المحتوى الرئيسى

بالفيديو.. "البديل" تكشف صفقة بيع وكالة اثرية بشارع المعز

02/23 22:49

عندما يقول لك احد اننا ننوى بيع الأهرامات، ستعتقد انها نكتة، لكن ما يحدث في مصر فاق كل حدود الخيال والكوميديا السوداء..وهذا ما رصدته "البديل" خلال جولتها فى شارع المعز لدين الله الفاطمى، حال دخولها احدى الوكالات الأثرية بالشارع. التقينا احد ورثتها وفاجئنا بقوله انه سوف يبيع الوكالة لإحدى الشركات الاجنبية، التى ستقوم بهدمها وتنشىء عليها فندق أو مول تجارى .

قال عبد الرحمن السكرى، احد ورثة وكالة المرجان ، التى يعود تاريخ انشائها الى عام 1208 ميلادية ، ولديه عقد بها من عام 1702 ، لافتا الى ان مواطن بريطانى وآخر فرنسى كانا يمتلكانها، ثم قاموا ببيعها لمصري، حتى وصلت ملكيتها لجده "السكرى".

واضاف "السكرى" ان الوكالة كانت تضم عددا كبيرا من الباكيات "محل صغير للتجارة"، وكل باكية كان يمتلكها تاجر، وكان شهبندر التجار، يتولى جمع الأموال من التجار، ويسافر الى سوريا والعراق يشترى الياميش والبندق واللوز وعين الجمل، ثم تأتى الجمال من البوابة الكبيرة ويمر الشهبندر على كل تاجر ليعطيه بضاعته، ومع مرور الزمن تغيرت طبيعة العمل فى الوكالة ، واصبحت مخصصة لبيع الانتيكات والتحف، لافتا الى انها كانت تبيع احسن انتيكات فى شارعي المعز وخان الخليلى .

وتابع: نظرا لحالتى المرضية واصابتى بخمس جلطات فى المخ، تخلفت عن متابعت الوكالة ومراقبة سير عملها، ولذا اهملها العمال، ما ادى الى تلف البضاعة.

وفجر"السكرى" مفاجئة اثناء الحديث معه قائلا:" ان كاميرا "البديل" ستكون الأخيرة، التى تتمكن من تصوير الوكالة الاثرية ،لانه قرر بيعها لاحدى الشركات الاجنبية، التى عاينت الوكالة وانبهرت بمعمارها وطرازها الاسلامى البديع ، ليقوموا بهدمها وتحويلها الى فندق ومول تجارى، مشيرا الى ان الشركة تعجبت عندما سألونى عن صعوبة ازالة اثر تاريخى، مؤكدا ان لديه قرار ازالة من الدولة، منذ عشر سنوات، وتعجب "السكري" من غياب الدولة وعدم اهتمامها بالاثار، واصدارها قرار الازالة .

وبسؤاله كيف لا تشعر بالحزن من بيعك لجزء من تاريخ بلدك قال: "اننى انزف دما وحزنا، لكن عايز اعيش انا واولادى، لدى ابن فى كلية اقتصاد وعلوم سياسية ،واخرى  فى كلية زراعة، وثالثة بالثانوية العامة، تحتاج دروس خصوصية بالآف الجنيهات .

واضاف"السكرى" ان السائحين عندما يأتون ويصورا الوكالة تصيبهم الصدمة من الوضع السيىء الذى تعانى منه، وحالة الاهمال التى اصابتها والتهدم الموجود على جدرانها  .

واوضح ان النظام السابق كان يستولى على الوكالات؛ مثل وكالة بزارعة ،ووكالة الشرابى ، رغم وجود ورثة وملاك لها، الا ان الدولة لم تدفع اى تعويض لهم، ولذا  رفضت فكرة استيلاء الدولة على الوكالة، ،لافتا الى انه رغم ترميم شارع المعز واعادة افتتاحه فى عهد فاروق حسنى، عرضت وزارة الثقافة عليّ ترميم الوكالة على ان تؤول ملكيتها للدولة، ولذا رفضت .

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل