المحتوى الرئيسى

بعد رحيل محمود سالم ..سامية الساعاتي تحذر: لا بديل لمن يرحل ولا يوجد صف ثان فى أدب الطفل

02/26 11:46

إذا كان التعليم في الصغر كالنقش على الحجر فإن القصص والروايات والحواديت والحكايات هي أساس بناء شخصية الطفل، ولكن للأسف تراجعت أهمية أدب الأطفال بدرجة خطيرة لعدم ظهور مواهب جديدة ولرحيل عدد من رموز الكتابة للأطفال مؤخرًا.

فقد رحل قبل أيام الكاتب المصرى الشهير محمود سالم وسبقه فى الأشهر القليلة الماضية عدد من رموز أدب الطفل فى العالم، ومنهم كاتب قصص الأطفال الألماني أوتفريد برويسلر والكاتب الأمريكى مورس سانداك.

يأتي غياب أدباء الطفل فى الوقت الذي تراجع فيه عددهم الى 166متخصصا عربيا فى أدب الأطفال مقابل 22 مليون طفل عربى كما أشارت الدراسات الى أن العالم العربى ينتج سنويا حوالى 5 آلاف كتاب للأطفال، بينما تنتج الولايات المتحدة 25 ألف كتاب، وهنا يثار تساؤل حول مدى تراجع دور الرواية وقصص الأطفال الورقية أمام انتشار وسائل النشر الحديثة والمتقدمة تكنولوجيا.

تحذر الدكتورة سامية الساعاتى - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة – من أن ثقافة و أدب الأطفال يواجهان منعطفاً خطيرًا، فبالرغم من أن الوسائل المعرفية الحديثة مفيدة فى بعض المناحى إلا أن لها عدداً من المخاطر النفسية والاجتماعية على الاطفال خصوصا الأصغر سنا.

وتضيف الدكتورة سامية في تصريحات لـ"بوابة الأهرام" أنه يجب على الأم والأب أن يتدرجوا مع أطفالهم فى اختيار الوسائل التعليمية المناسبة لهم بدءأ من الرسم فى سن الثالثة ثم اختيار الكتب المناسبة لأعمارهم مع اشراكهم فى اختيار تلك الكتب، أما اقتصار الطفل على الحصول على المعلومات من خلال الكتب الدراسية أو شبكة الإنترنت فهى تفقده الابداع .

وتحذر د.سامية من النقص الحاد فى أعداد المشتغلين فى أدب الطفل سواء كتاب أو متخصصين فى سيكولوجية الطفل،وتقول إن "الجيل الذى يذهب ليس له بديل، وبالتالى فليس هناك صف ثانى فى مجال أدب الطفل" وهو ما يؤثر على الأجيال القادمة من الأطفال.

وتنبه إلى عدم وضع اللبنة الصحيحة لحب القراءة فى جيل كامل وبالتالى لم ينشأ على حب القراءة والمعرفة ولم تتكون لديه ملكة الكتابة والإبداع والإطلاع على خيال كبار الكتاب.

وأوضحت الناشرة فدوى البستاني أن هناك حزمة من التحديات تواجه كتاب الطفل في العالم العربي، أهمها الثورة التكنولوجية ومختلف تفاصيلها وأدواتها التي أبعدت الطفل عن قراءة الكتاب، والفضائيات وما تقدمه من برامج ومواد متنوعة تعتبر بصيغة أو بأخرى جاذبة للطفل، ومنافسة للكتاب.

وطالبت بضرورة تعليم وتثقيف الأمهات والآباء بأهمية وضرورة القراءة اليومية للطفل خصوصاً قبل النوم وقالت إنها اقترحت فى معرض الشارقة الأخير للكتاب أن تكون هدية أو مكافأة الطفل من والديه في بعض المناسبات كتاباً، وتزويد الطفل بمختلف الكتب المناسبة لكل مرحلة عمرية بحيث يكون لديه مكتبة بكل مراحل عمره.

وأشارت إلى أهمية تكامل دور "الثلاثي الأساسي" في عملية إنتاج الكتاب وهم الناشر والمؤلف والرسام، حيث أن هذا التكامل يعمل على إنتاج كتاب للطفل يستحق القراءة، وأكدت أن "الكتابة للأطفال أصعب من الكتابة للكبار".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل