المحتوى الرئيسى

ثمانون مسجونًا مصريًا يعانون العنصرية الإسرائيلية في سجون الدولة العبرية

05/01 21:17

اعلن السجناء المصريون بالسجون الاسرائيليه في الدولة العبرية اضرابهم عن الطعام الذي بدا اليوم الاربعاء نتيجه للمعامله السيئه التي يعاني منها السجناء المصريين هناك في تلك السجون التي تستخدم كافه الاساليب الارهابيه ما بين الهادئه و العنيفه لطمس الشخصية المصريه من جميع النواحي جسمانيًا و معنويًا مما دفع السجناء الي اللجوء الي الاضراب عن الطعام كنوع من كروت الضغط علي السلطات الاسرائيليه مما قد يؤدي في حاله الاستمرار لاستخدام العنصريه ان يلجا السجناء الي منظمه حقوق الانسان كنوع من الحلول لابانه الاساليب القمعيه الاسرائيليه الظاهر منها و الباطن.

ان هذا الملف الذي اجبرنا علي التلفت اليه من خلال تدابير القدر باجراسه المقرعه للتنبه للاخطار القادمه في مستقبل مجهول ملبد بالاستفهامات الكثيره حول مصير المنطقه بوجه عام و مصير مصر بوجه خاص في ظل الجدل السياسي و الاقتصادي الذي يفرض نفسه بقوه علي الساحه المصريه لنري هذا الملف يلوح لنا كجزء هام من تلك القضايا الشائكه حول السؤال الذي يردد نفسه دائمًا:

اذا تمعنا في الاسباب التي جعلت هؤلاء المصريون يذهبون لاسرائيل نجد ان حسب انواع تهمهم من خلال الثمانين مسجونًا من بينهم 8 مساجين بتهم جنائيه تدور حولهم فلك السبب الموحد لذهابهم هناك الا و هو ضيق الحاجه و البحث عن العمل في ظل انتشار البطاله و الظروف الاقتصاديه العسيره التي تدفع هذا الشباب الذي يعاني من الفراغ ان يسعي الي العمل حتي و لو في اسرائيل او الدخول في بوتقه البطولات الوهميه لتحرير فلسطين بمحاوله الدخول للدوله العبريه عبر الحدود كما حدث عام 2004 بمحاوله طلبه حلوان بدخول اسرائيل عبر رفح فتم القبض عليهم و وضعوا في السجون الاسرائيليه و الاهالي في حاله من الصياح المرير طلبًا لنجده ابنائهم من البراثن الاسرائيليه بسؤالهم لوزارة الخارجية المصرية و تم الاستجابه و لكن بالمماطله و التسويف الاسرائيلي بالافراج عن الطلبه المصريين مقابل الافراج عن الجاسوس الاسرائيلي ذو الاصول الدرزيه السوريه (عزام عزام) الذي قُبض عليه عام 1997 بتهمه التجسس لصالح اسرائيل من خلال تنكره كخبير في صناعه المنسوجات و تهريبه لاجهزه التصنت عبر الاقمشه و تم الحكم عليه بالسجن لمده خمسه عشر عامًا ليهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذاك الوقت (بنيامين نتنياهو) القضاء المصري و يتهمه بالتعسف في احكامه لتاتي الفرصه سانحه لاسرائيل عبر هؤلاء الطلاب لتستخدم كارت (عزام عزام) عام 2004 ليفرج عنه مقابل الافراج عن الطلبه و كان لرئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت (أرييل شارون) دورًا في الافراج عن عزام عزام ليعود لاسرائيل وسط احتفالات كبيره و يعلن (عزام عزام) علي الملا:

انا كنت ميت من سبع سنين و اليوم شارون احياني من جديد.

هنا فتحت الملفات حول هذا التعتيم المحاط باحوال سجنائنا في اسرائيل و يتم استعراضها و يتم ابرام اتفاقيه (الكويز) بين مصر و امريكا و اسرائيل عام 2004 ليتم التوقيع في ظل الانشغال بمسألة عزام عزام حتي لا يوضع النظام موضع المُساله في عصر الرئيس السابق حسني مبارك و يتم التركيز علي معامله اسرائيل للسجناء المصريين في ظل تساؤل العالم علي معامله السجناء العرب و المسلمين في سجون (جوانتانمو) و تغفو ملفات هذا الموضوع اعوامًا لتحيا مره اخري في ظل الاعلان عن هذا الاضراب الذي بدا دوران عجلاته اليوم.

اكد (نصر سليمي زارع) احد المسجونين المفرجين عنه مؤخرًا من السجون الاسرائيليه و هو من ابناء سيناء الذي سجن في اسرائيل لمده ثلاث سنوات من اربع سنوات حكم عليه بالسجن من المحاكم الاسرائيليه و الذي اكد ان المعامله في السجون الاسرائيليه تتسم بالعنصريه و ذلك بتقديم وجبات الطعام في غايه السوء حيث تقدم الدواجن نيه و كل الاكل عباره عن ارز و بعض لحم اللانشون الغير مطهيه بما فيه الكفايه مما ادي الي انتشار الامراض و كل هذا بسبب عدم امتلاكهم لاموال شخصيه تجعلهم يشترون احتياجاتهم من كانتين السجن و هذا اتٍ من تقصير الحكومة المصرية للاهتمام بالسجناء المصريين علي عكس السجناء الفلسطينيين الذين يجدوا الرعايه من سلطه (ابومازن) حيت تاتي لهم الاموال تفاديًا للمشاكل الصحيه و هنا يبرز لنا (نصر سليمي زارع) مدي التقصير الذي ينتاب الدبلوماسيه المصريه في الاهتمام بابنائه اسري الدوله العبريه في سجونها سواء من السفاره المصريه ب(تل ابيب) او من القنصليه المصريه ب(ايلات).

يتم ترحيل المصريون بالسجون الاسرائيليه ما بين سجن (اوفك) ب(نتانيا) و سجن (بئر سبع) و سجن (الرمله) و هو سجن للترحيلات لا زال يقبع فيه عدد كبير من السجناء المصريين علي الرغم من الافراج عنهم بقرار المحكمه و لكن يظلوا سجناء علي ذمه الدبلوماسيه المصريه ما بين السفاره و القنصليه حتي يتم اثبات جنسيتهم المصريه عبر الاوراق الرسميه و هذا ما حدث مع السجين (جهاد سلمان) الذي يبلغ من العمر سبعه عشر ربيعًا مفرج عنه منذ شهر بقرار من المحكمه الاسرائيليه و لا زال قابعًا في سجن (الترحيلات) بالرمله لحين اثبات جنسيته المصريه بناءً علي طلب الدبلوماسيه المصريه.

اذا تاملنا لاختيار اسرائيل لسجن الترحيلات ان يكون بالرمله فلهذا الاختيار دلالات سياسيه و تاريخيه حيث تلك المنطقه هي التي عُقد فيها (صلح الرملة) بين الناصر صلاح الدين و الملك ريتشارد قلب الأسد اثناء الحمله الصليبيه الثالثه علي القدس التي اجهضها صلاح الدين و حافظ علي القدس و هنا قامت اسرائيل بتحويل تاريخيه المكان الي مغزي سياسي مؤلم يحول الذكري الجميله الي ذكري اليمه لكل عربي و مسلم.

هنا نجد اننا امام عدد كبير من المساجين المصريين القابعين في سجون اسرائيل و لا حياه لمن تنادي للخارجيه المصريه في السؤال عنهم و البحث عن مخرج لهم الا في حالات المساومه و التسويف و التي تكررت كثيرًا في تاريخ الصراع المصري الاسرائيلي و بالتحديد منذ عام 1967 حيث تم الافراج عن الجاسوس الشهير الالماني الاسرائيلي (وولف جانج) الذي كان متسترًا في مصر بامتهانه مدربًا للخيول بنادي الجزيره و تم القبض عليه هو وزوجته بتهمه التخابر للمخابرات الالمانيه و لكن اكتشف انه كان يتخابر لصالح الموساد الاسرائيلي فتم وضعه للمحاكمه في دار القضاء العالي عام 1968 و بمفاوضات بين المخابرات المصرية و الاسرائيليه تم الاتفاق بالافراج عن (وولف جانج) و زوجته و تبرئتهم من تهمه التجسس مقابل فك اسر تسعه ضباط مصريين اسروا منذ حرب الايام الست في يونيه عام 1967.

كانت مساله الافراج عن جواسيس اسرائيل نقطه ضغط في القضايا المصيريه بين مصر و اسرائيل و ذلك في اكتوبر 1973 اثناء رحله (هنري كيسنجر) وزير الخارجيه الامريكي المكوكيه في منطقة الشرق الاوسط لحل مشكله البترول التي انفجرت في تلك الحرب و كانت من ضمن الشروط للتوصل الي مفاوضات هو طلب رئيسة وزراء اسرائيل (جولدا مائير) من الجانب المصري بالافراج عن (هبة سليم) الجاسوسه الشهيره التي تجسست لصالح اسرائيل و كانت في السجن و اقترب موعد تنفيذ حكم الإعدام عليها و قال السادات لكيسنجر:

و هي لم تعدم و تم تنفيذ حكم الاعدام عليها بعد نهايه زياره كيسنجر و بكت عليها جولدا مائير و بعد مرور اربعه اعوام في عام 1977 حتي تتم عمليه مبادره زياره السادات للقدس ساوم بيجن السادات بالافراج عن (انشراح) الجاسوسه الشهيره زوجه موسي الذي اعدم قبلها و طلب بيجن الافراج عنها مع ارسال انشراح رساله للسيده (جيهان السادات) تطلب العفو و تم الافراج عنها لتسيير عمليه السلام و اتمام زياره السادات للقدس في 19 نوفمبر و حتي 21 نوفمبر 1977.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل