المحتوى الرئيسى

المُلاعبة بإيران | المصري اليوم، أخبار اليوم من مصر

02/20 00:11

كان انعقاد القمه الاسلاميه علي ارض مصر فرصه لان تستقبل القاهره «الثائره» عدداً من الطغاه، رموز الاستبداد والفساد في عالمنا مثل حامد قرضاي، رئيس افغانستان، الذي اجلسته دول الغرب علي مقعده ويقود حكومه من افسد الحكومات علي مستوي العالم، ومثل نوري المالكي، رئيس وزراء العراق الطائفي بامتياز، وتحوط حكومته تلال من الفساد ومثل أحمدي نجاد، رئيس ايران الطاغيه، الذي سحل منافسه مير حسين موسوي في الشارع بمدينه طهران.. ومن بين هؤلاء جميعاً شغلنا وشغلتنا الرئاسه المصريه باحمدي نجاد، علي اعتبار ان زيارته فتح سياسي كبير، وتخوفت بعض التيارات السلفيه من هذه الزياره باعتبار انها تفتح باب التشيع في مصر، ومن هذه الناحيه لا يجب ان نعلق، فلم تتمكن الدوله الفاطميه عبر حوالي قرنين من الزمان من ان تشيع المصريين، ولابد من القول ان اهل مصر رفضوا زمن الامويين ان يُلعن علي وبنوه من الطالبيين علي المنابر ورفضوا بقوه زمن الفاطميين ان يلعن الصحابه او ان تسب السيدة عائشة، وحوليات المؤرخين المسلمين شاهده علي ذلك، بل ان الأميرة فوزية ابنه الملك فؤاد، حين تزوجت ولي عهد ايران محمد رضا بهلوى، الشاه فيما بعد، وحملت لقب امبراطوره وعاشت فتره في طهران، لم تتشيع وبقيت الي اليوم مسلمه سنيه.

الغريب في زياره نجاد، وهي لم تكن زياره خاصه، بل زياره ضروره للمشاركه في القمه، لم يصاحبها حديث بين الرئيسين مرسي ونجاد عن عوده العلاقات الدبلوماسيه بين البلدين، ويبدو ان هذا الامر لم يعد مطروحاً وليست له اهميه عند الرئيسين او في العاصمتين، والواقع ان «طهران» تريد ما هو اكبر من ذلك واكثر، ان تكون ملهمه ورائده للحكم في مصر، عبر عن ذلك صراحه المرشد الأعلى علي خامنئي، حين صرح في خطبه الجمعه 4 فبراير 2011 بان الثوره في مصر امتداد واستلهام للثوره الايرانيه سنه 1979، وكرر عدد من المسؤولين الايرانيين ذلك المعني، بعد ذلك، وتحركات السياسه الايرانيه نحو مصر تؤكد هذا المعتقد لديهم، واخر تلك التحركات الرساله التي بعث بها 17 شخصيه ايرانيه الي الرئاسه المصريه ينصحون فيها الرئيس مرسي بالاخذ بنظام ولايه الفقيه.

هذا ما تريده ايران الرسميه منا، ولكن ماذا نريد - نحن - منهم وماذا تريد الرئاسه المصريه من طهران ومن نجاد؟

الواضح، حتي الان، ان الرئاسه المصريه قررت ان تلاعب كل الاطراف بايران وبالرئيس احمدي نجاد، الذي سيغادر موقعه هذا العام، ملاعبه وان شئت قلت المكايده او التخويف، خاصه للداخل المصري ولدول الخليج، وربما الولايات المتحده.

في الداخل اصبحت ايران كارتاً لتخويف السلفيين بان الرئيس يمكن ان يلجا الي هؤلاء الذين يعدهم السلفيون روافض وغير مسلمين، اما غير السلفيين واقصد القوي الليبراليه التي تراقب اداء الرئيس واخونه الدوله فان ايران يمكن ان تكون مصدراً لبناء حرس ثوري وميليشيات مصريه تكون اداه للقمع وبديلاً لبعض مما يسمي اجهزه الدوله العميقه، وقد تكون الرساله موجهه - ايضاً - الي تلك الاخيره بان الرئيس يمكن في لحظه ان يحيلها الي الاستيداع او يقفز عليها، ما لم تكن طيعه في يديه، وهنا يجب ان نتذكر بعض الزيارات السريه لعدد من المسؤولين الامنيين الايرانيين الي مصر، احد المسؤولين الكبار بالحرس الثوري جاء ومن قبله اخرون، جاءوا وقابلوا بعض المقربين من الرئيس وعادوا في صمت.

اما دول الخليج، وتحديداً السعوديه والامارات والبحرين والكويت، فهي ايضاً رساله تلويح بان الرئاسه المصريه قد تتحالف مع ايران، مما يمكن ان يضع هذه الدول في كماشه حقيقيه، اذا لم تستجب لمطالب وتطلعات الرئاسه المصريه، علي غرار ما فعلت الامارات مع خليه الاخوان علي ارضها، والمتهم فيها 11 اخاً من اخوان الرئيس، اما بالنسبه للولايات المتحده فقد يكون التقارب - الملاعبه - فرصه لاجتذاب ايران الي «دائره الاعتدال» كما فعلت الرئاسه مع حماس بنجاح، وقد يكون العكس.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل