المحتوى الرئيسى

سياسيون وأكاديميون: حظر العمل السياسي نتيجة خسارة "الإخوان" في انتخابات اتحاد الطلاب

04/28 18:03

اثارت تصريحات الدكتور مصطفي مسعد - وزير التعليم العالى - مجدداً حاله من الغضب بين الطلاب وأعضاء هيئه التدريس في الجامعات المصريه، برفضه ممارسه اي نشاط حزبي داخل الجامعات، وذلك خلال لقائه باعضاء لجنه التعليم والبحث العلمي بمجلس الشوري، والذي قال فيها انه لو تم السماح بذلك سيؤدي الي انتشار نحو سبعين حزبًا بما يسهم في تاجيج الصراع والخلافات بين الطلاب، وانه لا يمانع من ممارسه التثقيف السياسي بين الطلاب بشرط وجود ميثاق شرف!!!

ورات بعض الاراء ان هذه التصريحات في هذا التوقيت والذي صدر عدداً من المرات تزامناً مع بدايه اعلان سقوط الأخوان المسلمين في انتخابات الاتحادات الطلابيه في الجامعات، ثم اكد عليها في تصريحاته الاخيره امام الشوري، بعد هزيمتهم علي تولي منصب رئاسه اتحاد الطلاب.

قال دكتور يحيي القزاز - استاذ العلوم في جامعة حلوان، وعضو حركه 9 مارس، عن هذه التصريحات لـ "البديل" – ان تصريحات الوزير الاخيره والذي تحدث فيها عن حظر الممارسه السياسيه والحزبيه في الجامعات، عندما راي ان التيار المستقل فاز بمنصب رئيس اتحاد طلاب مصر بعد ان كانوا يتوقعون الحصول علي هذا المنصب وبعد استحواذ تيار الاخوان علي رئاسه الاتحادات الطلابيه لسنوات.

واضاف، معترضاً علي تلك التصريحات قائلاً: "ان هذا الوزير لا يصلح ان يكون وزيراً ويتبني سياسه وكان يكفيه ان يدير مكتبه الاستشاري لانه فاشل سياسياً وادارياً".

بينما كان الدكتور وائل كامل - عضو هيئه تدريس في جامعه حلوان - له راي مختلف في القرار بانه قرار سليم لان الجامعات علي شفا حفره ومتوهجه ولابد من تفرغها للعمليه التعليميه حتي لا تدخل في صدامات قد تؤدي الي توقف العمليه التعليميه.

واضاف: لكن في نفس الوقت ارجو ان يكون قرارا فعليا ويطبق علي الجميع بدون استثناء، فلا يعقل ان يتم منع حزب ما والسماح لحزب اخر بممارسه نشاطه، وهو ما حدث في جامعه حلوان الاسبوع الماضي، عندما اقام طلاب الاخوان المسلمين المهرجان الفني الخامس عشر لهم الذي اقيم في الجامعه تحت مسمي "لُغز الاخوان"، غير هذا المهرجان كان غير مصرح به ولم ياخذ موافقه من مجلس الاتحاد، الذي وكلته اللائحه الطلابيه بالموافقه او الرفض لاي نشاط داخل الجامعه، مما ادي الي حدوث اشتباكات بين الطلاب والاتحاد وتدخل الامن في فض النزاع بينهم.

وعن دور الحركات الطلابيه في التاريخ المصري، والتي خرجت من الجامعات المصريه، قال حسين عبد الرازق - عضو المكتب السياسي لحزب التجمع - ان قرار الوزير بحظر العمل السياسي او الحزبي داخل الجامعات يحرم شريحه مهمه من المجتمع المصري، وهي شريحه الشباب الجامعي ممارسه حق من حقوقهم الاساسيه المنصوص عليها في الدستور المصرى، والوثاق الدوليه ومنظمات الحقوقيه الدوليه والتي اتفق معها التاريخ المصري، عندما لعبت الحركه الطلابيه المصريه دوراً كبيراً في الحركه الوطنيه الراميه الي تحقيق الاستقلال التام ومقاومه الملك الفاسد، وقد بدات الحركات الطلابيه التي يرجع فضل تنظيم الطلبه فيها كقوه فعاله في مجال العمل الوطني الي الزعيم مصطفي كامل الذي اهتم بتنظيم صفوف طلبه المدارس العليا لدعم الحركه الوطنيه بتاسيس (نادي المدارس العليا) عام 1905، بهدف تنميه الوعي السياسي للطلبه وتعبئتهم ضد الاحتلال البريطاني، من خلال الخطب والشعارات والمقالات، ثم كانت الانتفاضه الكبري للحركات الطلابيه في فتره الثلاثينيات، عندما بدات المقاومه من الاحتلال والاستعمار.

واوضح انه كما حاولت حكومات الاقليه المواليه للقصر ان تحد من حركه طلاب الجامعه وتقيم الحواجز في وجه النشاط السياسي للطلبه من خلال القانون رقم 22 لسنه 1929 الذي اصدرته وزاره محمد محمود باشا بضغط من الانجليز وهو القانون الخاص بحفظ النظام في معاهد التعليم والتي نصت مادته الاولي علي ((ان يعاقب بالحبس مده لا تتجاوز سته اشهر او بغرامه من عشرين الي خمسين جنيها كل من استعمل القوه او العنف او الارهاب او التهديد او المناورات او الاعطيه او الوعود او اي طريق اخري لدعوه تلاميذ وطلبه المدارس او الكليات او غيرهما من معاهد التعليم او الانقطاع عنها او الي تاليف لجان او جماعات سياسيه للطلبه او الانضمام اليها او الي حضور اجتماعات سياسيه او الي الاشتراك باي طريقه كانت في تحرير او توقيع او طبع او نشر او توزيع محاضرات سياسيه او احتجاجات موجهه الي السلطات بشان مسائل او امور صبغه سياسيه)) كانوا يهدفون من ذلك صرف انظار الطلاب عن تدعيم المعارضه السياسيه للانقلاب الدستوري عام 1930 – 1933 بتبني الحكومه واداره الجامعه لنشاط الطلاب الاجتماعي وتشجيعهم عليه كمشروع القرش وجمعيه الطلبه لنشر الثقافه وغيرها.

واشار عبد الرازق الي انه رغم ذلك ظل طلبه الجامعه يمارسون دورهم في العمل السياسي الوطني – بصوره او باخري طوال تلك الحقبه غير انهم كانوا اصحاب مبادرات سياسيه مهمه شكلت نقطه تحول في العمل الوطني في مراحل حاسمه من تطوره من ذلك انتفاضه الطلاب عام 1935 التي فرضت علي الاحزاب السياسية تكوين ((الجبهه الوطنيه)) ومن ثم تكوين ((اللجنه الوطنيه للطلبه والعمال)) عام 1946 التي طرحت نفسها كقياده سياسيه بديله للاحزاب التقليديه، والتي لعبت دوراً اساسياً في الانتفاضه الشعبيه في القاهره، والاسكندريه.

واوضح الي ان هذه اللجنه شاركت بتحالفها الطلابي مع العمال في انتفاضه شعبيه مهمه في تاريخ مصر، تلك اللجنه التي رفضت تفاوض الملك مع بريطانيا واعتبروه خيانه، وطالبوا بالغاء معاهده 1936 وجلاء القوات البريطانية فورًا.

واضاف: ثم تشكلت اللجنه الوطنيه للعمال والطلبه يوم 18 و19 فبراير بعد تشكيل لجنه الطلاب التي ضمت عناصر وفديه وماركسيه واخوان مسلمين وممثلون من اللجنه الوطنيه العامه لعمال شبرا الخيمه وعمال المطابع ومؤتمر نقابات الشركات والمؤسسات الاهليه واللجنه التحضيريه لمؤتمر نقابات مصر ورابطه العمال المصريه.

واستكمل عبد الرازق حديثه عن تاريخ النضال الجامعي قائلاً: دعت اللجنه للعمال والطلبه الي اضراب عام يوم 21 فبراير اطلق عليه اسم "يوم الجلاء" وفي ذلك اليوم تجمع حشد يضم حوالي 100 الف شخص بينهم 15 الف عامل من شبرا الخيمه.

واضاف: واصطدمت قوات الاحتلال البريطاني بالمتظاهرين وقتلت وجرحت المئات وبعدها دعت اللجنه الوطنيه للعمال والطلبه للقيام باضراب عام ثان في الرابع من مارس اطلقت عليه اسم "يوم الشهداء".

وقال عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، شهدت الاسكندريه والمحله وباقي المحافظات اشتباكًا بين حشد كبير من المتظاهرين وبين القوات البريطانيه سقط فيها قتلي وجرحي واغلقت الصحف والمصانع والمتاجر والمدارس ابوابها احتجاجًا في مختلف ارجاء مصر، هكذا كان حلف الطلاب والعمال مؤثرا في الحياه السياسيه.

ثم كان في عام 1954 للحركات الطلابيه دور مهم في الحفاظ علي الديمقراطيه، فكان الطلاب هم اعضاء وقاده في كل حزب سياسي سواء في الاحزاب الليبراليه مثل الوفد، او الحركات والتنظيمات اليساريه المحجوبه عن الشرعيه مثل الحزب الشيوعى المصرى والتي نشات في الجامعات فالحياه السياسيه تنتعش داخل الجامعات والكيانات الطلابيه.

وقال انه لا يعتقد ان الوزير سيستطيع التصدي لكل هذه الكيانات والتي خرجت في الميادين في الثوره المصريه والتي قادها شباب وهو بذلك يراهن ضد هؤلاء وهو الخاسر، وهذا القرار بالتاكيد له علاقه بخساره تيار طلاب الاخوان المسلمين في الانتخابات الطلابيه الاخيره بعد سنوات كثيره كانوا مسيطرين عليها، واختتم كلامه قائلا: "هما ديمقراطيين عندما يكون الصندوق لصالحهم وديكتاتوريين عندما يكون ضدهم".

واتفقت معه في الراي، الكاتبه الصحفيه فريده النقاش، والتي قالت ان هذا سلوك المجتمعات التي يحكمها الحزب الواحد وهذا سبق ان مارسه النظام السابق في عهد المخلوع عندما سمح لجمال مبارك انشاء جمعيات في كل الجامعات المصريه في الوقت الذي قام فيه بقمع القوي السياسيه الاخري داخل الجامعات، ولابد ان يرفض الطلاب هذا القرار وفي نفس الوقت يتم وضع ضوابط وقواعد داخل الجامعات حتي لا يعطي فرصه للقائمين علي الجامعات بان هذا العمل معطل للطلاب عن التعليم، فكثير من الجامعات في  دول العالم بها احزاب وجماعات تمارس السياسه لان المجتمع لابد ان تكون فيه تعدديه، لذلك عليهم ان يتصدوا لهذا القرار وان يمارسوا حقوقهم السياسيه فكثيراً من الحقوق التي حصلنا عليها مارستها قبل ان يسمح لنا بها النظام فالحقوق تنتزع.

والحقيقه ان هذا القرار  جاء بعد الهزائم المتتاليه التي لحقت بالاخوان المسلمين في الجامعات لذا جاء هذا القرار.

اما طلاب الجامعات كان لهم راي اخر في ان الوزير لا دخل له بشئون الجامعات والطلاب وهذا ما اكده عمر ساهر - المنسق الاعلامي "بحركة مقاومة" - والذي قال ان هذا القرار جاء بعد خساره الاخوان المسلمين في انتخابات الاتحادات الطلابيه وهو ليس انتقاما من الفلول انما تصفيه مع القوي الثوريه الاخري فمن مصلحته حظر السياسه وعدم وجود توعيه سياسيه للطلاب في الجامعات، وهذا ما نفعله من خلال الحركات واقوي السياسيه واستطعنا من خلاله المشاركه في توعيه الطلاب في اللائحه الطلابيه الجديده قبل وبعد اقرارها.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل