8 عروض فنية لتطوير الحديد والصلب

ربما كان اختيار رئاسه الجمهوريه الاحتفال بعيد العمال من داخل مجمع الحديد والصلب هذا العام رساله مفادها بدء استعاده  قطاع الاعمإل ألعام لاهميته النسبيه في النشاط الاقتصادي وتركيز واضح علي الصناعات الكبري والاستراتيجيه التي كانت في وقت ما قائده وقاطره التنميه والتشغيل في مصر.

ليس عيباً ان تعي الحكومه خطر الاهمال الطويل الذي تعرضت له هذه الشركه، الذي وصل الي حد تهديدها قبل عده اشهر بالتصفيه نتيجه تجاوز خسائرها اكثر من النسبه المقرره قانوناً للاستمرار، ولولا الوعي باهميه تلك الصناعه الاستراتيجيه لما صدر قرار الجمعية العامة برفض تصفيتها واتخاذ قرار بالعمل علي اقالتها من مشكلاتها.

ومنذ نشاه الشركه عام 1954 مرت بالعديد من النجاحات وايضاً الازمات، الي ان وصلنا الي قرار اطلاق مناقصه عالميه لتطوير الشركه.

اسامه صالح وزير الاستثمار، اكد في تصريحات خاصه لـ «الوفد» ان الشركه تلقت بالفعل 20 عرضاً من شركات عالميه تقدمت للدخول في الدراسه الفنيه الخاصه بالتطوير.. واضاف انه تم الاتفاق علي دراسه 8 عروض فنيه منها، وبشر بقرب الاعلان النهائي عن اختيار العرض الفني لبدء الدراسه، التي تعتبر طوق النجاه للشركه.. الوزير اكد ايضاً تنوع العروض المقدمه منها شركات مصرية واوكرانيه وروسيه.

التصريح السابق يؤكد ان حلم انقاذ الحديد والصلب بات قريباً وتدعمه اخر التقارير حول وضع الشركه المالي.. كما قال المهندس محمد سعد نجيده رئيس مجلس اداره الشركه مؤخراً خلال اخر اجتماع تم مع وزير الاستثمار لبحث حال الشركه، الذي اكد انخفاض نسبه المخزون خلال العام الحالي في مقابل ارتفاع نسبه المبيعات، ليصل اجمالي قيمه الانتاج المخزون الي 300 مليون جنيه فقط بعد ان كان يتعدي الـ 600 مليون جنيه، كما اكد انه تم الاتجاه مؤخراً الي ربط معدلات الانتاج بما هو مطلوب للبيع الفعلي، وذلك لتفادي تضاعف نسبه المخزون الراكد من انتاج الشركه في مخازنها.

كما اكد رئيس الشركه بدء انضباط الحالة الماليه للشركه، بما يمكنها من الانتظام في سداد 60 مليون جنيه شهرياً من ميزانيه احتياجاتها من الكوك، وكذلك المتاخرات المجدوله علي الشركه من قيمه استهلاك الغاز والكهرباء والتامينات، فضلاً عن سداد 46 مليون جنيه شهرياً قيمه اجور العاملين بها.

وزير الاستثمار اكد استعداد الجانب الروسي للمعاونه في تطوير 4 افران في مجمع الحديد والصلب حتي يرقي انتاجه الي المستوي العالمي وينافس في التصدير.. وقال: ان هناك وفداً من روسيا سيصل خلال ايام لبحث وضع شركه الحديد والصلب.

والواقع يؤكد ان الشركه تحتاج الي التطوير منذ عام 1977 ولكن للاسف لم يحدث وما ساعد علي استمرارها في العمل هو جهود مهندسيها في عمليات الاحلال والتطوير وفقاً لابسط الامكانيات حتي تتمكن من الاستمرار ودائماً ما كانت العقبه الاساسيه هي التمويل، خاصه وهي شركه كبيره يعمل بها نحو 12 الف عامل.

ووفقاً للدراسات التي اعدتها الشركه حول مطالب التطوير العاجله فهي تشمل:

تطوير خمس ماكينات التبليد وهي مصدر امداد الشركه بالاوكسيد، بالاضافه الي تطوير وحده صب البليت وفرن البوتقة لتحسين جوده المنتج في الصب وتطوير الدرفله وماكينات الدرفله وتصل تكلفه التطوير الكامل للشركه الي نحو 2 مليار جنيه، الا ان المرحله الاولي تتكلف في حدود 70 مليون دولار، ثم تطوير الفرن العالي الرابع والورش والمناجم وعمل وحده تسليح حديد جديده وكل تلك المراحل تسمح للشركه ان تصل الي مرحله التعادل وان توققف خسائرها، ومن ثم تنطلق نحو تحقيق ارباح وتستغرق خطط التطوير نحو 5 سنوات والمرحله الاولي تستغرق عام ونصف العام فقط.

يذكر ان خسائر الشركه في 2010/2011 كانت 344 مليون جنيه، وزادت في 2011/2012 الي 401 مليون جنيه، نتيجه لكل العوامل السابقه من تراجع الانتاج وتقادم المعدات.