المحتوى الرئيسى

بالفيديو| تاسوني مارينا.. تضحي بحياتها وتترك أهلها لخدمة الله في دار أيتام "مارجرجس"

04/05 16:07

أربع سنوات تركت فيهم حياتها ومستقبلها والمكان الذي نشأت به وسط أهلها بمركز طما بمحافظة سوهاج، سعيا وراء خدمة الله من خلال الأطفال، لم تعلم أين تخدم وكيف ستبدأ، لكنها تركت ترتيب الأمور في يد من لا ينسى عبيده.

انتقلت من مكان لآخر حتى استقرت في "بيت مارجرجس" للأيتام بمنطقة أبو زعبل بمحافظة القليوبية، لتكرس حياتها لخدمة الله الذي تركت بيده زمام الأمور حتى أوصلها لهذا المكان.

تخرجت إنها تاسوني (الأخت باللغة القبطية) مارينا ممدوح، في كلية الآداب قسم علم اجتماع، لم تهتم كونها خريجة جامعة بالبحث عن عمل والتخطيط لمستقبلها، على قدر اهتمامها بخدمة الله، وواجهت صعوبات من جانب أسرتها لرفضهم مجال الخدمة والسفر والابتعاد عنهم، إلا أنها صممت على تكريس حياتها للخدمة، وأقنعتهم أن هناك عملا لها ببيت أيتام بالقاهرة و"ربنا اختارلي خدمة بنات مارجرجس".

شقة هادئة، مكونة من 3 حجرات بمبنى خدمات تابع لكنيسة مارجرجس بأبي زعبل، يسكنها 10 بنات تتراوح أعمارهن من سن سنتين وحتى 13 سنة، تقول تاسوني مارينا إنها تحلم بـ"بيت نموذجي" تسعى لتحقيقه عبر خدمتها، بخاصة أنها قررت عدم الزواج مكرسة حياتها لخدمة الأيتام، وبسبب كرهها لكلمة "أيتام" تسعى لأن يكون بيتا طبيعيا.

تطلق على البيت "بيت بنات مارجرجس"، فهو بيت ككل البيوت المصرية، يوجد به أب وأم وأخوات، فالأب هو الكاهن مرقس عزيز كاهن كنيسة مارجرجس، الذي يتبعها البيت ويرعاهم، والأم هي تاسوني مارينا التي تخدمهم كبناتها التي لم تلدهن، وأخوات ولكن ليس بالجسد، وإذا احتاجت البنات أي شيئا يلجأن لهما.

تاسوني تستعين بالصلاة ليعينها الله على تربية هؤلاء البنات، إلى جانب مشورة أبونا مرقس في كافة شؤونهن وتربيتهن، الذي يواظب على زيارتهن وتلبية احتياجتهن، كما يزورونه بالكنيسة بصفة منتظمة ويقضين بعض الوقت معه، ويساعدها خدام الكنيسة أيضا إذا استلزم الأمر، كما أنها مواظبة على القراءة حتى تستفيد وتطبق هذا في خدمتها، وتهتم تاسوني في تربيتها للبنات إلى اتباع برنامج يومي وأسبوعي ترفيهي، يساعدهم على تعلم النظام حتى يكون منهجا لحياتهن، فهي مؤمنة أن النظام إذا نبع من الداخل يكون له تأثيره الإيجابي في حياة الإنسان.

"دي حاجة مش بإيدينا، دي إرادة ربنا لينا، ماما وبابا في السما وإحنا كمان هنروحلهم لما ربنا ينادي علينا، وربنا بيحبنا عشان ادانا المكان الحلو ده نعيش فيه احنا واخواتنا ونشكر ربنا عليه".. هكذا تجيب تاسوني مارينا عندما تتعرض لأسئلة البنات من نوعية "ماما مارينا هو أنا معنديش ماما ليه؟ هي ماما راحت فين؟ ليه أنا معنديش ماما وبابا زي صحابي في المدرسة؟"، فأحيانا تتعرض البنات لمضايقات من صديقاتهن بالمدرسة كونهن أيتام، إلا أنها تفهمهن أن لكل شخص ظروفه المختلفة، وتعلمهن أن يتعاملن بطبيعية معهن، وأن يشكرن الله على أحوالهن التي يتمنى آخرون أن يحظوا بمثلها.

ترجع البنات من مدارسهن، وتتحول حالة الهدوء إلى صخب، فبعد أن كان البيت يخلو من البنات سوى الرضيعة إيريني، تقوم تاسوني باستقبالهن والاطمئنان على أحوالهن وكيف مضى يومهن الدراسي، الطفلة سارة تقول إنها لا تخشى أن تحكي لوالدتها كل ما تفعله حتى إذا كان خاطئا، فتقول "لما بتحصل مشكلة في المدرسة وتفهمني الغلط اللي أنا عملته وتجبلي حقي لو أنا مش غلطانة، ولما بعمل حاجة صح بتشجعني عليها"، وتضيف تاسوني أنها تستخدم اللين حينا والشدة حسب الحالة، حتى تنشأ البنات في تربية سليمة سوية.

الطفة كريستين، 13 عاما، تمثل لها تاسوني كل شىء، والدتها وأختها وصديقتها، أما مارسيل، 9 أعوام، تشعر بحنان تاسوني عليها وعلى بقية أخواتها، كما علمتهن أن يكون الكلام بهدوء وبصوت منخفض، بخاصة عند حدوث شجار مع زميلاتهن أو مشكلة ما، أما الطفلة لوام "من إثيوبيا" تقول إن تاسوني لا تحرمهن من أي شيء، وتجلب لهن ما يحتجن إليه، واتفقت البنات في همس متخافت من وراء تاسوني حتى حضرن لها مفاجأة بمناسبة عيد الأم، وفاجأناها بهدية عبارة عن كتاب اشتركن جميعا فيه.

غيرن الفتيات ملابسهن كلا في غرفتها المخصصة لها، فغرف الشقة واسعة بها أكثر من سرير ليستوعب عدد البنات، وتنام تاسوني بإحدى الغرف مع الفتيات، وتنام مساعدتها بغرفة أخرى مع بقية البنات، أما الغرفة الثالثة فتنام بها البنات الأكبر، وطلبت منهن تاسوني التجمع لتناول الغداء، دخلت الفتيات المطبخ، ووقفت كل منهن أمام الكرسي المخصص لها، وعندما أتت تاسوني وقفن جميعا ناظرات تجاه الشرق وأدين صلاة صغيرة ـ قبل تناول الطعام ـ بصوت واحد، ثم تناولن غدائهن، ولم تتوقف تاسوني عن رعايتهن أثناء الطعام، بل تهتم بطلباتهن حتى أنها تقوم لتحضر كوب من المياه إذا طلبته إحداهن.

رفضت تاسوني مارينا أن تبوح بقصص وصول الفتيات إلى الدار، "حتى لا أجرح مشاعرهن"، وتعتبر أن مجرد وجودهن في البيت أصبحت هي أم لهن تجد سعادتها في راحتهن، وأكثر ما يرضيها ابتسامة فتياتها.

بالفيديو| "الحاجة مريم" تختار خدمة 17 طفلا بدلا من "راحة البال"

بالصور| "السندس".. أول مؤسسة لكفالة الأيتام ذوى الاحتياجات الخاصة ترفع شعار "لا للتبني"

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل