المحتوى الرئيسى

"السياسة والفن" أولى مؤتمرات مركز التشريع الإسلامى بالدوحة

03/08 18:21

ينظم مركز دراسات التشريع الإسلامى والأخلاق أول مؤتمراته فى العاصمة القطرية الدوحة، تحت عنوان "السياسة والفن فى ميزان الأخلاق: رؤية واقعية"، ويحضر المؤتمر عدد كبير من علماء الشريعة والمفكرين والفنانين لمناقشة هذه المسألة من خلال رؤية تجديدية.

وحسبما ورد بالجزيرة نت يفتتح المؤتمر –صباح غدا السبت المقبل- أولى جلساته فى مؤسسة قطر بكلمة لنائب مدير المركز الدكتور جاسر عودة بعنوان "مقاصد الشريعة كمنهجية للتجديد فى الفكر الإسلامى"، يتحدث فيها عن فلسفة مركز دراسات التشريع الإسلامى والأخلاق الذى أنشئ حديثا فى الدوحة.

كما سيتحدث فى الندوة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى، والشيخ الدكتور أحمد الريسونى، والبروفيسور محمد حسن كمال، والشيخ الدكتور على القرة داغى عن تصورات المنهجية السليمة لدراسة علم الأخلاق فى الإسلام، وكيف نضمن وفاء الفتاوى الشرعية للمبادئ الأخلاقية؟.

وتشهد الجلسة الثانية مناقشة موضوع "الفن والأخلاق" ويتحدث فيها الدكتور يوسف إسلام، والدكتور أحمد مصطفى، والفنان حمزة نمرة، والفنانة سلوى الشودرى، محاولين الإجابة على سؤالين محوريين هما: ما العلاقة بين الفن والأخلاق؟ ما تصوركم لمفهوم الفن الإسلامى؟

وفى الجلسة الثالثة تتم مناقشة موضوع "السياسة والأخلاق" بحضور كل من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والبروفيسور نورمان فلنكشتاين، والشيخ الدكتور عصام البشير، والبروفيسورة نيلوفرغل، والباحث بالمركز عاصم كولدزو.

وسيتناول النقاش موضوع العلاقة بين الأخلاق والسياسة، وإلى أى مدى نجح الربيع العربى فى تحقيق القيم الأخلاقية التى دفعته للانطلاق.

وعن أهمية إنشاء المركز ورسالته قال الدكتور جاسر عودة -فى حوار مع الجزيرة نت- إن رسالة المركز تتمثل فى الإسهام فى التجديد الإسلامى بحثا وممارسة، عن طريق إحياء دراسات الأخلاق الإسلامية وربط التشريع الإسلامى -فقها وقانونا- بهذه الأخلاق.

وأشار عودة- وهو أيضا أستاذ مقاصد الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر- إلى أن أهمية المركز تأتى من عدة اعتبارات، أولها يتعلق بطبيعة الأزمات العالمية المعاصرة، وهى أزمات أخلاقية بالأساس، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو بيئية أو غيرها من الأزمات الإنسانية. ويمكن للإسلام -أخلاقا وتشريعا- أن يسهم فى معالجة هذه الأزمات أو التخفيف من آثارها السلبية.

أما الاعتبار الثانى فيتعلق بافتقاد كثير من الأطروحات والمشاريع -التى تحمل أسماء إسلامية- إلى التوازن بين ثوابت الشرع ومقتضيات الواقع، فتارة تغالى هذه الأطروحات فى التمسك بما تعتقد أنه ثوابت، فتميل إلى الحرفية والالتزام بالآراء البشرية الموروثة، ولو فشلت فى مواجهة تحديات الواقع، وتارة أخرى تهمل ثوابت الشريعة ومعالمها، وتخضع لضغط الواقع وتوازنات القوى، وتتنازل عن القيم الإسلامية.

والمركز يسعى لإيجاد نوع من التوازن بين هذين الطرفين، وهناك اعتبار ثالث مهم -يضيف الدكتور جاسر عودة - هو حاجة أصحاب المهن المختلفة إلى معايير أخلاقية نابعة من الإسلام وثقافته الأصيلة، لممارسة مهنهم بطريقة أخلاقية تراعى القيم وتستهدف صالح الإنسان. فقد لاحظنا فراغا كبيرا فى الطرح الإسلامى الأخلاقى المهنى على مستوى المواثيق والممارسات كذلك.

ويؤكد عودة أن دراسة الأخلاق الإسلامية -كما وصلت إلينا من تاريخنا الإسلامى الفكرى والفلسفي- هى فى الغالب دراسة للفضائل الأخلاقية المجردة، وليست دراسة لتطبيقاتها، فهى تدرس الرحمة والشجاعة والكرم وحب الحق والسماحة، ولكن لا تدرس تطبيقات هذه المعانى فى دنيا الناس، وخاصة فى المهن والقضايا العملية.

ويضيف أن المركز يستهدف تفعيل هذه الأخلاق فى المهن والتخصصات المختلفة خاصة فى ما يتعلق بالسياسات العامة، والتى ينبغى أن تكون الأخلاق والقيم فى صلب فلسفتها، وفى ما يتعلق كذلك بالفتوى فى قضايا العصر، والتى ينبغى أن تكون مربوطة بالأخلاق والقيم والمقاصد، ومبنية عليها.

وقد بدأ المركز -كما يقول عودة- بالعمل على ذلك فى عشر مجالات بحثية أو تخصصات مهنية، هى البيئة والطب والتربية والإعلام والاقتصاد وقضايا الرجل والمرأة والطعام وعلم النفس، بالإضافة إلى المجالين اللذين نركز عليهما فى هذا المؤتمر وهما السياسة والفن.

ويؤكد أن فكرة المركز كانت مطروحة على مؤسسة قطر منذ عام ٢٠١٠ أى قبل التغيرات السياسية الهائلة التى حدثت منذ ٢٠١١. ولكن "الربيع العربي" والتحولات التى صاحبته -من اشتراك الإسلاميين الفعلى فى الحكم، والجدل الذى لم يكن مطروحا على هذا المستوى حول قضايا كبيرة من قبل، كعلاقة الشريعة الإسلامية بالدولة المدنية، وعلاقة الهوية الإسلامية بالأقليات غير المسلمة فى المجتمعات الإسلامية، والعلاقة بين الإسلام والغرب خاصة فى ضوء الإسلاموفوبيا الغربية، إلى آخره - كلها أحداث أعطت دوافع إضافية للاهتمام بالمشروع والعمل على تحقيق الأهداف المرجوة منه. فالحاجة إلى خطاب إسلامى ناضج ومتوازن و"أخلاقي" أصبحت ملحة.

وحول مسألة التجديد فى مهام المركز ونشاطاته، يقول عودة إن التجديد هو مهمة المركز الرئيسة، بل إن شعاره هو كتابة مبتكرة بالخط العربى لكلمة "تجديد"! ومقاصد الشريعة الإسلامية هى فى قلب فلسفة هذا التجديد.

فمقاصد الشريعة هى المعانى والأهداف والغايات والمصالح التى تستهدف الشريعة الإسلامية تحقيقها فى دنيا الناس وواقع الحياة، كالعدل والسماحة والتيسير ومراعاة الفطرة والجمال والأمن والشورى والتوازن.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل