المحتوى الرئيسى

محلل أمريكي: الأولتراس تطوروا إلى البلاك بلوك!

02/17 00:12

خصص الكاتب والمحلل الامريكي ''ديفيد اجناتيوس'' مقاله في صحيفه الواشنطن بوست لظاهره الاولتراس ومدي قوّتها في الشارع المصري منذ ثوره 25 يناير 2011 وحتي الان.

وربط الكاتب بين تلك الظاهره وبين روايه شهيره للامريكي ''انتوني بورجيس'' تم تحويلها الي فيلم عام 1971 تحت عنوان (البرتقالة الآلية) وكان جوهر القصه جماعات من الطلبه تشكّل عصابات تجوب الشوارع وترتكب اعمال عنف وحشيه اطلق عليها ''بورجيس'' اسم (مافوق العنف).

واكد الكاتب انّ تلك الروايه قد تصبح مؤشراً مخيفاً لما قد يصبح حال جماعات الاولتراس الشرسه في شوارع مصر ودول اخري لديها نفس الظاهره.

وقال ''اجناتيوس'' انّ ما تنبئنا به تلك الجماعات من مشاغبي الكره عن المستقبل في الدول التي يحكمها طغاه فقدوا القدره علي قمع الشباب الغاضب هو انّ هؤلاء المراهقين يبدو وكانّهم قد فقدوا كل الاحترام لعالم ابائهم وللقوي الاجتماعيه المتحكّمه في الفرد والتي كانت تسيطر علي المجتمعات التقليديه كمصر.

واضاف ''اجناتيوس'' انّ هؤلاء الشباب قد صاروا يحملون احتقاراً لسلطه الشرطه ولكلّ اشكال السلطه الاخري. فيورد كمثال ما حدث في مدن القناه من مباريات للكره في الميادين طوال الليل تحدّياً لقرار حظر التجوال. ويفسر ذلك بانّ ذلك الجيل يحمل احتقاراً لجيل الاباء الّذي ضحي بكرامته وخضع لنظام ''مبارك'' القمعي.

ويربط الكاتب بين جماعات الاولتراس في مصر وما ظهر مؤخراً من جماعات البلاك بلوك، فيقول انّهم بعد ان شاركوا بقوه في اسقاط ''مبارك'' منذ عامين قاموا باعاده تشكيل انفسهم في جماعات البلاك بلوك بهدف تحدي ''مرسي'' وجماعه الاخوان.

وفسّر ''اجناتيوس'' نشاه تلك الجماعات تحت ظلّ حكم ''مبارك'' لانّهم قدّموا حينها بديل غير مسيّس لتنفيس الشباب عن غضبهم كمشجعي كره مشاغبين وهو ما فضّلته السلطات عن نشاه شباب غاضب داخل المساجد او في جنبات الحلبه السياسيه. الّا انّ السحر قد انقلب علي الساحر وكانت تلك الجماعات من شباب مشاغبي الكره المائلين للعنف هي الطليعه التي منعت قوات الأمن من فضّ الميدان في الايام الاولي الهشّه للثوره.

وفي معرض الحديث عن ظاهره تحولّ مشاغبي الكره الي عنصر سياسي فاعل يستعرض الكاتب ما قاله الاكاديمي ''جيمس دورسي'' في مدونته الخاصّه عن (عالم الكره المضطرب في الشرق الاوسط) من انّ الاولتراس عقب سنوات من الاشتباك مع الشرطه في ملاعب الكره قد اشتدّ عودهم واصبحوا مقاتلين شرسين. وانّ التحدّي الرئيس لمصر ما بعد الثوره كان دمج هؤلاء الشباب الغاضب في عمليه بناء نظام ديمقراطي جديد.

واشار في مقاله لمذبحه بورسعيد وما جري من احداث عنف دمويّه علي اثر الحكم في قضيّتها وفقدان ''مرسي'' للسيطره علي مدن القناه حتي اضطر لارسال قوات الجيش لاستعاده السيطره هناك.

وقال ''اجناتيوس'' نقلاً عن ''دورسي'': ''المشكله هي كيف تحقّق التحوّل من الشارع الي النظام'' وهو مالم يتحقق في مصر ولا ليبيا وفقط علي وشك البدء في تونس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل