المحتوى الرئيسى

والأوسكار تذهب إلى الـ CIA !

02/27 20:55

ميشيل أوباما أثناء توزيع جوائز الأوسكار

أفلام أوسكار هذا العام بقدر تنوع موضوعاتها وأفكارها، فإن لجنة الأوسكار بدت مشتتة ومرتبكة وهى تمنح أفلام عدد كبير للغاية من الترشيحات على حساب أفلام أخرى، وفى حين وصل بعض الأفلام إلى 12 ترشيحا مثل فيلم «لينكولن» جاء أكبر عدد من الجوائز التى حصل عليها فيلم واحد هو أربع جوائز حصل عليها فيلم «حياة باى» ومع بداية الحفل رقم «85» للأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم بدت الجوائز الفنية والتقنية التى تقدم أولا مقبولة ومنصفة ولأفلام تستحق بالفعل هذه الجوائز، ولكن كل هذا تحول مع نهاية الحفل وتوزيع الجوائز النهائية إلى حالة من الارتباك والصدمة، بدت الجوائز الكبرى تميل إلى السياسية أكثر، وبالتحديد للمخابرات الأمريكية التى ضمت قائمة الترشيحات لفئة أفضل فيلم عملين مقتبسين من عمليتى مخابرات حقيقيتين، ولم يكن ينقص ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكى إلا أن تقول: «والأوسكار تذهب إلى الـCIA» وهى تقدم جائزة أفضل فيلم فى بث حى من داخل البيت الأبيض، وهى الجائزة التى حصل عليها فيلم «أرجو» «Argo» الذى يحكى عن عملية مخابراتية حقيقية حدثت فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى لتهريب عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين من طهران بعد احتلال الثوار الإيرانيين للسفارة. الفيلم ليس أفضل أعمال بن أفلك مخرجا أو ممثلا، ويبدو الاحتفاء به سياسيا أكثر منه فنيا، خصوصا مع وجود أعمال تتفوق عليه فى أغلب العناصر الفنية.

بحصول فيلم «حياة باى» على جوائز الموسيقى والمؤثرات البصرية والتصوير وصولا إلى جائزة أفضل مخرج التى حصل عليها أنج لى لم يتبق للفيلم سوى الحصول على الجائزة الكبرى التى اقتنصها فيلم «أرجو» الذى لم يرشح مخرجه بن أفلك لجائزة الإخراج أصلا. ويندر فى الأوسكار أن يحصل على فيلم على جائزة أوسكار أفضل فيلم دون أن يرشح على الأقل لجائزة الإخراج، الاستثناءات الوحيدة لذلك معدودة على اليد الواحدة وحدثت عام 1927 مع الفيلم الصامت «Wings» وفى أوسكار عام 1933 مع فيلم «Grand Hotel» ومع فيلم «Driving Miss Daisy» عام 1989، وبدا غريبا اختيار فيلم مثل «أرجو» الذى يتفوق عليه أفلام أخرى أكثر قيمة فنية وإنسانية مثل «حياة باى» و«وحوش الجنوب البرى» «Beasts of the Southern Wild». على جانب آخر لم يتمكن فيلم «لينكولن» «Lincoln» للمخرج ستيفن سبيلبرج من الفوز بعدد من الجوائز يتناسب مع الترشيحات التى حصل عليها، فمن بين 12 ترشيحا، لم ينل الفيلم سوى جائزتين. الأولى فى التمثيل حصل عليها دانيال دى لويس كأفضل ممثل عن تجسيد دور لينكولن، والجائزة الأخرى كانت عن الديكور، المنافسة على هذه الجائزة كانت قوية وضمت دينزل واشنطن، وهيو جاكمان، و«برادلى كوبر، والأخير يواكين فينكس، الذى قدم أداءً مذهلا ومتميزا للغاية فى دور الشخص المضطرب نفسيا العائد من الحرب العالمية فى فيلم «المُعلم».

يقتنص النمساوى كريستوفر فالس جائزة الأوسكار الثانية له كأفضل ممثل عن دور مساعد عن دوره فى فيلم «تحرير جانجو» «Django Unchained»، لم تكن مفاجأة حصوله على الجائزة، فإن أداءه التلقائى السهل الممتنع لشخصية مركبة لطبيب مثقف يؤمن بالمساواة فى زمن الغرب الأمريكى، فالس حصل على الأوسكار الثانى عن فيلم يخرجه تارانتينو الذى قدمه فى 2009 فى فى دور قائد نازى فى فيلم «Inglourious Basterds». تارانتينو الذى لم يرشح لجائزة الإخراج لم يخرج خالى الوفاض بعد أن حصل على أوسكار أفضل سيناريو مكتوب خصيصا للسينما، فى حين حصل «أرجو» على أوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن عمل أدبى.

احتفت جوائز الأوسكار بالممثلة الشابة جينفر لورانس التى حصلت على أوسكار أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم Silver Linings Playbook» للمخرج ديفيد أو راسل، نافست لورانس التى حصلت على أول أوسكار لها بعد ترشيح منذ عامين عن فيلم «Winters Bone» فى نفس الفئة الممثلة الفرنسية «مانويل ريفا» بطلة فيلم «حب» «Amour» الذى فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبى، وجيسيكا شاستين التى جسدت دور عميلة المخابرات التى تمكنت من تحديد مكان اختباء أسامة بن لادن فى باكستان، بينما لم تتمكن ناعومى واطس بطلة فيلم «المستحيل» والطفلة كوفنزانى والس بطلة «وحوش الجنوب البرى» من منافسة جاذبية لورانس. جائزة أفضل ممثلة عن دور مساعد ذهبت أيضا إلى ممثلة تحصل لأول مرة على الأوسكار هى آن هاثاواى التى حصلت على الجائزة عن دورها فى الفيلم الموسيقى «البؤساء» «Les Misérables»، وحفلت قائمة منافسات آن هاثاواى بأسماء ممثلات مخضرمات مثل سالى فيلد، وهيلين هانت، وجاكى ويفر، بالإضافة إلى آمى آدامز المرشحة عن دورها فى فيلم «المُعلم».

احتفاء الأوسكار بسلسلة أفلام جيمس بوند العميل البريطانى الشهير بمناسبة مرور 50 عاما على عرض أول أفلام السلسلة لم يتجاوز تقديم بعض الفقرات الموسيقية على المسرح من بينها غناء المطربة السمراء شيرلى باسى، لأغنية فيلم جيمس بوند الكلاسيكى «الأصبع الذهبية»، وغناء الإنجليزية أديل لأغنية فيلم «Skyfall» آخر أفلام السلسلة. الفيلم الذى أخرجه سام منديز وأعاد فيه إحياء سلسلة الأفلام برؤية أقل اصطناعا وأكثر إنسانية وحيوية لم ينجح فى الحصول سوى على جائزتى أوسكار. الأولى عن أغنية الفيلم، والثانية أوسكار الإعداد الصوتى.

جائزة الرسوم المتحركة حصل عليها فيلم «Brave» ولم يتمكن فيلم الفلسطينى عماد برناط «5 كاميرات محطمة» من الفوز بجائزة الفيلم الوثائقى التى ذهبت لفيلم «Searching for Sugar Man» للمخرج السويدى من أصل جزائرى مالك بن جلول، ويرصد رحلة شابين من جنوب إفريقيا يبحثان عن مطربهما المفضل رودريجز.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل