المحتوى الرئيسى

ألمانيا: طبيب عربي يطوّر علاجا للربو وأمراض الحساسية

04/30 09:20

يعمل الطبيب السوري الاصل موسي قسيس في عيادته البسيطه في مدينه دورتموند منذ  عام 1987. ومنذ عام 2009 اصبح زوّار عياده الطب الباطني للطبيب قسيس لا ياتون من مدينه دورتموند وحدها، بل من عده مدن من المانيا ومن خارجها. هؤلاء المرضي يبحثون عن علاج لمرض يعتبر في مفهوم الطب "مرضاً مزمناً" ولا يمكن الشفاء منه. الا وهو مرض الربو. لكن للطبيب قسيس وجهة نظر اخري في علاج هذا المرض، الذي يعاني منه ملايين الناس حول العالم، ويلقي مئات الالاف حتفهم بسببه.

طور الطبيب السوري موسي قسيس علاجا نهائيا لمرض الربو ولامراض الحساسيه، حسب قوله. وبدات قصه علاجه للربو مع اطفاله قبل خمسه عشر عاما. فقد كان ولداه مصابيْن بمرض الربو، وكانت حاله الابن الاكبر اسوا من حاله شقيقه. وحسب ما يروي الدكتور موسي بنفسه، فان اكبر ولديه ساله ذات مره : "لماذا يمكن لشقيقي الضحك بسهوله، بينما لا يمكنني ذلك؟". توقف الطبيب الاب عند سؤال ابنه طويلا. وفكر بعدها باجراء تجربه علاج علي صغيره، الذي يستخدم ادويه الربو. وفي اليوم التالي اصطحب الاب الطبيب صغيره المريض معه الي عيادته. بدا الطبيب تجربته، وبعد خمس دقائق فقط من اجراء التجربه، نهض ولده قائلا " ابي، استطيع التنفس". ويضيف الطبيب قسيس: " اختفت الحشرجات من صدره وتوقف عن السعال. كان امراً لا يصدق".

اكثر مرض مزمن يصيب الاطفال حول العالم هو مرض الربو

اربعه وعشرون عاما من المعاناه

منذ عام 2009 يعالج الطبيب موسي قسيس مرضي الربو وامراض الحساسيه علي انواعها بنجاح. احد الذين عالجهم الطبيب قسيس، هو الشاب باتريك كلكا، البالغ من العمر 27 عاما من مدينه برلين. ويروي باتريك قصته مع الربو "في البدايه كنت متشككا وتساءلت، ان كان من الممكن حقا التخلص من هذا المرض؟ وجدت عنوان الطبيب قسيس في الانترنت. كانت تعليقات زوار صفحه عيادته تثير الذهول ويصعب تصديقها. لكني لم انتظر طويلا واتصلت به".

عاني باتريك منذ الطفوله من مرض الربو القصبي. وكان يصاب بنزلات برد بشكل مستمر وبالتهابات رئويه ايضا. وخاصه الفتره التي سبقت زيارته للطبيب قسيس، كانت سيئه جدا حسب قوله. اذ يضيف "زرت الطبيب اربع مرات. شعرت بتحسن بعد اول علاج. وبعد رابع جلسه علاج، لم اعد اشعر باي اعراض للربو. لم اعد استخدم الادويه المخففه لأعراض المرض".

ويختم باتريك حديثه مع DWبالقول وهو يبتسم: "اصبحت امتلك مناعه اقوي ضد الامراض، لقد كنت في رحله مع اصدقائي الي جزيره مايوركا الاسبانيه. بعد عودتنا اصيب كل اصدقائي بنزلة برد، سوي انا، لم اصب باي مشكله ولم تنتقل لي العدوي". مقارناً بذلك حالته، عندما كان يصاب بنزلات برد والتهابات رئويه بشكل مستمر.

 اسباب الاصابه بالربو مختلفه، منها اسباب بيئيه ووراثيه. واحيانا تكون بسبب تشخيص طبي خاطئ لمرض معين، مثل حال السيده كولبه السبعينيه العمر. فهي تؤكد ان طبيبا ما، اخطا في تشخيص التهاب رئوي اصابها. مشخصا السعال حينها، بانه سعال طبيعي خفيف، بعدها اصيبت السيده كولبه بالربو. وتقول" زرت طبيب الامراض الصدريه وقال لي انني مصابه بالربو. اصبت بعدها عده مرات بازمات حاده ونقلت الي قسم الطوارئ في المستشفي بواسطه سياره الاسعاف".

وطلب منها الاطباء ان تتعايش مع المرض، لانه مرض مزمن لا يوجد له علاج نهائي. لكنها تضيف "لست ممن يقبلون الامور علي علاتها بسرعه، بحثت في الانترنت ووجدت عنوان الطبيب قسيس. اتصلت به. توجهت اليه مع زوجي".

وتقول السيده كولبه، بعدما لاحظت ان العياده تقع في الطابق الاول :"قلت لنفسي يا الهي، كيف لي الوصول الي العياده. وحينما دخلت، لم اكن بالكاد استطيع التنفس. لاحظ ذلك مساعدات الطبيب، فادخلنني الي غرفه الفحص الطبي مباشره". وتضيف "بدا بعلاجي، وبعد خمس دقائق فقط، استطعت التنفس من جديد ودخل الهواء الي رئتي بعد عام كامل من المعاناه. بعد فتره ذهبت الي طبيب الامراض الصدريه واكد لي انني لا اعاني من الربو".

الربو هو المرض المزمن الاول الذي يصيب الاطفال حول العالم. ويبدو ان استجابه الاطفال لعلاج الطبيب قسيس اسرع بكثير منها عند البالغين. كاترينا مثلا، فتاه تبلغ من العمر 12 عاما، كانت تعاني من الحساسيه تجاه اشياء كثيره سببت لها الربو. اذ تقول لـ DW"كنت استعمل ادويه الربو منذ ان كان عمري ثلاثه اعوام. هذا المرض اثر علي حركتي ولم اكن اتمكن من ممارسه الرياضه بشكل منتظم في المدرسه".

 كانت ام كاترينا متشككه في البدايه في نجاعه هذه الطريقة، لكنها قررت ان  تجرب: "ذهبنا اليه في حاله كانت فيها كاترينا تعاني من صعوبه بالتنفس، عيناها كانتا حمراوتين ووجها منتفخ". وعن حالتها بعد البدء بالعلاج تقول ام كاترينا "بعد العلاج مباشره استطاعت التنفس وتحول لون عينييها من احمر الي ابيض من جديد. انا ممرضه وكنت متشككه باي علاج خارج العلاج التقليدي. لكنني لاحظت مندهشه كيف ان ابنتي تغير حالها خلال دقائق، وتوقفت تلك الاصوات الخارجه من صدرها بسبب صعوبه التنفس". وبعد فتره تقول ام كاترينا "ذهبنا لطبيب الاطفال وقمنا باجراء فحص وظائف الرئه الاعتيادي، والنتيجه هي: لا اثر للربو عند كاترينا. انه امر مدهش وصعب التصديق".

ولكن كيف يستطيع الطبيب قسيس علاج مرضاه بهذه السرعه؟ اغلب الذين اتصلت بهم DWممن عالجهم الطبيب، كانوا متشككين ومرتابين في البدايه. فمرض الربو مرض تعالج نتائجه فقط، ويصاحب من يعاني منه طيله العمر. ويودي بحياه مئات الالاف حول العالم سنويا. يشرح لنا الطبيب نظريته في علاج مرضي الحساسيه والربو والتي اساسها، ان امراض الحساسيه وخاصه الربو، ليست الا نتيجه خلل في الاتصال بين الاجهزه العصبية. اذ يقول ان الجهاز العصبي المركزي يتحكم من خلال العصب اللاارادي بجميع الوظائف الحيويه بجسم الانسان. ويتكون العصب اللاارادي بدوره من جهازين عصبيين: الودي واللاودي. الودي ياتي عن طريق الحبل الشوكي واللاودي ينبثق مباشره من عصب الجمجمه ( الاعصاب القحفيه).

هناك توازن في عمل الجهازين الودي واللاودي. وكل منهما يضبط عمل الاخر، حسب احتياجات جسم الانسان. فدقات القلب يُسرّعها الودي ويبطئها اللاودي. كما انهما ينظمان عمل عضلات القصبات الهوائيه. فزياده عمل اللاودي يدفع بعضلات القصبات الي التشنج. وردع عمله يكون عن طريق الجهاز الودي الذي يؤدي الي ارخاء العضلات. ومن المعروف ان تشنج عضلات القصبات الهوائيه يؤدي الي مرض الربو. ويضيف الطبيب قسيس"حسب استنتاجي، هناك خلل في الاتصال بين الجهاز العصبي الودي والجهاز العصبي المركزي، ولهذا لا يتمكن الجهاز العصبي المركزي من ضبط عمل الجهاز اللاودي وردعه عن طريق عمل الجهاز العصبي الودي".

ويضيف الطبيب قسيس موضحا، ان العمل الفسيولوجي للجهاز الودي هو زياده في افرازات هرمون الادرينالين، لذلك تستخدم مشتقات الادرينالين، وهي Sympathomimetic، ممثله بدواء السالبيتامول، الذي يعمل علي ازاله تشنج عضلات القصبات الهوائيه مؤقتا. لكن عند نهايه مفعول الدواء، يعود الربو بشكل اقوي من ذي قبل، وتزداد حاجه المريض الي العلاج، ويضيف" اعتقد انه بسبب زياده عمل الجهاز العصبي اللاودي، يدور المريض في حلقه مفرغه، فالربو يزداد، وتزداد الحاجه لمعالجته".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل