المحتوى الرئيسى

17 عالما ومفكرا إيرانيا ينصحون "مرسي" بتطبيق "نموذج الثورة الإسلامية" في رسالة مطوّلة

02/16 13:43

وجه 17 عالمًا ومفكرًا إيرانيًا رسالة إلى الرئيس محمد مرسي، أعلنوا فيها استعدادهم لنقل التجارب العلمية المكتسبة في إيران إلى مصر.

وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، أن العلماء والمفكرون الإيرانيون بعثوا رسالتهم بالتزامن مع الذكرى الثانية لانتصار الثورة المصرية، حيث أوضحوا فيها التجارب "الفذة" التي اكتسبتها الثورة الإسلامية في إيران، لاسيما في مرحلة بناء نظام الحكم القائم على أسس الشريعة الإسلامية السمحاء، وكذلك المنجزات التي حققتها إيران في ظل الحكومة الشعبية الدينية، وأشاروا إلى المكتسبات العلمية موثقة بالإحصاءات التي نشرتها المؤسسات والمراكز العالمية المعنية، وانتهوا إلى تقديم النصح والإرشاد إلى الرئيس مرسي ليحذو حذو إيران، ويجعل الإسلام هو الأساس في إدارة شؤون الدولة، وألا يسمح للحركات التنويرية بالتحكم أو التأثير على ذلك.. وفيما يلي نص الرسالة:

فخامة رئيس جمهورية مصر العربية.. الدكتور محمد مرسي المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

نرفع إليكم أسمى التهاني بالذكرى الثانية لانتصار ثورة الشعب المصري والإطاحة بالحكم المستبد السابق، وبلورة دولة جديدة تعتمد القيم الإسلامية، كما نهنئكم بفوزكم في الانتخابات الرئاسية الديمقراطية، ونجاح التصويت لصالح دستور البلاد.

إننا شهدنا النجاحات التي حققها الشعب الإيراني العظيم بفضل انتصار ثورته الإسلامية بقيادة الإمام الخميني الراحل، أعلى الله مقامه الشريف، الذي كان، بحق، حكيمًا وعارفًا وعالمًا فذًا، قل نظيره في التاريخ، وكذلك شهدنا التجارب التي اكتسبتها إيران طيلة 34 عامًا من عمر ثورتها الإسلامية وكفاحها المرير ضد الصهيونية والاستكبار العالمي من أجل إرساء أسس نظام الجمهورية الإسلامية، لذلك نود أن نطرح على فخامتكم النقاط التالية:

1- لقد حقق العالم المتقدم نجاحات مادية جمّة، إلا أنه مايزال يعاني من أزمات كثيرة على الصعد الفردية والاجتماعية، والتي يعود سببها الرئيسي إلى الابتعاد عن حقيقة الإسلام، وفقدان الإيمان بكتاب الله ومبادئه، أو الإيمان بشكل ناقص على أقل تقدير، ماجعله مصداقًا لـ"الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه ".

2- إن العالم الغربي أصبح يدرك اليوم أهمية الدين وقيمه ودوره في شؤون المجتمع، كما هو الحال في الشؤون الصحية للفرد والأسرة والمجتمع، على سبيل المثال، حيث تلاحظ التوجهات الدينية بين مختلف الأوساط الاجتماعية بصورة جادة.

إن العودة إلى القيم الدينية، جاءت نتيجة للطرق المغلقة والتعقيدات التي آلت إليها عمليات التنمية والتطور بسبب تجاهل هذه القيم، والسقوط في أزمات اجتماعية حادة أحاطت بالعالم الغربي برمته.

3- إن مبادئ الإسلام تعتبر مرجعًا لمعالجة جميع المشاكل على الصعد الوطنية والدولية، وبدون التمسك بعروته الوثقى، تنفصم جميع العرى ويتعرض الفرد والمجتمع لخسارة كبرى في جميع أرصدته الإنسانية والاجتماعية.

4- إن الأمور كلها ترجع إلى الله، وأن الإيمان والتمسك بالقدرة الإلهية المطلقة يكفل للإنسان تحقيق النجاح والسعادة في كلا الدارين، وأن العقل الإنساني قادر على أن يكون مصدر إشعاع وإلهام عظيم، يستطيع إبداع ظواهر جديدة ذات فوائد تمتد تأثيراتها إلى كافة شؤون الحياة بمشيئة الله تعالى، "فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ" (الأنعام ـ 125).

5- إن الرؤية القائمة على مبدأ أصالة الإنسان أثبتت فشلها في الاستجابة لمتطلباته، لما يحمل من خصوصيات روحية ومادية، فلا يمكن تحقيق السعادة دون التوجه إلى الكمال المطلق الذي لا مصداق له سوى الله تعالى.

6- إن الولاية، في حقيقتها، لله تعالى ولرسوله ولأوليائه. وإن أفضل مناهج الحياة وأنماطها هو ما يكون مستمَدًّا من الولاية الإلهية. فأي نظام حكم يضع سياساته ويُنشئ مؤسساته ويخطط مناهجه في ظل الولاية الإلهية وأهدافها، سينجح في بلوغ الصلاح وتحقيق السعادة، وسيكون مصدرًا للرقي والكمال. ولا شك أن هذا الطريق دونه خرط القتاد وسلوكه يتطلب جهدًا مضنيًا وعملا دؤوبًا، كما يتطلب الاستعداد لتحمل صعوبات النضال في مقارعة الشياطين.

7- إن الإسلام أمانة كبرى مَنَّ الله بها على البشرية جمعاء، وإدراك حقائقه يثمر عن تحقيق السعادة الأبدية. وإنه دون التمسك بمبادئه، فإن جميع الشؤون المرتبطة بحياة الإنسان، سواء الفردية منها أو الاجتماعية، والمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ستؤدي إلى السير في متاهات الضلال والضياع أو تحقيق تنمية ناقصة أو ظهور مجتمع مشوّه.

8- إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدأت مسيرتها على أساس محورية الإسلام وحضوره في كافة أركان نظام الحكم وجميع شؤون السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وأقامت قواعد حكمها على أسس الإسلام العظيم. وفي الأول من أبريل عام 1979، تم عرض نوع النظام الذي يريده الشعب بعد انتصار الثورة الإسلامية على الاستفتاء العام، حيث صوت الشعب الإيراني لصالح إقامة نظام الجمهورية الإسلامية بنسبة 99.2%، وفي نوفمبر من العام نفسه، أجري استفتاء آخر على دستور البلاد، بعد صياغته من قبل مجلس الخبراء، فأحرز الأغلبية المطلقة أيضًا.

9- إن المادتين الأولى والثانية تعتبران من أهم مواد الدستور، حيث تنصان على تبني نظام الجمهورية الإسلامية مبادئ الإسلام وتشريعاته في كافة شؤون الحياة.

10- لقد نجح الشعب الإيراني في تحقيق إنجازات كبرى خلال 34 عامًا، بفضل تحليه بالحكمة وتمسكه بالجهاد والنضال المرير ضد الاستكبار العالمي وأعداء الإسلام والمسلمين على الصعد الدولية، والتي من أهمها الصمود على مبدأ الاستقلال عن كافة القوى شرقيها وغربيها، والتصدي لمخططات الهيمنة على إيران الإسلامية، و في هذا الصدد اعتمدت إيران مبدأ محوريًا في سياستها الخارجية، يتمثل بدعم المظلومين في جميع أنحاء العالم، لاسيما الشعب الفلسطيني المضطهد.

أن إيران دفعت ثمنًا باهظًا بسبب صمودها على هذه السياسة، حيث فرضت عليها الحرب والحصار الشامل وتعرضت لضغوط دولية واسعة.

11- لقد استطاعت إيران تحقيق إنجازات تنموية رائعة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعمارية. وبالرغم من فرض حربًا طاحنة عليها استمرت ثماني سنوات، إضافة إلى فرض مختلف أنواع الحصار والحظر على الصعد الاقتصادية والسياسية، إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تفخر اليوم بنجاحها في معالجة الفقر واجتثاثه من جميع المدن والأرياف، وحازت في ذات الوقت على مكانة مرموقة في مختلف العلوم والتقنيات الحديثة، بفضل تمسكها بقيم الإسلام السامية، وتبعية الشعب لنهج الإمام الخميني وقيادته الحكيمة، ومن بعده آية الله العظمى الخامنئي، ونشير هنا إلى بعض هذه الإنجازات:

- تؤكد الإحصائيات الرسمية لليونسكو، أن إيران الإسلامية تفوقت على أربعة أخماس دول العالم في المجال التعليمي، حيث أصبح العمر المأمول للدراسة يتراوح مابين 13 و16 عامًا، وبلغ إجمالي نسبة المتعلمين لدى جيل الشباب من 95 إلى 99 بالمئة، و85 إلي 95 بالمئة بالنسبة لكبار السن، إضافة إلى أن النساء المتعلمات في البلاد فاقت إجمالي بلدان العالم بنسبة 55 إلى 75 بالمئة، فيما كانت لا تتجاوز نسبة المتعلمين في إيران 28 بالمئة قبل انتصار الثورة الإسلامية.

- إنه بحسب ما أعلنته منظمة ساينس متريكس، وقسم التجارة والتطوير والمهارة التابع للحكومة البريطانية ومؤسسة سبرينجر، استطاعت إيران تحقيق نمو بنسبة 14.4% في مجال العلم وفروع التكنولوجيا خلال العقود الثلاثة الماضية، وبذلك سجلت أعلى نسبة في نمو الإنتاج العلمي على الصعيد العالمي. إن إيران أصبحت تتبوأ حاليًا المرتبة السادسة عشر في مجال الإنتاج العلمي على المستوي العالمي، بعد أن كانت في مرتبة متدنية لم تتجاوز الثانية والخمسين قبل انتصار الثورة الإسلامية. واعتبرت المؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم التقدم العلمي السريع في إيران، على صلة بتطور التكنولوجيا والآليات والمعدات وتقنية الاتصالات في هذا البلد، فضلا عن الوفرة في الإنتاج العلمي.

- تتوفر إمكانية الوصول إلى الإنترنت في إيران حاليًا لـ42 مليون مواطن، ونسبة الانتشار 53%، وبذلك حازت على المرتبة الأولى في الشرق الأوسط، والتاسعة عالميًا، كما تحتل المرتبة التاسعة عالميًا من حيث النمو في إمكانية الوصول إلى الإنترنت.

- إنه بحسب ما أعلنته منظمة يونيدو، فقد تبوأت إيران المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر التطور الصناعي، حيث سجلت نموًا بنسبة 0.54%. وبلغ إجمالي الناتج المحلي السنوي 15 ألف دولار أمريكي لكل شخص، حيث تفوق إيران في مرتبتها على هذا الصعيد ثلاثة أرباع دول العالم. وفي سياق المقارنة بين الإحصائيات المالية الإيرانية قبل الثورة الإسلامية وبعدها، يؤكد تقرير البنك الدولي على حصول نمو سريع في مختلف مؤشرات التنمية في البلاد. فعلى سبيل المثال، تجاوز مؤشر إنتاج المحاصيل الزراعية 110 وحدات، حيث سجل نموًا بنسبة أكثر من 600 بالمئة فيما كان هذا المؤشر لا يتعدى 18 وحدة قبل انتصار الثورة الاسلامية.

- ومن النجاحات التي تحققت في إطار "وثيقة آفاق التنمية العشرينية للجمهورية الإسلامية الإيرانية" و"خارطة طريق التقدم العلمي"، يمكن الإشارة إلى التقدم الذي أحرزته إيران في مجال التكنولوجيا النووية واستخداماتها السلمية في مجالات الطاقة النظيفة والطب والزراعة، وكذلك التقدم العلمي في مجال الخلايا الجذعية وتطبيقاتها في الطب وتكنولوجيات النانو والبيئة. وفي 2005 نجحت إيران الإسلامية في الانضمام لنادي البلدان المالكة لتكنولوجيا صناعة الأقمار الصناعية وإطلاقها إلى الفضاء، حيث أصبحت الدولة التاسعة في العالم، وحازت إيران أيضًا على تكنولوجيا دورة الوقود النووي وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، وتقنية 150 نوعًا من السوائل الأيونية ذات الاستخدامات الواسعة، وصهر الصلب بتقنية فرن القوس الكهربائي، وتكنولوجيا حفر آبار النفط والغاز في المياه العميقة، 800 إلى 1000 متر، وبناء السدود والمحطات الكهرومائية الضخمة، حيث تعد كل هذه الإنجازات نماذج من تحقق خطط وثيقة آفاق التنمية العشرينية للبلاد.

- إن حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وضعت في أولويات خططها "خطة التنمية الاقتصادية" و"الاقتصاد المقاوم"، بهدف نيل التقدم إلى جانب تحقيق العدالة الاجتماعية، وكذلك إصلاح أنظمة الدعم الحكومي، والضرائب، والجمارك، والمصارف، وتوزيع السلع والخدمات، ودعم العملة الوطنية.

إننا نعتبر الإنجازات الهائلة التي تحققت في كافة المؤشرات بجانبيها الكمي والكيفي في إيران الإسلامية، تحققت بفضل التجارب التي اكتسبتها الثورة الإسلامية في أحداث التوازن بين شؤون الفرد والمجتمع. وفي هذا السياق أعدت الدولة برنامجًا شاملا يهدف لـ"بناء الحضارة الإسلامية الحديثة"، وهو برنامج طويل الأمد يعتمد نماذج لتحقيق التقدم الشامل، يقوم على المبادئ الإسلامية السامية في جانبيها النظري والعملي، ويختلف عن الأساليب والأنماط الدخيلة التي فرضها العالم الغربي والصهيونية الدولية، تحت عناوين مؤشرات ومعايير التنمية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل