المحتوى الرئيسى

«الحجاج بن يوسف».. معلّم القرآن الذى هدم الكعبة

04/04 10:16

ورد عند ماء هزيل، فشرب وسقا حصانه، فسلبته شرطة «الحجاز» فرسه وضربته بالسياط، فصرخ: «ما أنا إلا عابر سبيل قاصداً أمير المؤمنين عبدالله بن الزبير فلمَ تضربوننى؟»، لتنزل إجابة قائدهم كالصاعقة على فؤاد معلم القرآن: «أما بلغك قول ابن الزبير فيكم بنى ثقيف: قصار الخدود، لئام الجدود، سود الجلود، بقية ثمود». فأوغر صدره، وشد عزمه نحو الشام على قدميه، التى كادت تُقصف تحته، قاصداً عبدالملك بن مروان، ألد أعداء بنى الزبير، بعدما ودّع تلامذته وهجر مصحفه ومهنته، التى لم تكن تُرضى طموحه يوماً، ليتبدّى له الغيب من وراء حُجب، ويوقن أنه سيكون ذا شأن، وكلما كلّت همته أيقظتها سياط العسكر الزبيرى، التى تتراءى له فى أحلامه ويقظته.

كانت الشام ترقد على صفيح ملتهب، بعدما تركها مروان بن الحكم تعصف بها رياح الثورات، التى ضربت حكمه، حتى إن شرطة حاضرة الخلافة «دمشق» اهترأت واستهانت بقائدها «روح بن زنباع».

وكأن ابن مروان كان ينتظر الهائم فى الصحراء لينزع به أرواح من نازعوه قميص سلطانه، حتى إذا هبط فى حماة، كان مشهد البداية هو رأس عمرو بن سعيد بن العاص، الذى نزغه الشيطان بمنازعة ابن عمه الملك، فغدر به صارخاً فى وجهه شاهراً سيفه: «لا أمان لمن خان البيعة والحكم لا يعرف قرابة ولا نسباً».

التحق الحجاج بن يوسف الثقفى بشرطة الإمارة الرخوة، التى كانت تعانى من مشكلات جمة، من سوء تنظيم، والاستخفاف بالنظام، وقلة المجندين. فأبدى حماسة وانضباطاً، وسارع إلى تنبيه أولياء الأمر لكل خطأ أو خلل، وأخذ نفسه بالشدة، فقرّبه قائد الشرطة إليه، ورفع مكانته، ورقّاه فوق أصحابه، فعاقبهم لأدنى خلل، فضبطهم، وسيّر أمورهم بالطاعة المطلقة للسلطان، إلا جماعة «ابن زنباع» بقيت كما كانت، فتجرّأ «الحجاج» وقال لـ«روح»: «أيها القائد إن جندك يتكئون على وسائد الكسل»، وجاء يوماً على رؤوسهم وهم يأكلون، فنهاهم عن ذلك فى عملهم، لكنهم لم ينتهوا، ودعوه معهم إلى طعامهم، فأمر بهم، فحُبسوا، وأُحرقت سرادقاتهم. وقطع رقبة قائدهم وعلقها، فشكاه «روح» إلى الخليفة، فدعا «الحجاج» وسأله عما حمله على فعله هذا، فقال إنما أنت من فعل يا أمير المؤمنين، فأنا يدك وسوطك، وأشار عليه بتعويض روح بن زنباع دون كسر أمره.

كان «الحجاج» يرى أنه قادر على جمع أشلاء دولة بنى أمية، وأن «عبدالملك» ليس قانعاً بسلطان ممزق بين الخوارج والزبيريين، وكل استقل بما اقتطعه من الدولة ونصّب نفسه أميراً للمؤمنين. وكان عبدالملك بن مروان قرّر تسيير الجيوش لمحاربة الخارجين على الدولة، فضمّ الحجاج إلى الجيش الذى قاده بنفسه لحرب مصعب بن الزبير.

لم يكن أهل الشام يخرجون فى الجيوش، فطلب «الحجاج» من الخليفة أن يسلطه عليهم، ففعل. فأعلن الحجاج أن أيما رجل قدر على حمل السلاح ولم يخرج معه، أمهله ثلاثاً، ثم قتله، وأحرق داره، وانتهب ماله، ثم طاف بالبيوت باحثاً عن المتخلفين. وبدأ «الحجاج» بقتل أحد المعترضين عليه، فأطاع الجميع، وخرجوا معه، بالجبر لا الاختيار.

رمى «عبدالملك» بـ«الحجاج» إلى مكة، وكان بها والده فلم يثنِه ذلك عن ضربها بالمنجنيق، حتى سقط والده قتيلاً بجوار «ابن الزبير» وكان مدافعاً عنه، واستطاع «الحجاج» أن يفعل ما لم يفعله أبرهة الأشرم، فهدم الكعبة وصلب «ابن الزبير» أمامها، ولم ينزله إلا بعدما قالت له أمه أسماء بنت أبى بكر: «أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟».

ورمى به سيده فى بقعة أخرى من الأرض، اعتبرها مرقد الفتنة والضلال، وعندما وصلها هتف خاطباً فيهم: «يا أهل العراق أما والله فإنى لأحمل الشر بثقله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله، إنى لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإنى لصاحبها، والله لكأنى أنظر إلى الدماء بين العمائم واللّحى. إن أمير المؤمنين نثل كنانة بين يديه، فعجم عيدانها عوداً عوداً، فوجدنى أمرّها عوداً، وأشدها مكسراً، فوجّهنى إليكم».

استطاع معلم القرآن السابق أن يُنهى ثورات التمرُّد ضد بنى أمية، وكسر شوكة الخوارج وثورة «ابن الأشعث»، وأخضع العراق ولم يعرف إلا طاعة ولى أمره، حتى إنه عندما كتب وصيته أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبدالملك، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يُبعث، ولكنه ظل يرجو مغفرة ربه، قائلاً: «يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا.. أَنَّنِى رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِى النَّارِ.. أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ؟ وَيْحَهُمُ.. ما عِلْمُهُمْ بكريم العَفْوِ غَفَّارِ؟».

بالإسلام.. حكم «الجماعة» فى ميزان «القرآن والسنة»

الشخصيات «المزدوجة».. تُظهر خلاف ما تُبطن.. وتفعل عكس ما تقول

المفكر الإسلامى جمال قطب: النفاق أشبه بـ«السرطان».. ويؤدى إلى فوضى تهدد أمن البلاد

بروفيل: محمد بديع.. «القطبى» إذا حكم

سنة أولى حكم.. انقلب «السحر» على «الساحر»

بروفيل: «عبدالرحمن البر».. مفتى «قتل المتظاهرين»

«تركى» لـ«مرسى»: الحاكم الضعيف «فتنة»

شعار المرحلة: أنا أكذب.. إذن أنا موجود

«التقية» عند الإخوان.. كل شىء مباح

مصطفى إسماعيل: اتخَذوا الدين «كوبرى» للوصول إلى السلطة

دعاة على أبواب جهنم.. «إخوان البيعة»

عضو فى هيئة كبار العلماء: بيعة «مرسى» للمرشد تبطل شرعية حكمه

الرسول استعان بأهل «الخبرة والكفاءة».. والإخوان يستعينون بـ«الأهل والعشيرة»

د. نيفين عبدالخالق : «مرسى» يخالف الشرع لأنه ليس حاكماً.. بل محكوم بإرادة جماعته

«مغالبة لا مشاركة».. شعار إخوان السلطة

«الخشت»: الرسول كان حريصاً على «التوافق» ولم يقل إن أبا سفيان «فلول» عند فتح مكة

تجارة «الجاهلية».. ذئاب فوق جثث الفقراء

نظام الإخوان يعيد الحياة لـ«دولة التجار»

دولة الإخوان الأموية: مصحف للحكم.. وسيفان لقتل المعارضين

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل