المحتوى الرئيسى

الغنوشى: تخلى النهضة عن السلطة لحكومة «تكنوقراط» يعد انقلابا مدنيا

02/17 09:01

قال رئيس حركه النهضه الشيخ راشد الغنوشي لـ«الشرق الاوسط»، امس، ان «(النهضه) لن تفرط في السلطه ما دام الشعب يجدد ثقته فيها لاننا نعتبر ثقه الناس امانه، وينبغي ان نؤدي هذه الامانه ولا نلقي بها في الطريق».

واضاف في تصريحات عبر الهاتف ان «تخلي (النهضه) وشركائها عن السلطه لصالح حكومه تكنوقراط هو انقلاب مدني، ونحمد الله كتونسيين ان مؤسساتنا العسكريه جمهوريه ديمقراطيه وتلتزم بواجبها في حراسه الوطن ولا تتدخل في السياسه، لهذا دعونا الاخ رئيس الحكومة لان يقبل بخيار الحركه وشركائها اي حكومه ائتلاف وطني».

واوضح الغنوشي ان «الحركه قد اتفقت مع عدد من الاحزاب منهم (المؤتمر من اجل الجمهوريه) وحركه (وفاء) وكتله (الحريه والكرامه)، وتتفاوض مع كتل اخري لتشكيل حكومه ائتلاف وطني واسع، مما يجعلنا نري انه لا مبرر لاقصاء المنتخبين لصالح منصبين غير منتخبين، ونتوقع من رئيس الحكومه ان يتراجع عن موقفه».

وحول المسيرات الحاشده التي شهدتها تونس والتي جاءت لـ«مسانده الشرعيه»، وتجديد الولاء لـ«النهضه»، قال رئيس الحركه ان «الشعب يحتاج لدعم الشرعيه، خاصه ان هناك من دعا لحل المجلس التأسيسي (البرلمان) ثم جاءت الدعوه لحل الحكومه؛ فالثوره والشرعيه مهدده».

وحول تصريحات نائب رئيس الحركه عبد الفتاح مورو، قال الغنوشي ان «الشيخ تولي الرد علي ما نشر ووضعه في اطاره، وعلاقتي به تاريخيه واخويه، ولا يمكن ان تهزها احداث او تصريحات عابره».

كما شدد الغنوشي، علي ان الناس خارج تونس يجب ان يعلموا انه علي الرغم من الاحداث والتطورات التي تشهدها الساحه السياسيه في تونس فان البلاد بخير. وقال: «انا اريد ان اطمئن اصدقاءنا افرادا وجماعات وحكومات، ان ثوره تونس بخير وهي ماضيه في اهدافها في الحريه والتنميه علي ارضيه الوحده الوطنيه وخط الثوره، ونحمد الله ان تبقي بلدا سياحيا مميزا، وكل من ياتي لتونس يلاحظ ان الحياه عامره». موضحا ان «اغتيال شكري بلعيد رحمه الله حادث مؤلم وشاذ عن مجاز التونسيين وطبيعتهم، ولم يتخلل جنازته اي عنف والمظاهرات الضخمه التي شهدتها تونس اليوم (امس) هي من اضخم المظاهرات ولم تشهد مظاهر للعنف».

ومن جانبه قلل عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركه النهضه، من اهميه التصريحات الصحافيه التي نشرتها احدي الصحف الفرنسيه، وانتقد من خلالها الحركه ودعا قياداتها بمن فيهم الشيخ راشد الغنوشي رئيسها الي مغادره الحركه، مما خلف تساؤلات حول حقيقه الخلافات الداخليه بين قيادات الحركه.

وقال عضو «لجنه الحكماء» التي شكلها الجبالي بدايه الاسبوع الماضي في تصريح لـ«الشرق الاوسط» امس ان تصريحاته قد فهمت في غير سياقةا، ووضعت في حجم اكبر من حجمها الحقيقي واولها الكثير حسب اهوائهم. وقال ان «تصريحاتي تهدف بالاساس الي التنبيه الي خطوره الموقف واستفحال الازمه السياسيه والاجتماعية في تونس، بعد فشل التعديل الوزاري من ناحية، ووصول مبادره حمادي الجبالي رئيس الحكومه لتشكيل حكومه تكنوقراط الي ممر مغلق من ناحيه ثانيه».

وشبه مورو تصريحاته بانها عباره عن «صيحه فزع» موجهه لقيادات حركه النهضه حتي تسارع باتخاذ المواقف الضروريه واللازمه في غياب التوافق الداخلي بين رئيسها وامينها العام حول الحكومه التي يمكن ان تقود المرحله المقبله. واشار مورو في حديثه الي انه طالب حركه النهضه التي تستند الي رصيد نضالي تاريخي، بتحمل المسؤوليه الكبري والعمل علي الحد من تفاقم الازمه كما طلب منها اتخاذ مواقف جريئه تحقق رغبات التونسيين في الامن والكرامه. وطالب قيادات حركه النهضه بضروره الحضور القوي في المشهد السياسي والمحافظه علي وحدتها الداخليه حتي لا تنتهي الي التقسيم والتشرذم، وهو ما سيضيف الي الازمه السياسيه الحاليه ازمه جديده علي حد تعبيره.

وحول دعوه راشد الغنوشي الي التخلي عن قياده حركه النهضه، قال مورو ان تصريحه اخذ في غير سياقه، فقد دعا قيادات الحركه وبشكل خاص ممثلها الشيخ راشد الغنوشي الي المبادره باتخاذ موقف توفيقي يطمئن التونسيين، واعتبر ان عدم الاقدام علي ذاك الامر وحسمه بشكل سريع هو عباره عن استقاله من تحمل المسؤوليه في ظروف حساسه. واضاف ان مثل تلك الظروف قد تدفع القياده الي التنحي لفائده قياده جديده لها القدره علي تحمل المسؤوليه وهذا علي حد تعبيره لا يحمل ضمنيا عدم الرضا عن القياده الحاليه وانما هي دعوه ملحه للشعور بخطوره الموقف وصعوبات المرحله السياسيه.

وبشان مغادره حركه النهضه للحكم، قال موور ان القصد من وراء ذلك هو ان الحركه قد تضطر لمغادره الحكم في غياب التوافق الوطني ونفي ان يكون تناول الخلاف الموجود حاليا في تونس علي اساس تقسيم المجتمع الي علمانيين واسلاميين، واعتبر ان الجدل اليوم هو بين تيارات تقدميه واخري رجعيه. وقال ان «بين التيارات الاسلاميه الكثير من التقدميين تماما مثل بقيه التيارات السياسيه الاخري». ولم ينف وجود قوي الشد الي الوراء في مختلف الاحزاب السياسية بما فيها حركه النهضه.

وفي استعراض ميداني لمدي شعبيه حركة النهضة الإسلامية، حضر مساء امس رئيس الحركه راشد الغنوشي الي جانب الشيخ البشير بن حسن احد شيوخ التيار السلفي وقفه احتجاجيه تحت شعار «الوحده الوطنيه ومسانده الشرعيه». وتوافد اكثر من مائه الف من مناصري الحركه حسب مصادر بوزارة الداخلية، منذ ساعات الصباح الاولي الي شارع الحبيب بورقيبه وسط العاصمه التونسيه. وتم تجهيز منصه شرفيه امام تمثال العلامه التونسي عبد الرحمان بن خلدون وجهزها المنظمون بمضخمات صوت كبيره الحجم. وتاتي هذه المسيره التي دعا لها قاده حركه النهضه منذ الاسبوع الماضي وعلي خلفيه دعوه احزاب المعارضه الي استقاله الحكومه، وحل المجلس التاسيسي (البرلمان) بعد اغتيال شكري بلعيد السياسي اليساري والامين العام لحركه الوطنيين الديمقراطي (حزب ماركسي لينيني).

وحمل المتظاهرون اعلاما كتب عليها «لا اله الا الله» رفعت الي جانب اعلام تونس وفلسطين ورددوا شعارات عديده من بينها «الشعب يريد.. النهضه من جديد» و«تحصين الثوره.. واجب» و«دعم الشرعيه.. واجب» و«يا شعب ثور.. علي بقايا الديكتاتور»، ورفع بعض المشاركين في المظاهره لافته كتب عليها» نريد قضاء واعلام تكنوقراط.. لا حكومه تكنوقراط». والقي الشيخ راشد الغنوشي رئيس الحركه خطابا وجهه للمتظاهرين قال فيه ان «اطرافا تمني النفس ان يروا الحركه مزقا واشلاء، وهم ينتظرون هذا اليوم ولن ياتي».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل