان سمي الدير بالبكاره».

ويواصل خادم الدير فيقول ان البابا ثيوفيليس الثالث والعشرين في عدد الاباء البطاركه بالكرسي السكندري، ذكر ان العائله المقدسه عبرت نهر النيل، واثناء العبور كادت صخره ان تسقط عليهم من اعلي الجبل، فخافت السيده مريم علي حياه الطفل يسوع، وهنا اشار الطفل بيده ورفع كفه لاعلي ناحيه الصخره ودون ان يلمسها طبع كفه عليها، وظلت هذه الصخره موجوده حتي اخذها الرحاله ايام الاحتلال الانجليزي لمصر، وهي الان موجوده في المتحف البريطاني بقسم الاثار المصريه او قسم الاحجار، وبسبب ذلك يطلق احياناً علي المنطقه دير الكف او جبل الكف او كنيسه الكف؛ تكريماً لكف المسيح التي طبعت علي الصخره».

ويحكي الاب متي قصه الساحره الظالمه التي سقطت بكتبها وسلاسلها الحديد عند قدوم الطفل يسوع والسيده العذراء قائلاً: «قبل وصول العائله المقدسه كانت تعيش في هذه المنطقه ساحره ظالمه وشريره، اعتادت ان تفرض الجزيه والاتاوات علي البواخر والمراكب الشراعيه التي تعبر نهر النيل متجهه الي الصعيد ومحافظات الوجه البحري، واذا رفض احد دفع الاموال كانت تقوم باغراق المراكب في النهر، ولكن هذه الاسطوره انتهت وتبددت بقدوم العائله المقدسه، حيث ارادت الساحره ان تنتقم من الطفل يسوع والسيده العذراء، واثناء وجودهما بالجزيره السفليه استخدمت سحرها لاسقاط الصخره عليهما، لكن بركه الطفل يسوع حطمت الساحره عندما اشار بيده الي الصخره فتصلبت مكانها وطبع كفه عليها دون ان يلمسها، وسقطت الساحره في التو بكتبها وسحرها والسلاسل الحديد التي كانت تحملها».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل